تصاعد الحوادث الأمنية يهدد بتعطيل جهود إعمار عدن

الاثنين 31 أغسطس 2015 03:08 ص

قُتل مسؤول أمني يمني وقيادي بالقوات الموالية للرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، أمس برصاص مسلحين مجهولين في حادثين منفصلين في محافظة عدن (جنوب) ضمن سلسلة حوادث وقعت منذ تحريرها من الحوثيين قبل قرابة شهر ونصف.

وأثارت هذه الحوادث مخاوف من تعطل مشاريع إعادة إعمار المحافظة الجنوبية المدمرة، وعودة الحياة إلى طبيعتها، حسب ما نقلت وكالة أنباء «شينخوا» عن مراقبين.

وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين على متن دراجة نارية اعترضا طريق العقيد الركن «عبدالحكيم السنيدي»، مسؤول العمليات الأمنية في عدن، وهو في سيارته بمنطقة «حي ريمي» التابعة لمديرية المنصورة بمحافظة عدن، وأطلقا عليه وابلا من الرصاص.

وأضاف المصدر أن المسؤول الأمني لقي حتفه على الفور، فيما لاذ المسلحان بالفرار عقب الهجوم.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم.

وبعد ساعات من اغتيال «السنيدي»، قتل قيادي بالقوات الموالية للرئيس «هادي» في حادث مماثل، حسب مصدر أمني.

وقال المصدر إن «مسلحين اثنين على متن دراجة نارية أطلقا النار على القيادي في المقاومة الشعبية (أنصار الرئيس اليمني) حمدي الشطيري، في عدن فقضى على الفور».

ولاذ المسلحان أيضا بالفرار عقب الهجوم.

وفي هجوم ثالث، أمس، أصيب مسؤول محلي عندما هاجم مسلحون مقر السلطة المحلية الواقع في كلية العلوم الإدارية في منطقة الشعب غربي عدن.

وقال مصدر أمني إن «مسلحين مجهولين هاجموا مقر السلطة المحلية في منطقة الشعب غربي عدن؛ ما أسفر عن إصابة مدير مكتب وكيل المحافظ (أحمد سالمين) بطلق ناري».

وتابع أن «المهاجمين انسحبوا من المنطقة دون معرفة هويتهم».

وتأتي هذه الهجمات ضمن عدة حوادث سجلت في عدن بعد ما أعلنتها الحكومة اليمنية في 17 يوليو/تموز الماضي محافظة محررة من مسلحي جماعة «الحوثي».

إذ فجر مسلحون من تنظيم «القاعدة»، الأسبوع الماضي، مبنى المخابرات (الأمن السياسي) الواقع في مدينة التواهي في عدن بعد تفخيخه بالمتفجرات؛ ما تسبب في تدميره بشكل كلي.

كما فجر مسلحو «القاعدة» ثلاثة زوارق حربية حديثة تابعة لقوات الجيش اليمني في ميناء التواهي.

وفي 20 أغسطس/آب الجاري، قُتل أربعة أشخاص في تفجير عبوة ناسفة استهدف مكتب محافظ عدن، «نائف البكري»، الذي لم يكن متواجدا في مكتبه وقت الانفجار.

ودفعت هذه الحوادث اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تعليق نشاطها مؤقتا، بعدما اقتحم مسلحون مجهولون مكتبها في عدن.

وفي حينها، قال رئيس البعثة الفرعية للصليب الأحمر في عدن، «سامر جرجوعي»: «هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها حوادث أمنية في عدن».

وأضاف: «واجهنا عشرة حوادث على الأقل مؤخرا، هذا أمر غير مقبول؛ ما يوجب علينا سحب موظفينا حتى يتحسن الوضع».

محافظ عدن يحذر

ووفق مراقبين، يتخوف اليمنيون من أن يعرقل الوضع الأمني في عدن عودة الحياة إلى طبيعتها في المحافظة التي دمرتها الحرب، خاصة مع الشروع في إعادة إعمارها.

فقد حذر محافظ عدن، «نائف البكري»، بعد هجمات يوم أمس، من أنه «لا خدمات ولا إعمار ستشهده عدن إلا في حال استتباب الأمن والاستقرار بها».

