لماذا يغيب الجزائريون عن صفوف القتال داخل «الدولة الإسلامية»؟

الخميس 13 أغسطس 2015 01:08 ص

في الوقت الذي يقترب فيه رقم المقاتلين المغاربة بتنظيم «الدولة الإسلامية» من ثلاثة آلاف، ويصل فيه عدد المقاتلين التونسيين إلى 1500، يبدو الرقم ضئيًلا جدًا عند الجزائر بحيث لا يتجاوز 63 حسب تصريحات رسمية.

الأسباب في ذلك متعددة، لكن يمكن إجمالها في ثلاثة، وذلك وفق ما نشرته دراسة لمركز «كارنيغي للشرق الأوسط»، أعدتها «دالية غانم-يزبك»، ونشرتها شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

السبب الأوّل: هو الجرح الغائر للعشرية السوداء، تلك السنوات العشر التي قتل خلالها 150 ألف شخص، واختفى 7 آلاف آخرون، وذلك بعد إلغاء الانتخابات التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجولة الأولى، ثم ولادة جماعات جهادية ساهمت في حرب أهلية، ممّا جعل التوق إلى الأمن والاستقرار بعد تلك المرحلة أمرًا ملّحًا.

 ومع اندلاع نزاعات في بلدان مجاورة، فالدولة الجزائرية عملت على آثار الصدمة الشعبية من أعمال العنف وعلى الخوف من اللّا استقرار كي ترّكز على ضرورة أن يسود الأمن التام في الجزائر.

السبب الثاني هو صعود حركة الدعوة السلفية، أو ما يُعرف بالسلفية العلمية التي حلّت بديلا عن الجهاد والعمل السياسي.

فرغم وجودها منذ عشرينيات القرن الماضي، إلّا أنها حظيت بدعم كبير منذ نهاية الحرب الأهلية، خاصة توظيف أعضائها في الجامعات والمساجد. ومن أبرز وجوهها اليوم هناك «علي فركوس»، و«عبد الغني عوسات»، و«محمد تشلابي».

ومن أسباب تناميها خيبات الأمل من الأحزاب الإسلامية والواقع السياسي عمومًا، كما أنها شكّلت حضنًا للكثير من المتعاطفين سابقًا مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

الثالث هو الصرامة الأمنية، فرغم بعض الهجمات الجهادية المتفرّقة، إلّا أن قوات الأمن الجزائرية تمتلك قدرات عالية، إذ تصل أعدادها إلى 209 آلف عنصر، (المغرب حسب الدراسة 46 ألف)، يتمتعون بحوافز مالية مهمة، ويدعمهم الجيش الوطني وجهاز المخابرات التابع له. وبدوره، يستفيد هذا الجيش البالغ عدد أفراده 512 ألفًا، من تدريب متطوّر وخبرات كبيرة في مكافحة الإرهاب، وقد حقق نجاحًا نسبيًا في غلق الحدود أمام المقاتلين القادمين من الخارج.

غير أن قلّة أعداد المقاتلين الجزائريين في التنظيم لا تعني أن الأوضاع بالجزائر هادئة تمامًا، إذ تقول الدراسة إن انتشار ظاهرة الإفلات من العقاب بين صفوف الأجهزة الأمنية يشجع على انتهاك حقوق الإنسان، كما أن غياب التجديد الجيلي على المستوى السياسي يجعل المسؤولين أنفسهم في السلطة منذ عقد الستينيات، زيادة على معاناة الجزائرمن مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية، تلقي بظلالها على الشباب، منها البطالة (10,6%)، وأزمة السكن، وانخفاض معدلات الأجور، وسوء الظروف المعيشية.

  كلمات مفتاحية

الجزائر تنظيم الدولة الإسلامية

الجيش الجزائري يرفع درجة تأهبه وينشر 12 ألف عسكري على حدود تونس

«بنكيران»: 1300 مغربي يقاتلون في صفوف «الدولة الإسلامية»

الجيش الجزائري يعلن مقتل زعيم جماعة «جند الخلافة»

4 آلاف مقاتل مغاربي في سوريا وتضارب الأرقام بشأن أعداد الأجانب

السلطات المغربية تكشف عن عائلات كاملة من مواطنيها بين صفوف «الدولة الإسلامية»

خبراء: «بوتفليقة» يستعيد السيطرة على أجهزة الأمن والمخابرات

مصادر فرنسية: مقتل القيادي الجهادي الجزائري «سعيد عارف» قبل 4 أشهر في سوريا

ماذا بعد الانقلاب الأبيض في الجزائر؟

«بوتفليقة» يحل جهاز المخابرات ويستبدله بمديرية تابعة للرئاسة

الجزائر تعلن ضبط خلية لتنظيم الدولة خططت لاغتيالات واستهداف منشآت نفطية (فيديو)