تمكنت المقاومة الشعبية في اليمن من تحقيق تقدم استراتيجي خلال المعارك التي خاضتها أمس السبت، بعد نجاحها في السيطرة على مدينة تعز، دون أن تقدم قوات التحالف العربي أي دعم لوجستي للمقاتلين على الأرض، في الوقت الذي يسود فيه الحديث عن خلاف إماراتي سعودي بشأن دعم قوات المقاومة التي تقودها حركة الإصلاح التي تمثل جناح الإخوان في اليمن.
وكشف مصدر يمني أن قوات التحالف كان من المفترض أن تقدم غطاء جويا للمقاومة الشعبية في معركة تعز السبت، لكنها لم تفعل، وهو الأمر الذي يؤكد بأن الإمارات ربما تكون عرقلت تقديم الدعم اللازم للمقاومة بسبب أن مقاتلي حركة الإصلاح التابعة لجماعة الإخوان المسلمين هم الذين يتقدمون على الأرض حاليا. وفق تصريح المصدر لـ«عربي21».
وأكد المصدر للموقع ذاته أن التقدم الذي تم تحقيقه في تعز دون الغطاء الجوي من قوات التحالف يمثل تطورا استراتيجيا، ومؤشرا بالغ الأهمية على احتمالات أن يكون الحسم في اليمن قاب قوسين أو أدنى، أو أنه أقرب من أي وقت مضى على الأقل، إلا أن هذه التطورات تزيد من حدة القلق لدى الإمارات «بسبب أنها تفضل بقاء الحوثيين وسقوط اليمن في أيدي الإيرانيين على أن ينتصر مقاتلو الإخوان المسلمين»، على حد تعبيره.
وكانت جريدة «القدس العربي» الصادرة في لندن نقلت عن مصدر يمني قوله إن «خلافات سعودية إماراتية هي التي تؤخر تحرير تعز من الحوثيين»، مشيرة إلى أن «الإمارات ترفض تقديم الدعم لقوات المقاومة الشعبية التي يقودها حمود المخلافي، وهو أحد رموز حركة الإصلاح في اليمن».
كما كشف المصدر عن تفاهمات عقدها «بحاح» مع مسؤولين إماراتيين لتقسيم الجنوب وتسوية تكفل مخرجا لـ«صالح» والحوثيين بإشراف أمريكي.
وترى السعودية في «المخلافي» رجلا مناسبا لقيادة المعارك ضد الحوثيين، بغض النظر على انتماءاته السياسية، إلا أن الإمارات ترفض الرجل، كما سبق ورفضت تعيين محافظ عدن في منصبه بسبب انتمائه هو الآخر لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
وبحسب مصادر يمنية، فإن التقدم الذي تم تحقيقه في تعز يؤكد أن تقديرات السعودية هي الأصح، حيث تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية من تحقيق الإنجاز على الأرض دون دعم من طائرات التحالف، ما يعني أن الدعم كان سيعني «انتصارا مريحا» لو تم تقديمه.