ديلي بيست: أسماء الأخرس المحرك الرئيسي لخلافات الأسد ومخلوف

الثلاثاء 12 مايو 2020 09:39 م

كشفت مجلة "ديلي بيست" أن الخلافات الحالية التي خرجت للعلن بين رجل الأعمال السوري "رامي مخلوف" وابن خاله رئيس النظام "بشار الأسد" تقف ورائها "أسماء الأخرس" زوجة الأخير.

وأشارت المجلة إلى أنه بعد وفاة "حافظ الأسد"، وصعود نجله "بشار" إلى سدة الحكم، تحولت والدة الأخير "أنيسة مخلوف" إلى القوة الحقيقة وراء السلطة.

وأضافت أن والدة "الأسد" حاولت منع زوجة "بشار"، التي ولدت وعاشت في لندن، من الوصول إلى مفاصل السلطة لأنها لم تكن تثق بها أو تحبها في الوقت ذاته.

وذكرت المجلة أن "أنيسة"، بعد وفاة زوجها وشعورها بضعف شخصية "بشار" وكرهها لزوجته، حاولت تقوية أبناء العائلة حول ابنها الذي انتخب رئيسا، ومنح أخيه "ماهر" قيادة الحرس الجمهوري والفرقة المدرعة 42، التي سيطرت على أرباح البترول المستخرج من دير الزور في شرق البلاد.

وتمت تقوية شقيق "أنيسة" "محمد" وأبناءه "حافظ" و"إياد" و"رامي"، وزاد تأثيرهم بعد عام 2000.

وأردفت "ديلي بيست" أنه في عام 2000، أنشأ "رامي" شركة الاتصالات "سيرياتيل" التي كانت واحدة من شركتي اتصالات في البلاد، وتطورت لتسيطر على نسبة 70%من اقتصاد البلاد.

ووفق المجلة، استطاع "رامي" ووالده بناء إمبراطورية اقتصادية قدرت قيمتها بـ5 مليارات دولار، فيما مارس "إياد" و"حافظ" تأثيرا داخل الأجهزة الأمنية.

وأوضحت المجلة أنه في عام 2016 ماتت "أنيسة" عن عمر ناهز الـ86 عاما. ومنذ ذلك الوقت، صعد نفوذ "أسماء" (44 عاما)؛ حيث بنت قاعدة قوة لها ولعائلتها المباشرة مستقلة عن العائلات العلوية التي ينتمي إليها "الأسد".

وأفادت المجلة بأنه في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لم تكن "أسماء"، التي تنتمي لعائلة تجار تعود جذورها إلى حمص ودمشق، لاعبا مهما.

ووصفت رسائل إلكترونية تم تسريبها "أسماء" بـ"ديكتاتور حقيقي"، لكنها لم تتحرك لتصبح قوة يُحسب لها حساب، وتقرب عائلتها، إلا بعد وفاة "أنيسة"؛ حيث حانت الفرصة لها لمواجهة منافسيها في عائلة "مخلوف"، وخاصة "رامي".

ورأت المجلة أن مركز الخلاف هو السيطرة على "سيرياتل"، التي تملك الدولة فيها حصة 50%. وفي 27 إبريل/نيسان، أعلنت شركة الاتصالات السورية وسلطة تنظيم البريد أن "سيرياتل" وشركة الاتصالات الأخرى "أم تي أن" مدينتان للدولة بمبلغ 449.65 مليون دولار.

وفيما أعلنت "أم تي أن" أنها ستدفع 172.9 مليون دولار، ظل "رامي مخلوف" رافضا، وأعلن أن الدولة لا حق لها في هذه الأموال واتهمها بالتراجع عن اتفاق تم توقيعه منذ سنين.

