فيديوهات مخلوف.. الأزمة الاقتصادية تعزز الانقسامات داخل النظام السوري

الأربعاء 6 مايو 2020 11:49 م

في تطور غير مسبوق، بعد أكثر من 9 أعوام من الأزمة السورية، نشر أغنى رجل في سوريا، "رامي مخلوف"، مقطعي فيديو على "فيسبوك" في الأيام الأخيرة ينتقد ما وصفه بهجوم غير إنساني من قبل قوات الأمن على أصوله التجارية.

و"مخلوف" هو ابن عم "بشار الأسد"، وكان جزءا لا يتجزأ من نظام "الأسد" منذ خلافة "بشار" لأبيه عام 2000.

وكانت إمبراطورية "مخلوف" التجارية تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار قبل الثورة في 2011، مع تعاملات واسعة في الاتصالات والنفط والغاز والبناء والعقارات وتجارة التجزئة والتجارة الإقليمية.

وكانت قوته المالية جزءا لا يتجزأ من بقاء النظام في الأعوام الأخيرة، وهي حقيقة جعلته مستهدفا بشدة بالعقوبات الأمريكية والأوروبية.

كما أن أموال "مخلوف"، التي تم تحويلها من خلال جمعية "البستان الخيرية"، مولت أكثر من 12 ميليشيا موالية للنظام في جميع أنحاء البلاد.

وكشف أول مقطع فيديو لـ"مخلوف"، والذي تم نشره ليلة الخميس، عن أن أغلى أصوله، شركة "سيريتل"، أكبر مزود لخدمات الهاتف المحمول في سوريا، تم اتهامها بالتهرب الضريبي وتم فرض رسوم واسعة و"غير عادلة" عليها.

وفي إشارة واضحة إلى شائعات خرجت في عام 2019 مفادها أنه تم الاستيلاء على بعض أصوله، خاطب "مخلوف"، "الأسد" مباشرة، قائلا: "لا أريد أن أسبب لك الإحراج، ولكن عندما رأيت أنني أثقل عليك، قررت التخلي عن أعمالي".

ومع ذلك، أصر "مخلوف" على أن التدابير الأخيرة كانت "تلفيق" من قبل مجموعة من عناصر النظام الذين رفض تحديدهم.

وفي وقت سابق، أفادت تقارير بأن "مخلوف" كان هدفا لحملة يقودها شقيق "الأسد"، "ماهر"، وسلسلة من رجال الأعمال الآخرين في النظام، بما في ذلك "سامر فوز" وعائلة "قاطرجي".

وبالرغم من إصراره على أنه سيدفع 180 مليون دولار المطلوبة منه، طالب "مخلوف" أن يكون "الأسد" مسؤولا شخصيا عن توزيع تلك الأموال، لأنه لا يثق في أي شخص آخر.

وإذا لم يكن الفيديو الأول صادما بما يكفي، فقد صعد الثاني الموقف أكثر من ذلك.

ورغم التقارير التي كانت تفيد بأنه "الراعي الأكبر" لشبكة مديريات المخابرات سيئة السمعة في سوريا طوال الأزمة، اتهم "مخلوف" أجهزة المخابرات باعتقال موظفيه وملاحقة شركاته للضغط عليه من أجل الدفع.

وقال "مخلوف" إن الحملة كانت "مخالفة للقانون والدستور"، ونتيجة أوامر نسبها مباشرة إلى "الأسد" نفسه.

وبالرغم من أن صرخات "مخلوف" العلنية يبدو أنها أضعفت موقفه بشكل أكبر داخل المجتمع السوري الموالي للنظام، إلا أن منشور تابع لابن عمه "سميح" أوضح تفسيرا طائفيا لمزاعم "مخلوف"، وهو أن "الأسد" كان يغض الطرف عن الموالين السنة الفاسدين أثناء مهاجمة أولئك الذين ينتمون إلى طائفته الشيعية العلوية، وتخلى عنهم وتركهم مثل "الخرفان" لذبحهم.

وبالنسبة للبعض في سوريا، فقد جر هذا الخط الطائفي زوجة "الأسد" السنية "أسماء" إلى النزاع، حيث زعم البعض أنها كانت تقود الحملة ضد ابن عم زوجها.

ومهما كانت الحقيقة وراء هذا الخلاف العام الاستثنائي، فإن الآثار المحتملة كبيرة. وتبدو مقاطع الفيديو في بعض الأحيان صادمة، مع مطالبة "مخلوف" الثري "الأسد" بإنهاء معاناته المالية، ما يؤكد طبيعة الدائرة الداخلية للنظام.

ويشير لجوء "مخلوف" للجمهور إلى رهانات على العشيرة العلوية. ويمكن القول أكثر من أي وقت مضى إن الأزمة الاقتصادية السورية تفسح المجال للانقسامات الداخلية.

وكشفت الأزمة عن الهشاشة الشديدة لثروات رجال الأعمال الموالين للنظام. وإذا استمر "مخلوف" في حملته العلنية، فإن فرصه في الخروج من هذا على قيد الحياة ليست جيدة.

وعلى نطاق أوسع، وخاصة بالنسبة لأطراف مثل روسيا، قد تمثل هذه الدراما من "مخلوف" ضربة لاحتمالات جذب نظام "الأسد" لاستثمارات أجنبية كبيرة، وهو أمر ذو أهمية كبيرة الآن مع الأزمات التي يعيشها اقتصاد البلاد.

المصدر | تشارلز ليستر - معهد الشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

نظام بشار الأسد رامي مخلوف أسماء الأسد الطائفة العلوية

ف.تايمز: خلاف عائلة الأسد مسلسل رمضاني ينشر غسيلهم القذر

حفيد شيخ الطائفة العلوية يتهم مخلوف بالعمل ضد الأسد

ديلي بيست: أسماء الأخرس المحرك الرئيسي لخلافات الأسد ومخلوف

إرهاصات سيناريوهات روسية لمرحلة جديدة بسوريا

سر توتر العلاقات بين الأسد وبوتين