كيف ستتعامل حماس مع الضم الإسرائيلي للضفة؟

الجمعة 19 يونيو 2020 12:52 م

أثار احتمال قيام (إسرائيل) بضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة مخاوف في أنحاء المنطقة من الاضطرابات الوشيكة، حيث ذهب ملك الأردن إلى حد التحذير من "صراع واسع النطاق".

بالرغم أن الأنظار ستنجذب بشكل طبيعي إلى الضفة الغربية، حيث حددت (إسرائيل) المستوطنات غير القانونية وغور الأردن كمناطق يمكن أن تضمها من جانب واحد، إلا أن المخاوف من التصعيد مع قطاع غزة المحاصر أصبحت أكثر عمقًا.

وأصدرت مجموعات مختلفة في غزة، مثل حركة "حماس" التي تحكم القطاع بيانات لرفض خطة الضم، دون أن تتحدث صراحة عن مواجهة مع (إسرائيل) بمجرد دخول الخطوة حيز التنفيذ.

وقال "صالح العاروري" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في مقابلة مع تليفزيون "الأقصى" إن الخطوة الإسرائيلية ستؤدي على الأرجح إلى شكل من أشكال التصعيد العسكري، لكن هذه المواجهة ليست على جدول الأعمال الفوري للفصائل الفلسطينية.

وقال إن المواجهة تتطلب "خطة وطنية شاملة يتم الاتفاق عليها بين الفصائل لمواجهة الخطة الإسرائيلية".

وبالمثل، يرى المحللون السياسيون في غزة أنه من غير المحتمل أن يؤدي الضم إلى تصعيد حقيقي في القطاع المحاصر، ما لم يكن للردود الشعبية الغاضبة في الضفة الغربية "تأثير الدومينو" على سكان غزة.

وقال "مخيمر أبو سعدة"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، إن حماس تعتبر الضم فشلا ضمنيا للمشروع السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي يهيمن على السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها. وأضاف أن "حماس" تعتقد أن الحل في التعامل مع (إسرائيل) هو استخدام "لغة القوة".

وأضاف: "لن تشرع حماس في مواجهة شاملة مع (إسرائيل) بسبب قضية الضم.. لا تعتقد حماس أن السلطة الفلسطينية مستعدة أو جادة بشأن إلغاء اتفاقات أوسلو، وتعتقد أن السلطة الفلسطينية لن تسمح بعمل عسكري في الضفة الغربية".

وأكد أن "حماس تريد أن تكون المواجهة، في حال حدوثها، ضمن خطة متفق عليها بين الفصائل، مثل الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

قلق الصراع

ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يشعر بالقلق من أن الصراع مع غزة يلوح في الأفق.

شهد قطاع غزة في السنوات الأخيرة 3 مواجهات عسكرية كبيرة مع (إسرائيل)، قتلت وجرحت آلاف الفلسطينيين.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولين أمنيين أعربوا عن قلقهم من احتمال حدوث حرب رابعة، أو على الأقل اندلاع تصعيد جديد كما حدث عدة مرات في السنوات الأخيرة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه "سيصعب على حماس والجهاد الإسلامي عدم الرد من غزة وخلق تصعيد أمني، وقد يكون إطلاق البالونات بداية للتوتر".

وفي الأيام الأخيرة، تم إطلاق عدد من البالونات الحارقة من غزة تجاه الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى صاروخ. وقد أثار ذلك دعوات داخل (إسرائيل) للانتقام.

لكن الكاتب السياسي "هاني حبيب" لا يعتقد أن هذا التحول في الأحداث له علاقة فعلاً بخطة الضم، رغم التصريحات المختلفة، وأن العمل الفلسطيني ورد الفعل الإسرائيلي "طبيعي".

وأشار إلى أن "حماس وفصائل أخرى في غزة و(إسرائيل) تتعايش حاليا بموجب سلسلة من تفاهمات وقف إطلاق النار التي جلبت الهدوء والاستقرار لعدة أشهر، وسيكون من الصعب تمزيق هذه الاتفاقيات نظرا لتأثيرها الإيجابي على حياة الناس اليومية، فيما يتعلق بالكهرباء، وتأمين الأموال القطرية والموارد الهامة الأخرى".

وقال "حبيب": "بناء على التجارب السابقة، سيظل الوضع في غزة تحت السيطرة.. قد تكون غزة أكثر حماسًا، لكن في النهاية لم يعد الوضع الفلسطيني يتسامح مع المواجهات غير المحسوبة".

خيارات "حماس"

تعد "حماس" أكبر قوة عسكرية في قطاع غزة، ولكن "الجهاد الإسلامي" المدعوم من إيران يمتلك قدرات كبيرة أيضًا.

اتخذت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لـ"الجهاد الإسلامي"، مواقف مختلفة عن "حماس" في الأحداث السابقة وهاجمت (إسرائيل) وحدها، مما دفع بالثأر من مواقعها فقط. ومع ذلك، تصر (إسرائيل) مراراً وتكراراً على أنها تحمل "حماس" المسؤولية النهائية عن أي هجمات من أراضي غزة.

يعتقد "أبو سعدة"، أن "حماس" ليست مهتمة بتصعيد مع (إسرائيل)  في المرحلة الحالية، ولكن من المحتمل أن يكون لـ"الجهاد الإسلامي" أو الفصائل الأخرى موقف آخر.

وقال إن "التصعيد ممكن من قبل الجهاد والفصائل الأخرى، لأن حماس تعتقد أن السلطة الفلسطينية مسؤولة عن اتخاذ الخطوة الأولى".

يعتقد "حسام الدجني"، وهو كاتب سياسي مقرب من "حماس" أن الحركة راضية عن الانتظار والرؤية، بدلاً من أخذ زمام المبادرة في مواجهة (إسرائيل).

وقال "الدجني" في إشارة إلى رئيس السلطة الفلسطينية إن "حماس سعيدة بفشل مشروع التسوية السلمية، وأن مشروع مهندسها الأول محمود عباس قد تراجع"، مضيفًا أن الحركة تشعر بأن نهجها تجاه الاحتلال قد ثبت صحته.

وبحسب "الدجني"، أمام "حماس" 3 خيارات: الانتظار والرؤية (وهو الأكثر احتمالاً) أو الدعم والمساعدة؛ أو ترك "عباس" لمواجهة مصيره وتحمل النتائج وحده.

وقال إنه قبل التفكير في دعم السلطة الفلسطينية، تطالب "حماس" السلطة الفلسطينية بالتوقف عن ملاحقة واعتقال أعضائها وأن تسمح للمقاومة المسلحة بالعمل بحرية في الضفة الغربية.

وقال "الدجني": "إذا وجدت حماس أن الرئيس عباس جاد في تنفيذ هذه الخطوات، فإن فرص الدعم والتحالف معه ستكون قوية".

المصدر |  آدم خليل/ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليح الجديد

  كلمات مفتاحية

سياسة الضم ضم الضفة الغربية الحرب الإسرائيلية على غزة حركة حماس

الموساد يخطط للاجتماع برؤساء دول عربية لمناقشة خطة الضم

خبراء إسرائيليون يحذرون من التداعيات الأمنية لضم الضفة

حماس تندد بزيارة مرتقبة يجريها رئيس الموساد لدول عربية