خبراء: قانون قيصر يقطع ذراع الإمارات بسوريا

الأربعاء 17 يونيو 2020 06:01 م

رأى خبراء أن قانون قيصر الأمريكي الذي يستهدف عقوبات اقتصادية على النظام السوري، سيطال أيضا أذرع النظام وكل شخص أو كيان أو دولة تتعامل معه وتدعمه ماليا ومن بينها الكيانات الروسية والإيرانية في سوريا وكذلك الإمارات التي سعت مؤخرا ليكون لها نشاطات استثمارية هناك.

وينص القانون على اتخاذ إجراءات خاصة بحق المصرف المركزي السوري إذا ثبت أنه "مؤسسة مالية أساسية في عمليات تبييض الأموال".

ويقول "إدوارد ديهنيرت" من وحدة "ذي إكونوميست" للبحوث والمعلومات: "لا يزال على الولايات المتحدة أن توضح أين وإلى أي حدّ سيتم تطبيق العقوبات، لكن من الممكن القول إن قطاعات العقارات والإعمار والطاقة والبنى التحتية ستتأثر بشكل خاص".

وتشترط واشنطن لرفع العقوبات، وفق القانون، إجراءات عدة بينها محاسبة مرتكبي "جرائم الحرب" ووقف قصف المدنيين والإفراج عن المعتقلين السياسيين وعودة اللاجئين.

ويرى "ديهنيرت" أن القانون "يُعدّ ظاهرياً آخر محاولة في جهود الولايات المتحدة لفرض تسوية سياسية (...) والإطاحة بـ(الرئيس) بشار الأسد، إلا أنه يشرح في الوقت ذاته أن ذلك لن يحدث في أي وقت قريب، كون موقع الأسد حالياً مضموناً"، فهو يحظى بدعم إيران وروسيا ويسيطر بفضلهما على أكثر من 70% من مساحة البلاد.

وبالنتيجة، سيكتفي القانون بـ"عرقلة قدرة النظام وأزلامه على الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي ستوفرها عملية إعادة الإعمار" المكلفة.

ويرجّح "ديهينرت" أن واشنطن "ستنجح إلى حد ما في مساعيها، فقد صُممت العقوبات لإبقاء نظام الأسد منبوذاً، وسيكون تهديدها باتخاذ خطوات عقابية كافياً لإخافة غالبية تدفقات الاستثمارات الخارجية"، ومن دون استثمارات ودعم خارجي، ستعاني دمشق لإطلاق إعادة الإعمار.

ويرى محللون أن الخشية من القانون، حتى قبل أسبوعين من تنفيذه، ساهمت إلى حدّ كبير في الانهيار التاريخي لليرة التي تخطى سعر صرفها خلال أيام قليلة عتبة 3 آلاف مقابل الدولار في السوق الموازية.

وستفاقم العقوبات، وفق "ديهنيرت"، "علل" الاقتصاد و"للأسف سيكون الشعب أكثر من سيعاني" وسيرتفع معدل السوريين تحت خط الفقر.

ويعيش أكثر من 80% من السوريين تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدل 133% منذ مايو/أيار 2019، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

ويتوقّع الباحث الاقتصادي أن تشهد البلاد "نقصاً في المواد الضرورية، وبالتالي سترتفع الأسعار وسيعاني السوريون من تآكل أكبر في قدراتهم الشرائية مع تراجع في فرص العمل" خصوصاً أن القدرة على استيراد السلع، وبينها المواد الغذائية والوقود، ستصبح أكثر تعقيداً.

وتشهد مناطق سيطرة النظام منذ نحو عامين أزمة وقود حادة وساعات تقنين طويلة في التيار الكهربائي.

تداعيات العقوبات على الدول الحليفة والمجاورة

وتستهدف العقوبات نفوذ إيران وروسيا في سوريا، في وقت تسعى الدولتان لتعزيز حضورهما في الاقتصاد وإعادة الإعمار، إلا أن النتائج قد لا تأتي على قدر آمال واشنطن نظراً لخبرة موسكو وطهران في الإلتفاف على عقوبات اعتادتا عليها.

ولا يستبعد "ديهينرت" أن يكون "للإجراءات تأثير عكسي، إذ عبر إبعاد حركة الاستثمارات التقليدية، تُقلل الولايات المتحدة من التنافس على فرص الاستثمار في سباق تتفوق فيه روسيا وإيران أساساً".

ومن المتوقع أن تحدّ أيضاً من اندفاعة الإمارات المرتقبة للاستثمار في إعادة إعمار سوريا بعد انفتاح دبلوماسي مؤخراً.

أمّا لبنان، البلد الذي لطالما شكّل رئة سوريا خلال الحرب وممراً للبضائع ومخزناً لرؤوس أموال رجال أعمالها، فقد يشهد تدهوراً أكبر في اقتصاده المنهار أساساً إذا لم تستثنه العقوبات.

ويُرجّح أن تنعكس العقوبات، وفق "ديهينرت"، على عمل شركات البناء اللبنانية في السوق السوري وشركات النقل، عدا عن أن قدرة لبنان على تصدير المنتجات الزراعية عبر سوريا إلى الدول العربية ستصبح محدودة.

ويستنتج الباحث في مجموعة الأزمات الدولية "هيكو ويمان"، أنّ القيام بأعمال تجارية مع سوريا "سيصبح أكثر صعوبة وخطورة، وبالتالي فإن احتمال أن يُدخل أي شخص أموالاً للاستثمار أو لأعمال تجارية سيتراجع وقد لا يكون ممكناً".

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

قانون قيصر إدارة الأزمة السورية الأزمة السورية. حل الأزمة السورية هجمات النظام السوري

شبح الشلل يخيم على الاقتصاد السوري مع بدء تطبيق قانون قيصر

أمريكا تحذر الإمارات من عقوبات قانون قيصر الخاص بسوريا

عبد الخالق عبدالله: قانون قيصر غير ملزم للإمارات ولن نتخلى عن الأسد

بالنسبة إلى الإمارات.. سوريا أصبحت غنيمة حرب لا تُقاوم