مؤشرات على اقتراب معركة تحرير صنعاء

الجمعة 28 أغسطس 2015 02:08 ص

قالت وكالة «الأناضول» للأنباء في تحليل لها إن هناك مؤشرات عديدة على اقتراب ساعة الصفر لبدء معركة تحرير العاصمة اليمنية صنعاء من أيدي مليشيات جماعة «الحوثي» وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني المخلوع، «علي عبدالله صالح».

ومن هذه المؤشرات قيام التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، خلال الأيام القليلة الماضية، بدفع تعزيزات عسكرية كبيرة تجاه جبهة محافظة مأرب، التي تبعد بنحو 40 كلم فقط عن شرق صنعاء، حسب مصادر أمنية يمنية، وأخرى من «المقاومة الشعبية»، الموالية للحكومة الشرعية، تحدثت لـ«الأناضول»، مفضلة الكشف عن هويتها.

وتمثلت تلك الإمدادات في هبوط 8 مروحيات قتالية من طراز «أباتشي» في مطار «صافر» العسكري، ووصول قوة عسكرية برية كبيرة تضم عشرات المدرعات والدبابات وناقلات الجند، إلى منطقة صافر النفطية.

تصريحات المسؤولين اليمنيين تلمح أيضا إلى اقتراب معركة تحرير صنعاء.

إذ صرح وزير الخارجية اليمني، «رياض ياسين»، من العاصمة المصرية القاهرة، أمس، قائلا للصحفيين إن «هناك مؤشرات فعلية ملموسة عن قرب تحقيق الحسم في العاصمة صنعاء».

وقبل ذلك بأسابيع، اعتبر رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، «محمد علي المقدشي»، أن «تحرير صنعاء من أولويات القوات المؤيدة للشرعية الدستورية (في إشارة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي)».

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التابعة للحكومة، في وقت سابق، عن «المقدشي» قوله، إن الحوثيين يتعرضون لعملية استنزاف يومية جراء ضراوة المقاومة الشعبية في مدن مختلفة بينها مأرب. 

ويقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني، حمزة المقالح لـ«الأناضول»: «بالفعل هذه التعزيزات الضخمة لا تبدو لدعم جبهة مأرب فقط، بل إنها تهدف إلى ما هو أبعد من ذلك كتحرير صنعاء».

لكن قبل الوصول إلى تلك المرحلة ثمة أهداف لهذه التعزيزات قبل الحديث عن انخراطها في معركة استعادة العاصمة، حسب «المقالح»، الذي رأى أن «الضغط على الانقلابيين الذين يخوضون مفاوضات غير مباشرة مع الحكومة في العاصمة العُمانية مسقط عبر المبعوث الأممي (إسماعيل ولد الشيخ أحمد) يبدو أنه أحد أهداف الدفع بهذه القوات الكبيرة إلى مأرب».

«المقالح» يضيف: «الانقلابيون كانوا قد تقدموا بمبادرة مشروطة لوقف الحرب، وردّت عليها الحكومة بمبادرة أخرى عبر ولد الشيخ تدعوهم إلى الرضوخ لقرار مجلس الأمن 2216 الذي يطالبهم بالانسحاب من كافة المدن التي سيطروا عليها بما فيها صنعاء دون قيد أو شرط».

وإن استجاب الحوثيون ومن معهم لمبادرة الحكومة تلك «سيكون لقوات التحالف دوراً مهماً في استلام صنعاء، وحفظ الأمن فيها»، حسب المحلل السياسي. 

واعتبر  أنه «من الأفضل للحوثيين وصالح، الاستجابة لمبادرة الحكومة، وتجنيب العاصمة صنعاء معركة تحريرها، والتي قد تكون مكلفة للانقلابيين والسكان المدنيين على السواء».

وعن تأخر الحسم في مدينة تعز، وسط اليمن، وشكوى «المقاومة الشعبية» هناك من عدم وصول تعزيزات لها بعد تحرير جارتها عدن (جنوب)، وإرسال إمدادات إلى مأرب، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، «عبدالله سليمان»، أن الطريق المنطقي إلى صنعاء هو عبر مأرب، حيث تدور المعارك على بعد 40 كلم فقط شرق العاصمة.

