سيناريوهات معركة «تحرير صنعاء»

الاثنين 7 سبتمبر 2015 08:09 ص

لم يكن إعلان نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء «خالد بحاح»، عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، أنّ «ساعة الصفر قد دقت لتحرير صنعاء»، سوى تأكيد على أن معركة تحرير العاصمة اليمنية مسألة وقت لا أكثر، بعدما اتخذ القرار بين التحالف العربي والجيش الموالي للشرعية. وجاء إعلان بحاح مع غارات مكثفة من طيران التحالف على مواقع الحوثيين في العاصمة اليمنية استمرت طوال ليل السبت الأحد، ووصفت بالأعنف منذ بدء التحالف عملياته العسكرية في اليمن، فيما تُرجّح مصادر عسكرية تحدثت لـ«العربي الجديد» أن «تحتاج معركة تحرير صنعاء إلى أكثر من 10 آلاف غارة جوية».

في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى محافظة مأرب لتُشكّل نقطة انطلاق لعملية التحرير، ولا سيما أن العملية ستشمل محافظات عدة. وقد تمّ إرسال حوالي 40 ألف جندي من قوات الشرعية والتحالف إلى مأرب والجوف، فضلاً عن 500 آلية عسكرية، كما تبعها أمس الأحد، إرسال السعودية قوّة مكوّنة من ألف جندي وضابط من قوات النخبة، ومعها آليات عسكرية متطورة إلى مأرب.

ويأتي هذا التحوّل بعد يومين من هجوم مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بصاروخٍ «توشكا» على قوات التحالف المتواجدة في معسكر صافر بمحافظة مأرب، شرقي اليمن. وسقط جرّاء القصف أكثر من 60 جندياً وضابطاً، من الإمارات والسعودية والبحرين في حين لم تتضح حصيلة القتلى من الجيش اليمني.

وكانت قد بدأت خلال الأيام الماضية تلوح في الأفق بوادر عملية عسكرية كبيرة تستهدف بالدرجة الأولى صنعاء، على أن يتم تحرير محافظات مأرب والجوف وصعدة قبلها. إلا أن قصف صافر أدّى لتحميل البعض قائد هيئة الأركان العامة اللواء علي محمد المقدشي المسؤولية، إذ إن الصاروخ الذي استهدف قوات التحالف هو من نوع «توشكا» (يصل مداه الأقصى إلى 120 كيلومتراً)، انطلق من منطقة بيحان في شبوة، المحاذية لمحافظة مأرب. وتبعد بيحان نحو 40 كيلومتراً عن اللواء 107، الذي كانت تتواجد فيه قوات التحالف، وهو ما اعتبره البعض «خطأ عسكريا» من القيادة الميدانية برئاسة المقدشي، لعدم تحرير بيحان، قبل وصول قوات التحالف والشرعية إلى مأرب.

لذلك تُرجّح مصادر عسكرية أن «تتأخر خطة تحرير صنعاء قليلاً، حتى يتم تطهير مناطق باتت تمثل ضغطاً على قوات الشرعية والتحالف، وهي بيحان وعسيلان في شبوة ومكيراس في البيضاء، والشريجة في لحج، فضلاً عن تحرير تعز».

وتكتسب معركة صنعاء أهمية كبرى، وتحريرها يُعدّ بمثابة إسقاط الانقلاب الفعلي. كما تُمثل «المخزن العسكري» للمليشيات، تحديداً الصواريخ الباليستية، التي يُعتقد أن جزءاً منها متواجد في مخازن تحت الأرض.

وتتواتر معلومات عن خطة لتحرير صنعاء من محاور عدة، فتبدأ قوة من الشرق بتحرير مأرب، ثم ينقسم جزء منها للاتجاه إلى شرق صنعاء، بينما يتجه الجزء الآخر باتجاه البيضاء لتحريرها. ثم تعود فتنقسم القوة المتواجدة في البيضاء، ليتجه جزء منها باتجاه الضالع وإب، والآخر باتجاه ذمار، البوابة الجنوبية، لصنعاء. لكن جبهة البيضاء لم تُحسم بعد وفقاً لما أفاد مصدر عسكري.

أما الجهة الأخرى التي من الممكن أن يتمّ تحرير صنعاء عبرها، فتبدأ من الحدود السعودية، لجهة تحرير الجوف، الواقعة شمال شرق صنعاء، وكذلك صعدة الواقعة شمال العاصمة. وقد بدأت فعلياً بعض خطوات عملية تحرير صنعاء منذ مدة، وتمثلت أولاً في بدء حصارها بشكل كامل وتحويل المساعدات الإنسانية الإغاثية، التي كانت تستفيد منها المليشيات إلى عدن، بعد إغلاق ميناء الحديدة.

أما الخطوة الثانية في عملية تحرير صنعاء، فسبق أن باشرتها القوات السعودية، في سياق عمليات التحالف، بفعل سيطرتها على نقاط في صعدة، بعد أن توغلت في بعض المناطق كمنطقة وائلة، استباقاً لساعة الصفر. كما وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الجوف، آتية من مأرب لمدّ قوات التحالف التي توغلت في صعدة بالتعزيزات، فضلاً عن استكمال الاستعدادات لتطهير الجوف وصعدة.

الخطوة الثالثة لتحرير صنعاء، تتمحور حول دور مقاتلات التحالف، التي شنّت غارات مكثفة هي الأعنف على الإطلاق وفق ما أفادت مصادر، اذ استهدفت جميع المعسكرات ومخازن السلاح، والمرافق ودور الرئاسة، ومجمع العرضي التابع لوزارة الدفاع، وجبل نقم وفج عطان، وجبل النهدين وألوية الصواريخ وقاعدة الديلمي.

  كلمات مفتاحية

اليمن صنعاء معركة صنعاء إسقاط الانقلاب المليشيات الصواريخ الباليستية

«التحالف» يكثف غاراته على صنعاء و«المقاومة» تصد هجوما لـ«الحوثيين» في تعز

الرئيس «هادي» يستعرض الترتيبات العسكرية تمهيدا لبدء عملية تحرير صنعاء

مؤشرات على اقتراب معركة تحرير صنعاء

مصادر: تحرير صنعاء بات وشيكا و«المقاومة» تعتزم التقدم نحو صعدة

قائد عسكري منشق عن الحوثيين: تحرير صنعاء بات وشيكا

التحالف يشن 10 غارات على مواقع الحوثيين وقوات «صالح» في صنعاء

«محسن الأحمر» يصل إلى مأرب للاطلاع على سير العمليات العسكرية ضد الحوثيين