أفادت صحيفة «القدس العربي» نقلا عما وصفته بالمسؤول الأمني الكبير في وزارة الداخلية التي يهيمن عليها الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء، بأن الحوثيين وافقوا على تسليم العاصمة وحزامها الأمني إلى سلطات الدولة الشرعية بقيادة الرئيس «عبد ربه منصور هادي».
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مفوض بالحديث لوسائل الإعلام، قوله أمس الأربعاء: «وافق الحوثيون على تسليم العاصمة وحزامها الأمني لسلطات الدولة الشرعية».
وأضاف المسؤول أن «اللجنة الأمنية العليا (يهيمن عليها الحوثيون) عقدت اجتماعا مشتركا مع أنصار الله (الحوثيين) برئاسة وزير الداخلية (في سلطة الحوثيين) اللواء جلال الرويشان، وذلك لبحث آلية تسليم النقاط الأمنية والمنشآت الحكومية، والملف الأمني بكل جوانبه للجهات الرسمية في الحكومة».
وأكد المسؤول اليمني أن الحوثيين وافقوا على تسليم مسؤولية الأمن «للأجهزة الأمنية، لتحمل حفظ الأمن داخل أمانة العاصمة والحزام الأمني المحيط بها».
ولفت المسؤول الأمني إلى أن «أجهزته الأمنية ستتحمل المسؤولية الكاملة في حفظ الأمن والاستقرار بعد انسحاب أنصار الله (الحوثيين) من كافة المواقع الحكومية التي دخلوها»، مضيفا: «تتعهد الأجهزة الأمنية بكل فئاتها (شرطة عسكرية، وأمن عام، وأمن مركزي، ونجدة) بالسيطرة التامة على الوضع الأمني».
وشدد المسؤول الأمني على «موافقة أنصار الله (جماعة الحوثي) على هذه الخطوة»، التي قال إنها جاءت «لقطع الطريق على الذين يسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة الفتنة والحرب الأهلية في البلاد».
وفي وقت سابق أعلن مسؤول يمني آخر، أن جماعة الحوثي أصبحت على وشك الانهيار في العاصمة صنعاء، مشيرا إلى أن «الحوثيين يفقدون السيطرة يوما بعد آخر على العاصمة»، مؤكدا أن نسبة مؤيديهم في العاصمة لا تتجاوز 3٪».
من جانبه حذر الكاتب الصحفي «ياسر الزعاترة» عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اليوم الخميس، من أن تكون هذه الخطوة تهدف إلى تسوية على غرار نموذج «حزب الله» في لبنان، والذي يسيطر أمنيا على بعض المناطق الجنوبية.
وقال «زعاترة»: « الحوثيون وافقوا على تسليم صنعاء للحكومة الشرعية.. حذار من تسوية تسمح لهم بتكرار نموذج حزب الله».
وكانت المقاومة الشعبية والجيش اليمني الموالي لـ«هادي»، بدعم من قوات التحالف العربي، استطاعوا السيطرة على محافظة عدن بالكامل مؤخرا، وطرد الحوثيين منها، كما أحرزوا تقدمات كبيرة في عدد من المدن والمناطق المجاورة.
وفي سياق متصل وصل «هادي»، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، أمس الأربعاء، في زيارة عمل تستغرق يومين.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إنه كان في استقبال هادي، الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي»، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ولم تورد الوكالة تفاصيل إضافية عن برنامج الزيارة.
وفشلت المحادثات التي قادتها الأمم المتحدة في يونيو/حزيران الماضي بين متمردي جماعة الحوثي ومؤيدي حكومة «هادي»، في إنهاء الحرب التي أفاد «ستيفن أوبراين»، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن طرفي خلفت حتى الآن أكثر من أربعة آلاف قتيل، وإصابة نحو 20 ألف آخرين.