ويضيف «سليمان» لـ«الأناضول»: «حين يسقط الانقلابيون في العاصمة سيسقطون تلقائياً في تعز وكل المدن اليمنية الأخرى».

والأمر الآخر، وفق «سليمان»، أن «طريق قوات التحالف من مأرب إلى صنعاء من أفضل الطرق، لاسيما وأن التحرك سيكون في بيئة صديقة،؛ حيث قبيلتي نهم وأرحب، المتاخمتين والمواليتين للقوى الداعمة للتحالف العربي على الأرض».

ويتوقع المحلل نفسه أن «يكون استعادة صنعاء بذات الطريقة التي سقطت بها في أيدي الحوثيين، وذلك عبر إسقاط المحيط القبلي للعاصمة أولاً».

وبالنظر إلى خارطة ذلك المحيط القبلي، يشرح «سليمان» أن «أغلبه لا يوالي الحوثيين، خاصة أن غالبية قبائل نهم، وأرحب، وهمدان، وخولان، تدعم القوى المحلية الموالية للحكومة الشرعية، مقابل قبائل بني حشيش، وبني مطر، وسنحان الموالين  للحوثيين وصالح، إلا أن هذه القبائل يمكن اختراقها أيضاً من قبل السعودية». 

ويُعتبر التحدي الأكبر الذي يواجه طريق قوات التحالف من وجهة نظر «سليمان»، الألوية العسكرية الثلاث من الحرس الجمهوري في أرحب (شمال شرق)، وبعض الألوية الأخرى لهذا الحرس الذي كان يقوده أحمد، نجل صالح، على مداخل العاصمة".

غير أنه استطرد قائلاً: «السيطرة الجوية لطيران التحالف كفيلة بإبطال فاعلية تلك القوات النظامية والتي هي مستنزفة أصلاً بفعل الضربات الجوية»، مضيفا: «معركة تحرير صنعاء مسألة وقت لا أكثر، وأن ثمة حسابات سياسية وعسكرية هي من تتحكم بساعة الصفر لبدء تلك المعركة».

وخلال الأسابيع الماضية، تمكنت القوات الموالية للرئيس «هادي»، وبدعم من قوات التحالف، من تحرير عدة محافظات جنوبية مثل عدن، والضالع، وأبين في إطار عملية أطلقت عليها الحكومة اسم «السهم الذهبي».

ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، تسيطر جماعة «الحوثي» بقوة السلاح على العاصمة صنعاء.

وفي 21 من أبريل/ نيسان الماضي، أعلن التحالف العربي، انتهاء عملية «عاصفة الحزم» العسكرية التي بدأها في 26 مارس/ آذار الماضي، وبدء عملية «إعادة الأمل»، التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة.

  كلمات مفتاحية

صنعاء تحرير الحوثي صالح عاصفة الحزم اليمن مأرب

«التحالف العربي» يشن 7 غارات على قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء

مصادر: تحرير صنعاء بات وشيكا و«المقاومة» تعتزم التقدم نحو صعدة

«المقاومة الشعبية» تواصل تقدمها وتقترب من العاصمة صنعاء

قائد عسكري منشق عن الحوثيين: تحرير صنعاء بات وشيكا

رئيس الأركان اليمني: استعادة صنعاء من الحوثيين بات قريبا

الخطوط الجوية اليمنية تنظم أول رحلة طيران من القاهرة لصنعاء منذ شهر

طيران التحالف العربي يدمر مخازن أسلحة للحوثيين بالكلية الحربية في صنعاء

«التحالف» يكثف غاراته على صنعاء و«المقاومة» تصد هجوما لـ«الحوثيين» في تعز

سيناريوهات معركة «تحرير صنعاء»

التحالف يشن 10 غارات على مواقع الحوثيين وقوات «صالح» في صنعاء

«محسن الأحمر» يصل إلى مأرب للاطلاع على سير العمليات العسكرية ضد الحوثيين