«ستراتفور»: الصراع الداخلي على النفوذ في اليمن لن ينتهي مع توقف الحرب

الأحد 23 أغسطس 2015 12:08 م

بعد خمسة أشهر من التدخل العسكري بقيادة السعودية، فإن الحرب الأهلية في اليمن قد شارفت على الانتهاء. وأخيرا فتحت الحملة الجوية التي تقودها السعودية الطريق أمام الهجوم المضاد الفعال لدعم الرئيس المنفي «عبد ربه منصور هادي». لم يعد السؤال ما إذا كانت هناك فرصة لتسوية، بل شروط محددة للسلام ربما.

أيا كان الحل الوشيك، فإنه لن يحل تماما الخلافات السياسية العميقة التي تقسم البلاد. نفس الصراع الذي دمر اليمن وحد في الوقت ذاته جماعات المصالح الكثيرة إلى قسمين من الفصائل المعارضة. ومع نهاية الحرب، فإن تلك التحالفات سوف تحل، وتخلق بيئة سياسية أكثر انقساما، وتضع الأساس لأزمة مقبلة في اليمن.

وحتى إذا سيطرت الحكومة من جديد على البلاد، فإن حركة الحوثي لن تختفي ببساطة. وقد يكون هناك صراع نائم، ولكن الحوثيين كيان سياسي وديموغرافي قوي في اليمن، وسيواصل السعي نحو مزيد من الحكم الذاتي.

ولكن ربما سوف يكون أحد التهديدات الأكثر خطورة لأي حكومة جديدة على المدى القصير هو تجدد حركة الاستقلال في الجنوب. وكانت البلاد منقسمة بين شمال وجنوب اليمن في الفترة من 1967 إلى 1990. وحتى وقت قريب، فإن الحكومة المركزية قد قمعت حلم الحراك الجنوبي المتبقي من إحياء جنوب اليمن. ومع ذلك، فإن السيادة الضعيفة لصنعاء فوق الجبال الوسطى والصحراء الشرقية والمناطق الساحلية تستمر لإضفاء الشرعية على المطالبات لاستقلال الجنوب اليمني إلى حد ما.

طرف آخر استفاد من الأزمة هو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. واشتبكت المجموعة بنشاط مع المتمردين الحوثيين، ولجأت في الغالب إلى هجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات المسلحة على مواقع للحوثيين،  بالاشتراك مع حلفائها القبليين. كما سيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على بلدة المكلا في محافظة حضرموت الساحلية.

ورغم ذلك، لم تكن نجاحات التنظيم بدون تكاليف، فقد تم استهداف قادته بعدة غارات بطائرات بدون طيار في المكلا وحولها. ولا يزال الفصيل الجهادي يجد المأوى والملاذ الآمن له في اليمن، ما يعقد الأمور أمام أي حكومة مركزية أخرى.

ومثل الحراك الجنوبي، فإن القاعدة في شبه الجزيرة العربية توجه اهتمامها إلى التهديد الحوثي في الوقت الراهن. ولكن بمجرد أن تتوارى القوات الحوثية في حضرموت، فإن الجماعة الجهادية سوف تتقاتل مع حكومة «هادي» والحراك الجنوبي لاستعادة السيطرة على المحافظة.

  كلمات مفتاحية

اليمن الحراك الجنوبي الحوثيين السعودية

«ستراتفور»: أوراق اللعبة في اليمن تتركز في يد دول الخليج وقوى الحراك الجنوبي

بعد 5 أشهر من «عاصفة الحزم».. ماذا بقى من اليمن في قبضة «الحوثي»؟

اليمن.. بداية التحرير تبعث مخاوف الانفصال

«ستراتفور»: «القاعدة» يزدهر على أنقاض اليمن و«صالح» يواصل الرقص على رؤوس الأفاعي

«ستراتفور»: اليمن يتجه نحو الانفصال والأزمة الإنسانية تزداد تفاقما

«ستراتفور»: اليمن لم يعد قادرا على الوجود كدولة دولة بالمعنى التقليدي

سفير السعودية لدى الإمارات: جميع دول التحالف ليست مع انفصال جنوب اليمن

هل تستطيع السعودية القضاء على «القاعدة» في اليمن؟

«التليغراف»: حرب اليمن تثبت تنامي قوة السعودية وقد تدفعها للتدخل في سوريا

التحالف يتأهب لاستعادة صنعاء لكن المخاطر تتنامى

القاعــدة في اليمــن: الـوريـث الشـرعي للفــوضى

اليـمــن بين الـوحــدة والـتفكيــك