قامت الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في طهران بتكريم المخرج السينمائي الإيراني «مجيد مجيدي» لإخراجه فيلما عن الرسول «محمد صلى الله عليه وسلم»، وذلك بالتزامن مع حفل اختتام الدورة الثامنة للجمعية.
ويتناول الفيلم سيرة النبي «محمد صلى الله عليه وسلم» منذ مولده وبلوغه الـ12 من العمر، كما يتضمن مشاهد لوفاة والدة النبي بقرية الأبواء وفترة طفولته بقرية السعدية، وتنتهي أحداث الفيلم عند رحلة النبي إلى الشام، والوصول إلى صومعة الراهب بحيرة الذي بشر عم النبي «أبي طالب» بظهور خاتم الأنبياء.
وأكد مخرج الفيلم خلال مؤتمر أقيم بمواقع التصوير أن الفيلم لن يتضمن مشاهد تظهر ملامح الرسول الكريم، وذلك للحفاظ على الوحدة بين المسلمين.
وقال «مجيدي»: «إن فكرة العمل جاءت إثر الإساءات المتكررة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والتي غالبا ما كانت ترافقها مجرد ردود أفعال فقط».
وأضاف: «قبل 8 سنوات رفضت تكريما من قبل مهرجان سينمائي بالدنمارك والتي تزامن مع الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي، كردة فعل مني باعتباري مسلما، فقررت ألا نقف عند هذا، بل يجب أن نصنع فيلما للتعريف بهذه الشخصية العظيمة، خاصة وأن قطاع الإنتاج السينمائي الذي تناول سيرة النبي محمد انحصر نشاطه في فيلم الرسالة لمصطفى العقاد منذ عقود».
ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم الذي استغرق إنتاجه نحو 8 سنوات سيعرض رسميا في دور السينما الإيرانية في أغسطس/آب الجاري.
ويضم الفيلم عدد كبير من نجوم السينما في إيران، كـ«علي رضا شجاع نوري» والذي يقوم بدور «عبدالمطلب»، و«مهدي باكدل» في دور «أبي طالب»، و«مينا سادتير بدور السيدة «آمنة»، و«سارة» بيات بدور «حليمة السعدية»، هذا إضافة إلى مشاركة نخبة من الممثلين الإيرانيين.
وقد تم تصوير مشاهد الفيلم في إيران ودول من أفريقيا بتكلفة إنتاجية تخطت الـ21 مليون دولار.
يذكر أن المركز السينمائي المغربي قد أعلن عام 2010 رفضه منح ترخيص بتصوير الفيلم لمسه بـ«الثوابت الدينية».
وأصدرت «الهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد» بيانا تناولت فيه قضية الفيلم في مارس/آذار 2013، واصفة تجسيد النبي «محمد» بأنه عمل «منكر وشنيع» وفيه «انتقاص» لمكانته، معتبرة أن الحكومة الإيرانية مسؤولة عن مواجهة هذه الإساءة.
وقال رجل الدين والباحث السعودي المتخصص بالسنة النبوية، «خالد بن عبدالرحمن الشايع»، الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، في تصريحات صحفية سابقة إن منع تصوير النبي «محل إجماع إسلامي»، لافتا إلى أن العديد من المرجعيات الدينية الإيرانية لديها تحفظ شديد على تجسيد الأئمة (لدى الطائفة الشيعية)، معتبرا أنه من باب أولى تطبيق ذلك على تشخيص النبي.