وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق "جون بولتون"، الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بأنه "ساذج"، كاشفا أن الرئيس الروسي "فيلادمير بوتين" لا يرى في نظيره الأمريكي خصما وإنما يستطيع تحركه كما يعزف الكمان.

جاء ذلك، في مقابلة لـ"بولتون" مع شبكة "ABC" الأمريكية، الأحد، قال فيها إن "ترامب" نادرًا ما يقرأ كثيرًا، ويحصل على إحاطات إعلامية مرة أو مرتين أسبوعيًا.

ويرى "بولتون"، إن "ترامب" يجب أن يحصل على إحاطات إعلامية يومية، لكنه كان يحصل عليها مرة أو مرتين أسبوعيًا، وقال إنه "أمر غير معتاد للغاية، ليس من الواضح لي أنه قرأ الكثير من أي شيء".

وتابع: "لا أعتقد أنه صالح للمنصب"، فهو "ليس لديه مبدأ توجيهي يسير وفقا له".

في حين، اعتبر مستشار الأمن القومي السابق، أن "بوتين" لا يرى في "ترامب" خصمًا خطيرًا.

وزاد: "أعتقد أن بوتين يعتقد أنه قادر على تحريكه كما لو كان يعزف كَمان... لا أعتقد أنه قلق بشأن ترامب".

وفي شأن ثالث، قال "بولتون"، إن التهديد من كوريا الشمالية اليوم أكبر من أي وقت مضى، لأنه ليس هناك شك على الإطلاق في أن عمل كوريا الشمالية مُستمرة في برامجها النووية والصاروخية.

ووصف "بولتون" كوريا الشمالية بـ"أنها واحدة من أكثر المجتمعات سرية على وجه الأرض".

وقال "بولتون" إنه لا يعتقد أن بيونغ يانغ قد "أبطأت قليلا خلال هذين العامين من المفاوضات.. لذا، مثل سنوات (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما الثماني، فقدنا سنتين أو ثلاث سنوات أخرى.. وتستمر كوريا الشمالية وإيران وغيرها من قدرات الدولة المارقة في التقدم".

كما انتقد "بولتون" التواصل الذي قام به "ترامب" مع الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون".

وأوضح "بولتون": "الفكرة القائلة بأن -مجرد التملق- والثناء على هذا الديكتاتور الوحشي ستقنعه بأنه يمكن عقد صفقة مع الولايات المتحدة، في اعتقادي، كانت ساذجة وخطيرة على حد سواء".

وفي كتابه الجديد "الغرفة حيث حدث ذلك"، قال "بولتون"، إنه قلق من ترك "ترامب" وحده في غرفة بمفرده، خلال قمة "هلسنكي 2018".

وأشار "بولتون" إلى أنه "لم يكن يعرف ما سيقوله (ترامب) في أي لحظة"، لافتا أنه فوجئ كيف كان "ترامب" حريصًا على مقابلة "بوتين" والمستبدين الآخرين.

ومضى "بولتون" قائلا: "أعتقد أنه كان هناك نفس الانبهار الذي رأيناه بالتحدث مع زعيم مثل بوتين، فيما يتعلق (بالرئيس الصيني) شي جين بينج ووجونج أون.. كان من الصعب شرح ذلك".

وأضاف "بولتون": "اعتاد الرئيس نفسه على التعليق على مدى الغرابة أنه في رحلة واحدة قام بها إلى قمة الناتو، قمة مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ومن ثم بوتين في هلسنكي، أنه يعتقد أن أسهلها وأكثرها متعة قد تكون مع بوتين".

وكان "بولتون" مستشار "ترامب" للأمن القومي منذ مارس/آذار 2018، إلى سبتمبر/أيلول من العام نفسه، بعد أن اختلف الاثنان بشأن السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك العلاقات مع إيران وفنزويلا وأفغانستان.

وتعرض كتاب "بولتون" لمعركة قانونية دامت أشهر بينه وبين إدارة "ترامب"، التي طلبت في محاولة أخيرة الأسبوع الماضي من قاضي فيدرالي بالعاصمة واشنطن وقف نشر الكتاب، إلا أن المحكمة الأمريكية رفضت هذا الطلب.

وكان البيت الأبيض قد جادل بأن "بولتون"، انتهك اتفاقيات عدم الكشف، ويخاطر بالأمن القومي من خلال الكشف عن معلومات سرية.

وأوقف قاضٍ فدرالي يوم السبت محاولة إدارة "ترامب" منع نشر كتاب "بولتون"، لكنه ترك احتمال أن يواجه "بولتون" اتهامات جنائية أو إجباره على تسليم الأرباح المتعلقة بالكتاب.

وفي الكتاب، وجَه "بولتون" اتهامات مذهلة ضد رئيسه السابق، وقال إن "ترامب" طلب شخصيًا من الزعيم الصيني مساعدته في إعادة انتخابه، وأعرب عن دعمه لمعسكرات الاعتقال الصينية لسكانها الإيجور المسلمين، ضمن محادثات محرجة أخرى تتعلق بالسياسة والعلاقات الخارجية.