قواعد جديدة.. شركات الطيران الخليجية تكافح للتعايش مع كورونا

الأربعاء 10 يونيو 2020 10:06 م

"تعافي الطلب العالمي على السفر سيستغرق سنوات، والكثير من مرتادي رحلات الأعمال ربما لن يعودوا أبدا".

يخلص التصريح الصادر، قبل أيام، عن الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية "أكبر الباكر" بإيجاز الخسائر الفادحة التي لحقت بقطاع الطيار الخليجي، مع احتمالية استمرار الركود في صناعة الطيران حتى عام 2024.

في السياق نفسه، يتوقع رئيس مجموعة  "طيران الإمارات" أن يمضي 18 شهراً على الأقل، وربما أكثر، قبل أن يعود الطلب على السفر إلى طبيعته.

ومن الخطوط القطرية، إلى نظيرتها في الإمارات، والسعودية، وباقي بلدان الخليج، يعد قطاع الطيران، من أكثر القطاعات تضررا جراء أزمة "كورونا"، في ظل وجود تحديات ضخمة أمام خطط التعايش مع الأزمة وآفاق قاتمة للتعافي.

خسائر فادحة

تفيد أغلب التوقعات بخسارة شركات الطيران في المنطقة أكثر من 23 مليار دولار أمريكي، فضلا عن تضرر مئات الآلاف من العاملين في القطاع، وتعرضهم لخطر التسريح وتقليل الرواتب.

وتعد السعودية أكثر المتأثرين بتراجع حركة الطيران، بعد وقف جميع رحلات العمرة والحج ، بما يعادل 35 مليون مسافر، ما أدى إلى خسارة في الإيرادات بلغت قيمتها 7.2 مليار دولار، ووضع أكثر من 287 ألف وظيفة على المحك، ناهيك عن الخسارة المحتملة لـ18 مليار دولار من الإيرادات.

أما الإمارات فقد شهدت انخفاض عدد المسافرين بمقدار 31 مليون مسافر، ما أدى إلى خسارة في الإيرادات بقيمة 6.8 مليارات دولار أمريكي، ومخاطرة أكثر من 377 وظيفة و23.2 مليار دولار من الاقتصاد الإماراتي، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا".

وستسرح شركة الخطوط الجوية القطرية، إحدى أكبر الناقلات في منطقة الشرق الأوسط، ما يقرب من 20% من قوة العمل بها.، إضافة إلى فاتورة خسائر قد تصل إلى مليار دولار.

وتستعد الخطوط الجوية الكويتية للاستغناء عن 1500 موظف أجنبي من إجمالي 6000، بينهم 1000 كويتي يعملون بالناقلة الوطنية، إضافة إلى عدم توزيع أرباح عن العام الماضي، للمحافظة على سيولة الشركة.

وتعاني شركات الطيران العمانية تراجعا في الإيرادات إلى 328 مليون دولار، وسيكون سيكون قرابة 36 ألفاً و700 موظف مهددين بفقدان أعمالهم.

ويتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي "أياتا" أن شركات الطيران في البحرين ستتكبد خسائر تصل إلى 204 ملايين دولار.

خطة تعافي

من المقرر أن يشهد يونيو/حزيران الجاري، بدء تنفيذ خطة التعافي للقطاع، بالتزامن مع إجراءت التعايش التي طبقتها دول الخليج قبل أيام.

وتستعد شركات الطيران لوضع جداول السفر والرحلات، وترتيب الطواقم، وترتيب الخدمات الأرضية، والعودة للدعاية والإعلان.

وتشمل خطة التعافي، استئناف شركة الاتحاد للطيران، الناقل الجوي الرسمي لحكومة أبوظبي، استقبال حجوزات جديدة في جميع أنحاء شبكتها، منتصف الشهر الجاري.

وفي خطوة أولى للتعافي، تستأنف "طيران الإمارات" المملوكة لحكومة دبي، عملياتها التشغيلية على نطاق محدود إلى 32 وجهة فقط.

وتخطط الخطوط القطرية لاستئناف رحلاتها إلى 80 وجهة بنهاية يونيو/حزيران الجاري، ولاحقا استكمال 165 وجهة كانت تسير رحلات إليها قبل تفشي الفيروس.

