واصل الأمير السعودي المثير للجدل «سعود بن سيف النصر» عضو هيئة البيعة في السعودية، هجومه العنيف المركز علي نائب ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، بسبب ما اعتبره "قيامه بتبذير أموال المملكة في وقت «الجميع يعلم فيه أن البلد مقبل على أزمة اقتصادية خانقة» بحسب تعبيره في سلسلة تغريدات جديدة الجمعة 21 أغسطس./آب.
وغرد «بن سيف النصر» قائلا: «هل يليق أن يكون القرار الاقتصادي بيد أسوأ شخصيتين في بعثرة الأموال وتضييع المقدرات؟»، وسرد تفاصيل مزعومة عن إنفاق ولي العهد وولي ولي العهد أموالا باهظة لشراء قصور وأراضي في وقت تعاني فيه المملكة من أزمة اقتصادية بفعل تزايد الإنفاق من الاحتياطي. كما حرص على التأكيد مرة أخري لي ضرورة تعيين الأمير «أحمد ابن عبد العزيز» في منصب ولاية العهد وعزل«بن سلمان»، وذلك «قبل أن يصل التدهور لمرحلة تضيع فيها الفرصة وحينها لا ينفع الندم» بحسب تغريدة علي تويتر.
ودعا «سعود بن سيف النصر» إلى «وقفة جادة يبادر فيها عقلاء الأسرة والعلماء وأخيار الناس لرفض هذا الوضع الخطير والتصريح بتحميلهما المسؤولية»، في إشارة لرفضه ما تم تداوله عن شراء «بن سلمان» جزيرة بالمالديف واليخت serene بما يقارب 4 مليار ريال ، وشراء ولي العهد «محمد بن نايف» لقصر بيرلسكوني بـمبلغ 2 مليار ريال.
واعتبر الأمير السعودي أن هذه القرارات تثقل كاهل المواطن و«تؤدي لرفع تكاليف المعيشة وفرض أنواع الرسوم والضرائب»، و«هي لا تعدو جزءا بسيطا من بعثرته للأموال»، بحسب وصفه.
ارتفاع العجز من 145 مليار ريال إلى 800
وقبل يومين من هذه التغريدات، غرد الأمير ذاته بسلسة تغريدات مطولة يوم 19 أغسطس/آب الجاري هاجم فيها أيضا الأمير «محمد بن سلمان»، وتحدث عن مخاطر تدهور الاقتصاد السعودي مؤكدا أن العجز الذي كان مقدراً له ألا يتجاوز 145 مليار ريال بلغ الآن 500 مليار ريال وربما يصل عند إعلان الميزانية القادمة إلى أكثر من 800 مليار ريال.
وكيف هجومه الحاد على «بن سلمان»، مشيرا إلى أنه «ينوي أن يعوض العجز بإلقائه على كاهل المواطنين»، وأشار الي أنه يجري حاليا إعداد حزمة قرارات لزيادة أسعار الوقود أربعة أضعاف ورفع الدعم عن الكهرباء ومضاعفة تكلفة فواتيرها، ما سيؤدي لمضاعفة أسعار المواد والخدمات ومضاعفة تكلفة المعيشة عدة أضعاف.
تهديدات بالاعتقال
ولأول مرة، ادعى «بن سيف النصر» صراحة في تغريداته إلى أنه تلقي رسائل ممن وصفهم بأنهم «حاشية بن سلمان» تهدده بالاعتقال، وتساومه مالياً «من أجل التخلي عن بيعته للوالد الأمير أحمد بن عبد العزيز»، وشدد على أن «الأمير أحمد سيحكم بإذن الله رغم أنفك».
وهدد بأنه كلما زادت التهديدات له وزاد عناد« بن سلمان»، «كلما ردعناكم بالتفاصيل الفاضحة ولن يكون التويتر كافياً لتغطية فضائحكم».
وكان الأمير قد أكد في تغريدة يوم 15 أغسطس/آب الجاري قوله «باسمي واسم كثير من العائلة، أن ولي العهد الشرعي عندنا ونبايعه على ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز حفظه الله»، ولكنه قال«لا سمع ولا طاعة إلا لخادم الحرمين».
ونوه إلى ما وصفه بحديث مؤسسات الاقتصاد العالمية عن انهيار اقتصادي مرتقب في السعودية بعد 6 أشهر فقط من تولي «بن سلمان».
وسبق أن هاجم الأمير «سعود بن سيف النصر»، ولي ولي العهد ووزير الدفاع بالمملكة الأمير «محمد بن سلمان» على خلفية ما وصفه باستنزاف الميزانية واستباحة الحدود.
وفي تغريدة له عبر صفحته على «تويتر»، كتب: «قمة الاستهتار من وزير دفاع حين ينفق 30 مليون ريال في جزيرة سياحية وفي ليلة واحدة على حفلة ماجنة بينما الجيش يخوض معارك طاحنة في الجنوب».
وأضاف في تغريدة أخرى: «بعد أن استبيحت الحدود وضاعت الحقوق واستنزفت الميزانية واضطربت السياسة فإن صمام الأمان الوحيد بعد الله هو والدنا الأمير أحمد بن عبد العزيز».
وشهد سلكم الحكم السعودي في إبريل/نيسان الماضي تعديلات جوهرية تمثلت في قيام خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز» بإعفاء أخيه ولي العهد الأمير «مقرن بن عبد العزيز» من منصبه بناء على طلبه، حسبما قيل، وتعيين الأمير «محمد بن نايف» بدلاً منه، فيما تم تعيين الأمير «محمد بن سلمان» ولياً لولي العهد مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.
