قالت مصادر مطلعة اليوم الإثنين إن قيادات عسكرية يمنية تتلقى تدريبات على محاكاة حرب تحرير في قاعدة عسكرية بإحدى دول الجوار، إذ يعتبر الجهاز الذي يستخدم في المحاكاة والتدريب، هو الأحدث في العالم وأحضر خصيصا لمعركة تحرير صنعاء، وهو يشبه في عمله، جهاز محاكاة الطيران، غير أنه دمجت فيه المعركتان البرية والجوية معا.

وأوضحت المصادر أن الجهاز يعرض شكلا بانوراميا ضخما لمدينة صنعاء، داخل قاعة كبرى خصصت لهذا التدريب المتقدم، الذي يحضره خبراء عسكريون من عدد من الدول الغربية، كما يشمل التدريب الحروب النهارية والليلية والحروب في الأجواء الممطرة وحروب المدن وحروب العصابات، حسبما نقلت صحيفة «الشرق الأوسط».

وفي سياق متصل، أضافت الصحيفة أن عددا من القيادات الأمنية في وزارة الداخلية وجهازي الأمن القومي والسياسي (المخابرات) تتدرب على «مشروع صنعاء ما بعد التحرير».

وذكرت المصادر أن المشروع يشرف عليه خبراء من دول الخليج والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا.

في غضون ذلك، أعلنت قيادة القوات المشتركة في السعودية مقتل اثنين من رجال القوات المسلحة في منطقة جازان جنوب غرب المملكة بمقذوف من الميليشيات «الحوثيين» والرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».

وقالت قيادة القوات المشتركة في بيان لها اليوم إن الرقيب «علي مفرح غزواني والرقيب «سروي آل سعيد» من منسوبي القوات البرية استشهدا أثناء أدائهما واجب حماية حدود الوطن من «الحوثيين» المعتدين على الحد الجنوبي بقطاع جازان على الحدود مع اليمن.

كما أفادت مصادر عسكرية أمس الأحد أن القوات الموالية للرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» أحرزت تقدما ملحوظا في مواجهة «الحوثيين» في مدينة تعز التي تعتبر بوابة نحو العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها «الحوثيون» منذ نحو عام.

وقال مسؤولون عسكريون إن لجان «المقاومة الشعبية» الموالية للرئيس «هادي» سيطرت على مناطق استراتيجية عدة في وسط تعز، ثالث مدن اليمن.

الحسم العسكري من صنعاء إلى صعدة

إلى ذلك، أكدت الحكومة الشرعية في اليمن مرارا على عزمها تحرير كافة محافظات البلاد من ميليشيات «الحوثي» و«صالح»، متسلحة بالانتصارات العسكرية الأخيرة التي مهدت الطريق للقوات العسكرية إلى العاصمة صنعاء وبالتالي إلى باقي المناطق.

وكشف الناطق باسم مجلس التنسيق لـ«المقاومة الشعبية» في تعز، «رشاد الشرعبي»، أن الحسم العسكري يعد أحد خيارات الجيش الوطني لبسط سلطة وسيادة الدولة على كافة الأراضي، في حال استمر «الحوثيون» برفض تطبيق القرار 2216.

وينص القرار الذي أصدره «مجلس الأمن الدولي» في أبريل/نيسان على دعم شرعية الرئيس «عبدربه منصور هادي»، ويدعو الميليشيات إلى الانسحاب من جميع المناطق التي استولوا عليها بما في ذلك صنعاء، والتخلي عن الأسلحة التي استولوا عليها.

وقال «الشرعبي»، في اتصال تلفزيوني من تعز، إن القوات الشرعية لا تملك أي خيار أمام تعنت «الحوثيين» إلا الاستمرار في الزحف نحو صنعاء، لاسيما أن الانتصارات الأخيرة في الجنوب والوسط مهدت الطريق إلى شمال اليمن وغربه.

ومن شأن حسم معركة محافظة تعز، التي تعد حلقة الوصل بين الجنوب والشمال، التسريع في عملية الحسم العسكري، عبر اتخاذ المحافظة قاعدة انطلاق للقوات الشرعية في عملية دحر «الحوثيين» إلى إب وذمار والبيضاء وصولا إلى صنعاء.

فمحافظة تعز تكتسب أهمية استراتيجية في العمليات العسكرية، كونها تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 256 كلم، ويحدها من الشمال محافظتا إب والحديدة ولحج، والضالع من الشرق، في حين تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر.

وبحسب «الشرعبي» فإن تطهير محافظة تعز، ومركزها مدينة تعز، بات وشيكا بعد التقدم الأخير للمقاومة والجيش.

وذكر «الشرعبي» أن مديريتي السياني وذي السفال في إب شهدتا خلال الأيام الماضية مواجهات بين مقاومين من أبناء المنطقة مع ميليشيات «الحوثي» و«صالح»، الأمر الذي يشير إلى قرب انتقال المعركة إلى وسط اليمن لاسيما مع استمرار الدعم الجوي للتحالف العربي.

وأضاف أن المرحلة التي ستعقب تطهير تعز ستشهد انتقال الجيش الوطني إلى تحرير البيضاء وإب وفك الحصار عن مأرب المحاذية لمحافظة صنعاء، في إطار عملية الحسم لاستعادة العاصمة والاستمرار في التقدم صعودا نحو معقل «الحوثيين»، صعدة.