بعد غياب قارب 40 يوما عاد الأمير السعودي «سعود بن سيف النصر آل سعود» حفيد الملك الراحل «سعود بن عبد العزيز» للتغريد مرة أخرى عبر صفحته الشخصية على «تويتر» معللا غيابه الفترة الماضية عن الكتابة بقوله «فضلت التوقف خلال الأسابيع الماضية بعد أن وصلني إشارات للنية في تغيير باتجاه إصلاح حقيقي ينتج عنه العدل المرتقب وإيصال الحقوق إلى أهلها»، كما أعلن مبايعته للأمير «أحمد بن عبد العزيز» وليا للعهد وعدم اعترافه ببيعة «بن سلمان» و«بن نايف» مؤكدا أن السمع و الطاعة فقط لخادم الحرمين.

وفي تغريداته الجديدة، أكد الأمير السعودي أنه «بدا جلياً أن الوضع يتجه لمزيد من السوء، سواء فيما يظهر للعلن من قرارات وسياسات أو فيما نعرفه داخل العائلة من تفاصيل تنذر بخطر كبير».

واعتبر «سعود بن سيف» أن «أخطر ما يجري هو تشغيل الوطن كله بإمكاناته وقدراته وشعبه ومكانته الدينية والسياسية وكنوزه الطبيعية لمصلحة سفيه من السفهاء صار بيده سلطة مطلقة، والذي آلمنا وأربكنا في الأسرة هو أننا راهنّا على من يعلوه في المنصب وظننا أنه سيأخذ على يديه لكنه خذلنا وصار درعاً له وألعوبة بيده».

ورغم عدم تصريح «سعود بن سيف» بأسماء من وصفهم بالسفيه والألعوبة، إلا أن المغرد السعودي الشهير «مجتهد» في تعليقه على تغريدات الأمير السعودي، قال: «سعود بن سيف يعود لتويتر بتغريدات نارية عن محمد بن سلمان ويصفه بأنه سفيه حول البلد إلى مزرعة له وأن بن نايف ألعوبة بيده»، بحسب قوله.

«سعود بن سيف» حمل «محمد بن سلمان» في تغريداته مسؤولية الانهيار الاقتصادي المرتقب للمملكة قائلا «كما رأيتم لم يمر على استلام السفيه المسؤولية شهور معدودة حتى بدأت مؤسسات الاقتصاد العالمية تتحدث عن انهيار اقتصادي مرتقب في السعودية»، لافتا إلى أن خطورة الوضع تستدعي فضح التفاصيل الخطيرة التي تقود البلد للانهيار وجعلها مكشوفة للناس حتى يشعر أهل الحل والعقد بالحرج فيبادروا بالتصرف.

وأضاف: إنما وجدت الدولة في الأصل حتى تكون فيها المؤسسات التي تحقق العدالة الاجتماعية وحماية المواطنين ومنع تسلط القوي على الضعيف ومصادرة حقوقه، مستدركا «أما إذا كان صاحب المنصب يستغل نفوذه بإسم الدولة لاغتصاب حقوق الآخرين أو المساومة عليها أو تعطيلها فهذه ليست دولة بل مزرعة يمتلكها هذا السفيه».

وفي تغريدة أخري، قال: «إن زعم أنه يحكم بالشريعة وبيعته شرعية فهذا افتئات على الدين فلا الشريعة تبيح إستغلال المنصب لأكل الحقوق ولا البيعة تصح لمن يفعل ذلك»، مشيرا إلى أن «الواجب علينا في إنقاذ البلد كبير وأهيب بأبناء عمي وأعمامي أن يبادر كل منهم في الثغرة التي هو فيها لاستدراك الوضع والتحرك المناسب».

واختتم الأمير السعودي المعروف بمواقفه ضد الفساد في المملكة تغريداته بقوله «وحتى لا يعتقد أحد أننا نخرق عهداً أو ننكث بيعة أو نخفر ذمة فإنني أؤكد بإسمي واسم كثير من العائلة أن لا سمع ولا طاعة إلا لخادم الحرمين،كما أؤكد بإسمي واسم كثير من العائلة أن ولي العهد الشرعي عندنا ونبايعه على ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز حفظه الله».

جدير بالذكر أن الأمير «سعود بن سيف النصر» سبق وطالب من وصفهم بـ«عقلاء الأسرة الحاكمة في المملكة» بضرورة التحرك لمنع الذين استغلوا حظوتهم عند ولي الأمر لتحقيق مصالح خاصة غير مبالين بمصير البلاد، مهددا بالإفصاح عن صاحب القرار الفعلي وبيان ما يراه حلاً مناسباً بالأسماء والتفاصيل وكيفية التفاهم عليها. بحسب قوله.

وفي تغريدات سابقة له عبر «تويتر»، قال الأمير: «إذا تعرض ولي الأمر لما يمنعه من اتخاذ القرار فيجب على عقلاء الأسرة المبادرة بالتحرك لقطع الطريق على أي انتهازي يريد التصرف بإسمه».

كما طالب أيضا بتمكين الأمير «أحمد بن عبدالعزيز» ووضعه في الموقع المناسب له، مؤكدا أنه «أفضل الحلول» من أجل الاستفادة من «الإجماع الوطني والقبول الشعبي» للأمير «أحمد». وأكد أن «أفضل الحلول» يكمن في الاستفادة من «الإجماع الوطني والقبول الشعبي» للأمير «أحمد بن عبدالعزيز»، بأن يكون في «الموقع المناسب» له.

والأمير «أحمد بن عبدالعزيز آل سعود» هو وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية بالفترة من 18 يونيو/حزيران 2012 حتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وهو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك «عبدالعزيز» من زوجته الأميرة «حصة بنت أحمد السديري»، وهو ممن يطلق عليهم لقب «السديريون السبعة».