وفي خطوة لتعزيز خطط التعافي، ستلزم الخطوط الجوية في دول المنطقة، أطقم الضيافة على طائراتها بارتداء بذلات واقية فوق الزي الرسمي، في حين سيكون وضع كمامات الوجه إلزاميا بالنسبة للركاب.

ومن الإجراءت المطروحة لتعزيز خطط التعايش، وعودة الثقة للمسافرين، ترك بعض المقاعد البينية خالية أثناء الرحلات للتمكين من التباعد الاجتماعي، بينما تطلب بعض الشركات من الركاب ارتداء كمامات خلال الرحلات.

وتشمل التدابير الاحترازية، إلزام المسافرين الوصول قبل موعد السفر بأربع ساعات من رحلة المغادرة، فضلا عن ارتداء الكمامات والقفازات، ومراعاه مواعيد حظر التجول، إضافة إلى الحرص على التباعد الاجتماعي داخل المطار.

وستلجأ شركات الطيران إلى إلزام الركاب بتطبيق فحوصات درجات الحرارة في جميع رحلاتها.

إجراءات دعم

وفي حين أن معطيات المرحلة أن مرحلة الانتعاش في حركة الطيران ستكون بطيئة، تأمل شركات الطيران أن تستعيد بعضا من الطلب على رحلاتها، مع بدء مرحلة التعايش مع الوباء في دول أوروبا، وفتح المطارات العالمية.

وفي محاولة لتعزيز القطاع، بحث مجلس التعاون الخليجي خطط تعافي قطاع الطيران المدني في أبريل/نيسان الماضي.

وبحث الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته الأمانة العامة لمجلس التعاون عن بُعد، واللجنة التنفيذية للطيران المدني، التأثيرات الاقتصادية والتشغيلية على قطاع النقل الجوي والناقلات الوطنية بدول الخليج جراء تداعيات انتشار "كورونا".

وتشمل الإجراءات المطروحة لدعم القطاع، تقديم دعم مالي مباشر وإعفاءات ضريبية لشركات الطيران، مع تكثيف إجراءات إعادة الثقة مجددا الى المسافرين، وطمأنتهم بأن السفر لن يعرض حياتهم للخطر.

ومع دراسة السلطات السعودية، السماح بأعداد قد تصل إلى 20% من عدد الحجاج المعتاد لكل دولة، يمكن أن يستعيد قطاع الطيران بعضا من عافيته، أغسطس/آب المقبل.

وتتوقع شركات السياحة والسفر، حدوث انفراجة في يوليو/تموز المقبل، مع رغبة عدد كبير من المواطنين والمقيمين في السفر.

 كذلك يعد بدء رحلات الركاب العابرين "الترانزيت"، وتوفير التذاكر بالأسعار المرنة والقابلة للاسترداد، محفزا نحو تنشيط حركة الطيران في المنطقة.

وتدرس شركات مقترحا يتمثل في دفع الراكب، مبلغا إضافيا؛ لضمان أن يكون المقعد الموجود بجانبه فارغا، علاوة على الالتزام بالإجراءات الحالية مثل ارتداء القناع الطبي.

ويطرح خبراء احتمال إصدار "جوازات مرور مناعية" تسمح للذين طوروا مناعة ضد الفيروس بحرية السفر والتنقل، وهي تدابير في مجملها تؤكد أن "كورونا" سيغير قواعد السفر والطيران حول العالم إلى الأبد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

2155 إصابة جديدة بكورونا في الإمارات والكويت وعمان

حصيلة يومية.. 7675 إصابة كورونا بخمس دول خليجية

الخطوط القطرية تستأنف رحلاتها إلى إسطنبول السبت

السعودية تؤكد استمرار تعليق الرحلات الدولية

كورونا الخليج.. انخفاض ملموس بإصابات قطر والسعودية خلال 24 ساعة

مواطنو الخليج ممنوعون من زيارة بريطانيا.. إلا بشرط

دون أسباب.. استقالة الرئيس التنفيذي لطيران الخليج البحرينية

طيران الخليج تسعى لتأجيل تسلم طائرات من إيرباص وبوينج

تداعيات كورونا.. طيران الخليج تؤجل تسلم طائرات جديدة