هل يستغل تنظيم الدولة الإسلامية كورونا لتكرار سيناريو 2014؟

الاثنين 13 أبريل 2020 06:20 م

يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى الاستفادة من انشغال العراق بوباء الفيروس التاجي الجديد "كوفيد-19" وتعليق التحالف العالمي لعملياته العسكرية ضد التنظيم.

وبناء على ذلك، شنت القوات العراقية عملية استباقية لقطع طرق إمداد التنظيم وإضعاف قدراته القتالية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية "يحيى رسول"، لـ المونيتور": "بالرغم من تعليق عمليات التحالف العالمي، فإن القوات العراقية تقوم بعمليات مطاردة للتنظيم على الحدود مع سوريا، وقد تكبد التنظيم خسائر فادحة في الأيام الأخيرة، بعد أن حاول استغلال أزمة الفيروس التاجي لتوسيع عملياته".

وكان التحالف الدولي قد أعلن الشهر الماضي إيقاف عملياته القتالية واللوجستية والتدريبية في العراق، وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن جنودها غادروا بموجب اتفاقيات مع الحكومة العراقية.

وفي غضون ذلك، سحبت واشنطن أفرادا أمريكيين من بعض القواعد العسكرية، بالأخص قاعدة "القيارة" الجوية شمالي العراق، وسلمت القواعد إلى الجانب العراقي.

ووصف التحالف انسحابه بأنه "مؤقت وتكتيكي"، وسط تقارير تفيد بأن تدريب القوات العراقية على استهداف بقايا التنظيم يمكن استئنافه بمجرد السيطرة على الوباء.

ومع ذلك، حذرت بعض الأطراف العراقية من أنه في غضون ذلك، قد يسيطر التنظيم مرة أخرى على أجزاء كبيرة من شمال غرب البلاد.

ويأتي التهديد الأكبر من منطقتي الجزيرة والبادية المتاخمتين للحدود العراقية السورية.

وكانت مجموعات من التنظيم قد هربت في 30 مارس/آذار من سجن في الحسكة، أضف إلى ذلك النشاط المتصاعد لخلايا التنظيم في جبال حمرين في محافظة ديالى، وكذلك في جنوب غرب صلاح الدين.

واعترف "رسول" بأن غياب الدعم الفني من قبل التحالف أثر على القوات العراقية، لكنه قال إن ذلك لن يؤدي إلى تحول كبير في ملاحقة بغداد لعناصر التنظيم.

وأضاف: "إن المعركة الحقيقية هي معركة معلومات، وقد تطورت جهود المخابرات العراقية في هذا الشأن كثيرا. لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية قادرا على التسبب في أضرار جسيمة في البلاد كما حدث من قبل".

وردا على سؤال حول مخاوف الأكراد بشأن تحركات التنظيم، أشار "رسول" إلى أن "التنظيم يستغل مناطق خالية" بين الأماكن التي تسيطر عليها القوات العراقية وتلك التي تسيطر عليها القوات الكردية للتسلل وتنفيذ بعض الهجمات"، لكنه أكد على أن "هناك تنسيقا بين الجانبين لتجنب هذا الخلل".

وفي غضون ذلك، تعتقد السلطات في كردستان العراق أنه قد يكون هناك تكرارا لسيناريو 2014، الذي أدى إلى سيطرة التنظيم على مناطق واسعة من البلاد.

وقال "جبار ياور"، الأمين العام لوزارة شؤون البيشمركة في حكومة كردستان العراق، لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، في 1 أبريل/نيسان، إن "انسحاب الولايات المتحدة في ظل هذه الظروف سيؤثر على الظروف الأمنية والقدرة القتالية والدفاعية للحكومة الفيدرالية والكردية".

وأفاد مراسل في المنطقة بوقوع العديد من الاشتباكات، آخرها هجوم في 7 أبريل/نيسان قتل 2 من أفراد البيشمركة بنيران قناصة تنظيم "الدولة الإسلامية" في كولاجو في منطقة جارميان.