وأشارت المجلة إلى أن تهديدات "مخلوف" بنشر وثائق تؤكد عدم أحقية الدولة بأموال الشركة، في نظام معروف بمذابحه الجماعية، واللغة التي تحدث بها، كانت أمرا مفاجئا. لكنه لم يكن مدهشا لأن ما حدث هو جهد جماعي لـ"أسماء" و"بشار" و"ماهر" لتجريد "رامي" من سلطاته.

ونوهت "ديلي بيست" إلى أن القصة بدأت في أغسطس/آب الماضي، عندما طلب الروس من النظام دفع قروض متأخرة 2-3 مليارات دولار. وتم وضع "مخلوف" تحت الإقامة الجبرية لإجباره على دفع الفاتورة.

وأضافت أن استهداف أرصدة "مخلوف" جاء في وقت بدأ فيه تأثير المقربين من "أسماء" بالنمو؛ فبعد وفاة "أنيسة" بفترة قصيرة أخذ أقارب "أسماء" بالسيطرة على جزء من قطاع الخدمات الأساسية، وجاء بعد إصدار البطاقات الذكية لشراء المواد الأساسية مثل الأرز والغاز والشاي والسكر وزيت الطعام. ومنح العقد لشركة "تكامل" التي يملكها أحد أشقاء "أسماء" وابن خالتها "محمد الدباغ".

وأشارت المجلة إلى أن تحقيقات كشفت أن الموارد المالية من البطاقات الذكية تم وضعها في حسابات تعود إلى مجلس "تكامل" الذي يديره أقارب "أسماء". وفي الوقت الذي تم فيه تجميد حسابات "رامي مخلوف" قامت وزارة المالية بالإفراج عن حسابات عم "أسماء"، "طريف الأخرس"، التي جُمدت لأكثر من عام.

ولفتت إلى أن "طريف"، الذي كان يملك شركة شاحنات صغيرة قبل الحرب في حمص، استخدم صلات ابنة أخيه بالسلطة ووسعها، وبدأ بالمشاركة في شحن الطعام والبضائع عبر سوريا إلى العراق ضمن ما عرف بـ"برنامج النفط مقابل الغذاء" قبل الغزو الأمريكي عام 2003.

ولفتت المجلة إلى أن تجارة "الأخرس" توسعت في ما بعد لتشمل الشحن البحري والبناء والعقارات واللحوم وقطاع التعليب. وهو وأقاربه يجنون الآن الثمار.

وأفادت بأن دخول أسماء القطاع الاقتصادي، جاء بعد معركتها الطويلة مع سرطان الثدي، ومنذ ذلك الوقت واصلت ظهورها في العام، ووثقت عمل جمعياتها في كل أنحاء سوريا، مصممة على تحضير أبنائها مستخدمة قوتها الجديدة لأخذ مكانهم داخل عائلة "الأسد" التي تحكم سوريا منذ 50 عاما.

وأوضحت المجلة أنه عادة ما يرافق "حافظ" و"كريم" و"زين" والدتهم في جولاتها على المستشفيات لزيارة الجرحى وافتتاح المدارس الجديدة للموهوبين، فيما بدا الحديث في وسائل إعلام النظام حول قدرات الابن حافظ "18 عاما" لخلافة والده، وبدأ يجري جولات لزيارة مواقع البناء ومناطق أخرى أسوة بوالدته.

وختمت بأن الروس، الذين أنقذوا "بشار"، باتوا قلقين من فساد نظامه والتأثير الإيراني، وربما ظنت "أسماء" أنهم منفتحون على وجوه جديدة وإن بنفس الاسم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أسماء الأسد رامي مخلوف

سر توتر العلاقات بين الأسد وبوتين

رامي مخلوف: انهيار سيريتل يعني انهيار الاقتصاد السوري (فيديو)

بروفيسور فرنسي يصف أسماء الأسد بسيدة القمع والفساد الأولى

تجدد علاقة بريطانيا مع طريف الأخرس تثير حفيظة نظام الأسد

"كل سوريا لأسماء".. فايننشال تايمز تكشف كيف تدير زوجة الأسد مجلس الاقتصاد السري