الغنوشي في أول شهادة عن السبسي: لدينا نقاط تشابه كثيرة

الأربعاء 22 يوليو 2020 06:45 م

كشف رئيس حركة النهضة رئيس البرلمان التونسي "راشد الغنوشي"، أن هناك الكثير من نقاط التشابه بينه وبين الرئيس الراحل "الباجي قايد السبسي"، والذي كثيرا ما اختلفت الحركة معه خلال فترة حكمه.

ويأتي ذلك في أول حديث من "الغنوشي" عن علاقته بـ"السبسي"، الذي تحل الذكرى الأولى لوفاته بعد يومين حيث وافته المنية في 25 يوليو/تموز الماضي.

وجاءت الشهادة خلال مقالة كتبها "الغنوشي" ونشرتها مجلة "ليدرز" العربية، وتداولها إعلام تونسي محلي.

وقال "الغنوشي": "لا أعتقد أنّ لحظة الكتابة عن صديقي الراحل الباجي قائد السبسي، بعد سنة من وفاته، هي لحظة يسيرة بعد سنوات من تلازم المسارات حتى في المرحلة التي غلب فيها الظن بأنّنا أخذنا طريق القطيعة أو الصدام".

وأضاف: "من الصعب أن تختزل الكلمات علاقة اختلط فيها الشخصي بالسياسي في خلطة كيمياوية جمعت رجلين قادمين من عالمين مختلفين بل متنافرين، ليصنعا معا عبر ما يعرف بلقاء الشيخين، ملحمة التوافق الوطني التي كانت لحظة فاصلة في تاريخ الثورة التونسية، بل الربيع العربي".

وتابع: "حين جلسنا معا في منتدى دافوس كان العالم يشاهد وحدة تونس في تنوعها وفي توازنها بين من يمثّل ثقافة الاحتجاج المؤمنة بالدولة وثقافة الدولة المؤمنة بالديمقراطية، الغنوشي كان يرفض الفوضى والاستبداد والدكتاتورية والحقد والانتقام والإقصاء والباجي كان يرفض الفوضى والاستبداد والدكتاتورية والإقصاء".

وأكمل: "الغنوشي جاءت به الثورة من منفى الخارج، بعد منفى دام 20 سنة والباجي أعادته الثورة من منفى الداخل الذي قضى فيه عشرين سنة، كلاهما التقط اللحظة بأن تونس لا يجب أن تبقى رهينة الماضي وأن الثورة أمانة ومسؤولية".

وأشار "الغنوشي" إلى أن لقاء باريس المعروف بـ"لقاء الشيخين"، لم يكن لقاء الصدفة أو الصفقة بل كان "محطة في مسيرة التقت فيها الهمم على تأكيد الاستثناء التونسي".

ولفت إلى أن أن آخر لقاء جمعه مع الرئيس الراحل في منزله في منطقة سكرة كان "قبل يوم الإعلان عن حكومة الصيد الأولى، حيث كان ثمة صراع بين خياري التوافق والإقصاء وكان الباجي مع التوافق بالطبع، وكنت مقتنعا بأنّ المطلوب ليس عدد الوزارات التي ستحصل عليها النهضة بل هزم مشروع الإقصاء والاستئصال".

وتابع: "قبلنا في الحقيقة بوزير واحد في الحكومة لأنّنا كنا ندرك أنّ المعركة كانت رمزية وأن النهضة، التي قد تكون فوتت فرصة توافق نوعي سنة 2011، مدعوة للتفكير بعقل إبداعي يتجاوز الحسابات الفئوية الضيقة ويلتقط لحظة وطنية طوت صفحة الانقسام الحاد الذي خلفته الانتخابات الرئاسية والتشريعية".

وقال: "السبسي كان حريصا على حضوري مؤتمر النداء بسوسة (2016)، وأذكر طرفة وهو أنّ سيارتي تعطلت في زحمة المرور فأعطى تعليماته بتخفيض سرعة موكبه الرئاسي حتى نصل في نفس الوقت".

ولفت إلى أن "مشهد الغنوشي في قاعة كانت منذ أشهر تهتف ضده، ومشهد الباجي رحمه الله في قاعة رادس يخاطب شباب النهضة الذي طالما هتف ضد النداء، شكّل لوحة جميلة تونسية خالصة، عنوانها انتصار تونس على ثقافة الحقد والكراهية والإقصاء".

ويتساءل بقوله: "هل كان بالإمكان أن نمضي خطوات أكثر على درب المصالحة وطي صفحة الماضي وترجمة المنجز التوافقي تنمويا؟ نعم ولكن التقليل من شأن المنجز التوافقي أو محاولة تشويهه والانقلاب عليه مرفوض، لأنّ إنقاذ التجربة الديمقراطية لم يكن شيئا بسيطا والأيام تؤكد لكل ذي رأي حصيف أن تراجع ثقافة التوافق في وضع سياسي هشّ يقابله تنامي مخاطر الفوضى السياسية، والاحتقان".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

راشد الغنوشي الغنوشي الباجي قايد السبسي قايد السبسي قائد السبسي

كتلة توافق بين «السبسي» و«الغنوشي».. هل تحمل الحل لتونس؟

النهضة تستنكر مساعي إقصائها.. والغنوشي: تونس تفتقد السبسي

ناشط تونسي: السبسي مات مسموما وقصر قرطاج مخترق