وقال «البكري»، وهو رئيس اللجنة الأمنية العليا في المحافظة، في بيان، إن «أمن عدن مسؤولية الجميع»، داعيا السكان إلى التعاون مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في استتباب الأمن والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة تسعى لزعزعة امن واستقرار عدن.

وتوعد بضرب العابثين بأمن عدن «بيد من حديد».

وكانت عدن شهدت بعد تحريرها من الحوثيين عودة تدريجية ونسبية للخدمات مع عودة مئات من النازحين من محافظات عدة، منها حضرموت والمهرة شرقي البلاد.

إذ عادت قبل أيام محطة «حجيف» الكهربائية للعمل إثر تأهيلها بعد توقف دام نحو أربعة أشهر، وعاد التيار الكهربائي معها لعدة مديريات في عدن.

كما عادت المياه إلى عدة مناطق في المدينة بعد إصلاح بعض الخطوط.

وفتحت المحال التجارية أبوابها أمام المستهلكين.

فيما وصلت في 22 أغسطس/آب الجاري إلى ميناء عدن أول سفينة تجارية منذ إغلاقه أواخر مارس/آذار الماضي.

وقبلها دعت «مؤسسة موانئ خليج عدن» وكلاء الملاحة إلى ممارسة أعمالهم بعد تأهيل وتجهيز الميناء وتوفر كافة الضمانات من خدمات وأمن وسلامة.

وفي إطار جهود إعادة الإعمار، يواصل فريق هندسي إماراتي العمل في إعادة تأهيل مطار عدن الدولي.

كما بدأ فريق فني حكومي منذ أيام في إجراء مسح ميداني لحصر الأضرار في المباني والمنشآت التي تأثرت بسبب الحرب.

وأمس، دشن وزير الأشغال العامة والطرقات، المهندس «وحي أمان»، أول مشروع لرصف شارع مدرم بمديرية المعلا في عدن.

تخوفات يثيرها الوضع الأمني

ورغم الجهود التي تبذلها السلطات لإعادة أعمار عدن، يثير الوضع الأمني تخوفات في هذا الصدد.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني «سامي الكاف» إن «تدهور الوضع الأمني هو بطبيعة الحال يعيق ليس فقط إعادة الإعمار بل ويعيق عودة الحياة إلى طبيعتها في عدن كما كانت من قبل».

ويوضح الكاف أن «الحكومة حتى اليوم لم تبادر إلى مباشرة عملها من عدن بدلا من الرياض كما وعدت في وقت فائت؛ لإدراكها بخطورة الوضع الأمني القائم».

ويتواجد وزير الأشغال العامة والطرقات، «وحي أمان»، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية، وعدد من المسؤولين الحكوميين، بالإضافة إلى السلطة المحلية في عدن لمتابعة مشاريع إعادة الإعمار.

ويرى الصحفي اليمني «معتز الميسوري» إن «الفترة الزمنية منذ تحرير عدن وحتى اليوم قصيرة جدا ولا يمكن أن يتم إعادة الاستقرار للمدينة بهذه السرعة».

ويعول «الميسوري» على السلطة المحلية في هذا الشأن، قائلا: «الدور على السلطة المحلية في أن يتم إعادة نشر القوات الأمنية والشرطة (..) وعمل خطة تنفيذية لإعادة الإعمار والتنمية (..) في المدينة التي تعرضت للتدمير».

  كلمات مفتاحية

عدن اليمن حوادث أمنية الإعمار

اغتيال قيادي بارز في المقاومة الشعبية برصاص مجهولين في عدن

اغتيال مدير عمليات عدن ومصادر ترجح مسؤولية «القاعدة»

قوات «هادي» تكشف خلية اغتيالات حوثية يقودها إيراني في عدن

وزير الخارجية اليمني: عودة الحكومة إلى عدن في القريب العاجل

قوة عسكرية سعودية تصل عدن و«الصليب الأحمر» يوقف عملياته في المحافظة

لواء سعودي وآخر إماراتي لإقامة حزام أمني في عدن

دول الخليج تتحمل 70% من فاتورة إعمار اليمن المقدرة بـ100 مليار دولار