قال نازحون عادوا إلى بيوتهم جنوبي طرابلس بعد أشهر من القتال إنهم لم يجدوا سوى ألغام ومنازل مدمرة وممتلكات مسروقة من قبل مليشيا "خليفة حفتر".
ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني شهادات لنازحين بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها مليشيا "حفتر"، المدعوم من مصر والإمارات، على يد قوات حكومة "الوفاق الوطني" الليبية المعترف بها دوليا.
ويظهر عدد كبير من الفيديوهات المتداولة عبر الإنترنت حجم الدمار الذي أحدثته مليشيا "حفتر" جنوبي طرابلس، بعد فشل الحملة التي شنتها في محاولة للسيطرة على العاصمة الليبية، مقر حكومة "الوفاق".
وأوضح الموقع أن عائلات بالكامل اضطرت للخروج من المنازل بعد تزايد الهجمات الصاروخية التي شنتها مليشيا "حفتر" على الأحياء المدنية في مناطق مشروع الهضبة وعين زارة والخلة وغيرها.
وعندما توقف القتال، بعد 14 شهرا من حملة "حفتر"، عادت هذه العائلات لتجد أنها لم تعد تملك بيوتا، وصدمت لهول الدمار الذي لحق بكل مكان.
يقول أحد النازحين إن بيته، الذي استغرق سنوات في بنائه، أُحرق بالكامل، بكل ما كان يحتويه، واصفا الأمر بالمأساوي.
كما وجد سكان منطقتي عين زارة ومشروع النهضة أمامهم الألغام الأرضية وبقايا الأسلحة والذخيرة التي تسببت بوفيات وإصابات كثيرة بين النازحين.
وناشدت وزارة الداخلية بعدم العودة إلى المنطقة حتى يتم تأمينها من الألغام، والتأكد من صلاحيتها للسكن مرة أخرى.
العثور على ألغام "أسلاك عثرة" زرعتها مليشيات حفتر الارهابية الهاربة في احد الاحياء السكنية جنوب العاصمة #طرابلس
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) June 12, 2020
الاحياء السكنية في طرابلس شهدت العديد من حوادث انفجار الألغام أودت بأرواح نازحين عادوا إلى منازلهم، وعناصر من الهندسة العسكرية#انتصرت_طرابلس#سرت_تعود#ليبيا pic.twitter.com/hWjwcxPkiU
وحسب الأمم المتحدة، فإن نصف النازحين على مدى 9 سنوات سابقة، نزحوا منذ بداية هجوم "حفتر على العاصمة، أي منذ أبريل/نيسان 2019.
وفي شهادة أخرى، وجد نازحون عبارات باللغة الروسية على واجهات المنازل والمحلات التجارية، كما وجدوا أجهزة للتمارين الرياضية داخل بيوتهم؛ ما يوحي بأن تلك المنازل جرى الاستيلاء عليها لفترة من الزمن من قبل مرتزقة من الروس.
كما وجد نازح حائطا في منزله مخروقا ويصل إلى البيت المجاور، وعثر على لغم داخل غرفة.
وتبين لاحقا أن منطقة جنوبي طرابلس استخدمتها مليشيا "حفتر" لإقامة مناطق عسكرية ومعسكرات تدريب بسبب موقعها الاستراتيجي على مدخل العاصمة، فيما يطالب السكان بتفكيك هذه المعسكرات وإعادة المجمعات السكنية إلى سابق عهدها، خصوصا المنازل التي جرى تدميرها بالكامل ونزح سكانها.
ويقوم سكان محليون بشكل تطوعي بجمع التبرعات لصالح إعادة إعمار المناطق المدمرة وإصلاح البيوت المهدمة جزئيا.
كما يقوم آخرون بمساعدة السكان على تنظيف الشوارع وأنقاض المنازل، كما تقوم وزارة الداخلية التابعة لحكومة "الوفاق" بتأمين عملية نزع الألغام.
ويطالب النازحون بإعلان مناطقهم مناطق منكوبة، بعدما عاثت مليشيا "حفتر" فسادا فيها، كما يطالبون بإعادة إعمارها في أسرع وقت ممكن.
7 شهداء من بينهم إمرأة و عنصر من البحث الجنائي و 10 جرحى منهم ثلاثة من عناصر قسم تفكيك الألغام بوزارة الداخلية هي حصيلة اليوم لضحايا الألغام التي زرعتها ميليشيات حفتر الارهابية الهاربة و المرتزقة في المناطق التي كانوا يحتلونها قبل طردهم منها
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) June 10, 2020
فيديو يُظهر انفجار لغم لحظة التصوير pic.twitter.com/XKFTzRJDdh
وتوقعت الصحيفة تأخر عودة الحياة الطبيعية إلى المكان لفترة زمنية بسبب حجم الدمار، إضافة إلى سرقة معظم كابلات خطوط الكهرباء في المنطقة ما يعني دمارا في شبكة الكهرباء الواصلة إلى الأحياء السكنية.
وقال أحد النازحين إنه وجد أن منزله كان مليئا بأجهزة التلفاز؛ إذ اكتشف أن بيته كان مجمعا لأجهزة التلفاز التي جرى نهبها من المنازل المجاورة، فيما قال إنه اكتشف أن منزل جاره استخدم لتجميع وصيانة المولدات الكهربائية.