بعد 5 أشهر من حرب قتل فيها أكثر من 4 آلاف شخص، تواجه الحكومة اليمنية، في المنفى بالمملكة العربية السعودية، قرارا مصيريا :إما الاستفادة من مكاسب المعركة الأخيرة من أجل التفاوض على وقف إطلاق النار مع جماعة الحوثيين التي أصابها الضعف مؤخرا، أو محاولة هزيمتهم مرة واحدة وإلى الأبد، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وحققت القوات الموالية للرئيس «عبد ربه منصور هادي» مدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية تقدما ملحوظا في الأسابيع الأخيرة، بعدما أرسلت المملكة ومعها الإمارات القوات والعتاد إلى مدينة عدن الاستراتيجية جنوبي اليمن، وطردت الحوثيين من المدينة في يوليو/ تموز الماضي، ومنذ ذلك الحين تعرضت الجماعة لسلسلة من الهزائم في جنوب ووسط اليمن.
وتوقع «خالد اليماني» السفير اليمني لدى الأمم المتحدة بعد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن الدولي أن تقوم الحكومة والقوات المتحالفة معها باستعادة العاصمة صنعاء، في غضون أسابيع.
لكن محللين ودبلوماسيين في المنطقة حذروا من هذا التفاؤل، مشيرين إلى أن أي جهد عسكري لإخراج الحوثيين من معاقلهم في الشمال، سيؤدي إلى حمام دم ويزيد من التنافس الإقليمي بين الدول ذات الأغلبية السنية وإيران التي يهيمن عليها الشيعة، وسيؤدي إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وجرت مؤخرا جهود دبلوماسية مكثفة لإقناع الحوثيين لسحب مقاتليهم من المدن وتشجيع الحكومة اليمنية ومؤيديها على وقف الغارات الجوية، وفقا لمصادر مطلعة على المحادثات.
كما يقال إن الحوثيين وافقوا على تقديم تنازلات، ولكن إصرار بعض الفصائل في الحكومة على مواصلة الحرب، أثار قلق الدبلوماسيين الذين يخشون من أن دخول القوات الخليجية إلى الصراع قد يدفع إيران للتدخل عسكريا باسم حلفائهم الحوثيين.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن تصعيد الحرب قد يفيد أيضا تنظيم القاعدة، الذي سيطر على مدن خلال الصراع مثل مدينة المكلا.
وقال «عبد الكريم الإرياني»، رئيس الوزراء اليمني السابق الذي شارك في الوساطة بين الطرفين ، أنه إذا كان الحوثيون قد وافقوا على تقديم تنازلات تماشيا مع قرار مجلس الأمن بشأن اليمن، فـ«نحن على طريق السلام»، مستدركا إن حديث الحكومة عن التغلب على الحوثيين هو أمر مدمر.
وتابع «رغم أن القوات التي تقاتل الحوثيين قد تحسنت على أرض المعركة، إلا أنها ليست في وضع المهيمن .
ويستبعد دبلوماسيون أمريكيون وبريطانيون انتصار أيا من الطرفين في هذه الحرب، وفقا للمحللين.
وقالت «أبريل لونجلي آلي» ، الباحثة اليمنية في مجموعة الأزمات الدولية، «لقد أصبح أكثر وضوحا أن التركيز ينصب على صنعاء».
وأضافت أن كل المعطيات على الأرض تشير إلى رائحة الدم، محذرة من الثقة المفرطة الموجودة لدى الحكومة اليمنية.
وقال «محمد البخيتي» أحد كبار قادة الحوثيين في تصريح صحفي «لم نكن ضد الانسحاب من المدن اليمنية، طالما توقف خصومنا المدعومين من السعودية عن اتخاذ قرارات من جانب واحد، واشتركوا في حوار جدي حول شكل النظام السياسي في ما بعد الحرب في اليمن».
وتحدث الحوثيون عن خيارات استراتيجية غير محددة لصد أعدائهم إذا فشل الحوار، وقال قيادي حوثي كبير إن «هذه الخيارات ستكون مؤلمة جدا وستغير المعادلة»، وفقا للصحيفة.