وقال عمدة سنجار، "محما خليل"، إنه من المرجح أن يسيطر التنظيم على جبل سنجار والمنطقة المحيطة بها "إذا فشلت قوات الأمن في ضرب التنظيم بشكل استباقي، خاصة بالنظر إلى أن الحدود بين العراق وسوريا ليست تحت السيطرة هناك".

وأضاف: "إن الأوضاع الأمنية في سنجار وضواحيها هشة بسبب وجود الجماعات المسلحة وانتشار الأسلحة بشكل غير منضبط، وفشل قوات الأمن في لعب دورها في الحفاظ على الأمن، وتقود هذه العوامل تنظيم الدولة إلى استغلال الوضع وإعادة تنظيم صفوفه".

وترتبط احتمالات العودة القوية لـ"الدولة الإسلامية" بقدرة التنظيم المتزايدة على تهريب المزيد من معتقليه من العراق وسوريا.

وبالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة في السجون العراقية، قررت بعض المحاكم إجلاء السجناء المتهمين بالإرهاب خوفا من تفشي الفيروس التاجي الجديد في السجون.

وتوجد دعوات للإفراج عن مزيد من السجناء، لكن السلطات العراقية لم تعلن بعد عن خطة لرصد وتتبع الأفراد المفرج عنهم.

وقال "كاطع الركابي"، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إنّ "التقارير حول قوة تنظيم الدولة الإسلامية وإمكانية هروب أعضائه من السجون في العراق تأتي من الحرب الإعلامية التي تشنها واشنطن لتحقيق أهداف سياسية محددة بعد انسحاب قواتها من بعض القواعد العسكرية".

وقال "الركابي" إن أهم هذه الأهداف هو إظهار أهمية بقاء القوات الأمريكية في العراق.

وأضاف: "جاء انسحاب بعض قوات التحالف الدولي ردا على قرار البرلمان العراقي في يناير/كانون الثاني بإنهاء وجود القوات الأجنبية، لكنه تزامن مع انتشار وباء الفيروس التاجي الذي عجل بعملية الانسحاب".

وأضاف أن "القوات العراقية ووحدات الحشد الشعبي قادرة على توفير الأمن بعد الخبرة التي اكتسبتها خلال الأعوام الماضية، ولن يحتل تنظيم الدولة مناطق من جديد في البلاد".

ومع ذلك، اعترف "الركابي" بأنه كانت هناك تغييرات في بعض المناطق الجبلية، مثل سنجار، بسبب عدم وجود غطاء جوي عسكري للتحالف الدولي.

وفي بداية هذا العام، أصدر البرلمان العراقي قرارا يطالب الحكومة بطرد القوات الأجنبية من العراق احتجاجا على قتل الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني" ونائب رئيس وحدات الحشد الشعبي "أبومهدي المهندس" على الأراضي العراقية.

وخلق القرار انقساما سياسيا واسعا، حيث شددت الأحزاب الكردية والسنية على حاجة البلاد للقوات الأمريكية لمكافحة الإرهاب.

وفي هذا السياق، ربما يكشف الانسحاب الجزئي لهذه القوات، وتعليق عمليات التحالف الدولي بسبب أزمة فيروس "كورونا"، مدى قدرة العراق على مواجهة تحدياته الأمنية دون طلب الدعم الأجنبي.

المصدر | عمر ستار | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فيروس كورونا تنظيم الدولة الإسلامية قوات التحالف الدولي

العراق يطلق سراح معتقلين بتهم الإرهاب لاحتواء كورونا

التحالف يعلق تدريباته بالعراق ويسحب عددا من قواته

تنظيم الدولة يفرض نفسه من جديد في العراق بمجموعات متنقلة

الدولة الإسلامية: كورونا عقاب من الله لأعدائه

لهذا السبب.. تنظيم الدولة يتوعد قطر