انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لوثيقة قام بالتوقيع عليها 95 شيخًا من شيوخ قبائل حضرموت، شرقي اليمن، يطالبون فيها المملكة العربية السعودية بضمّ محافظة حضرموت اليمنية إلى السعودية؛ الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا بين مؤيد له ومعارض على مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث رأى الموقّعون أنّ محافظتي «حضرموت» و«المهرة» وأجزاء من «شبوة» تعود تاريخيًا إلى المملكة العربية السعودية، وأنها في الأصل ليست مناطق يمنية.

وبحسب الوثيقة التي انتشرت، فإن هذا الطلب جاء بدافع الخوف على «حضرموت» من «المدّ الشيعي»؛ حيث اتهم الموقّعون على الوثيقة المنتمين إلى الصوفية بتسهيل مهمة الحوثيين في حضرموت.

وخاطبت الوثيقة، التي رفعها نيابة عن الموقعين إلى العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز» معرف قبيلة «بني تميم» في الربع الخالي، بالقول: «نرجو أن تنعم بلادنا بالانضواء تحت راية آية التوحيد حتى تنقطع أطماع الشيعة ويفقدوا الأمل في السيطرة عليها».

في حين قال البعض إن الوثيقة تضمنت عددًا من التوقيعات لشخصيات غير معروفة. كما صرّحت مصادر قبلية لصحيفة «صدى المكلا» أن جميع الموقعين على هذه الوثيقة هم من المقيمين منذ سنوات طويلة في المملكة العربية السعودية ولم يقدموا لحضرموت أي شيء يذكر.

الأمر الذي ذكره المغرد «جوزيف» في إحدى تغريداته الرافضة لتقسيم اليمن أو التفريط في شبر منه، حيث قال: «مسألة حضرموت وما يقال عنها، هم أشخاص في السعودية لهم تجارة ولابسين عقال ومجنسين سعوديين، ولا يحق لهم الحديث، وهي ورقة لعب لدى آل سعود».

خلفان يدعو لاستقلال عدن وضمها للتعاون الخليجي

ويأتي ظهور هذه الوثيقة تزامنًا مع تصريحات مثيرة للجدل أطلقها نائب رئيس شرطة دبي، «ضاحي خلفان»؛ حيث طالب بضمّ «حضرموت» و«عدن» إلى مجلس التعاون الخليجي، داعيًا دول المجلس إلى احتضان المحافظتين. إذ قال «خلفان» عبر حسابه على «تويتر»، في محاولة لتأليب أهل حضرموت على البقاء دون انفصال، إن «اليمنيين أهملوا حضرموت».

وطالب بإعلانهما كدولتين وانضمامها لمجلس التعاون الخليجي قائلا: «اقترح قبول عدن وحضرموت في مجلس التعاون كعضوين جديدين بصفة مؤقتة». مطالبًا الخليج باحتضان المحافظتين لحين انتهاء أزمة الشمال مع الحوثيين بقوله: «المفروض أن عدن وحضرموت ترفع اعلامهم وان الخليج يسعى لاحتضان البلدين إلى حين حل أزمة الشمال».

ثم طالب صراحة باستقلال عدن قائلًا: «كفوا قيد الجنوب من سجون الشمال لم يعد يا عدن للنفوس احتمال..!!»، مضيف«ا حكم صالح 30 سنه شوف الوضع. .أعطوا فرصة لحضرمي 15 سنه وشوفوا الفرق».

ثم هاجم أهل صنعاء وقال إن الحضارمة أكفأ منهم في الإدراة: «لما انتم يا الصنعانيين لا تعرفون إدارة بلد. .خلوا الحضارم اكفأ منكم. .أعطوهم مجالا لخلق نقلة نوعية في اليمن».

مغردون يرفضون مطامع خلفان في عدن

وشن المغردون على «خلفان» هجومًا عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ إذ قال «كامل الخوداني» «والحضارم أهلنا وعلى راسنا ونفتخر بهم أنت بس اطلع منها وخليك بعيد انت واللف والدوران وزرع الفتنه وتحريض اليمنيين على بعضهم».

في حين علّق الكاتب والباحث السياسي «مهنا الحبيل» على تغريدات «خلفان» قائلًا: «تصريح ضاحي خلفان بدعم إعلان الجنوب مستقلا في أوج إعداد المملكة وحكومة الشرعية لمعركة صنعاء عمل أمني خطير ضد استراتيجبة الحرب يخدم إيران اليمن».

ورأى أن مثل هذه التصريحات ما هيّ إلا مزايدة تضر اليمن وأهله الذين لهم كل الحق في اتخاذ مصيرهم بعدما تُحسم المعركة: «أبناء الجنوب لهم كامل الحق لطرح رؤيتهم وقد فصلناه بمقالات عديدة لكن في سياق سياسي بعد المعركة اما المزايدون فيضربون الميدان ويخسر كل اليمن».

وقال «صلاح بن عمر» إن هذا الانفصال سيكون نذير شؤم على اليمن، مبررًا قوله بأن الذي دعا إليه يؤيد خصمًا من خصوم الشعوب العربية الباحثة عن الكرامة: «ضاحي خلفان يتمنى ضم دولة عدن ودولة حضرموت إلى مجلس التعاون! يكفي للإنفصال في اليمن شؤما أن يؤيده ويدفع له خصوم الشعوب العربية وكرامتها»

أما الباحث والمؤرخ «د. حسين اليافعي» فعقّب قائلًا «ضاحي_خلفان نظر إلى الجنوب نظره التاجر الجشع فاختار دوله حضرموت النفط ودوله عدن الموانئ ولم ينظر إلى يافع والضالع وفيها ثروه الإبطال الرجال»

ليرد عليه «خلفان» وينفي طمعه في ثروات المحافظتين قائلا «اتضح لي من المغردين المعترضين على حبي لعدن انهم يتهموننا بالطمع في دخولات عدن المالية. .الله يغربلكم تفكيركم تفكير لصوص. .كفوفنا بيضاء!!».

فيما اعتبر البعض الوثيقة تجارة بمساحة شاسعة من الوطن بطريقة مستفزة، ورأى البعض الآخر أنّ السعودية أولى بحضرموت من اليمن وتتمتع بعلاقة جيدة معها، ولا مانع من ذلك إذا كان الأمر يتعلق بتحقيق تنمية في المحافظة.

حيث علق الناشط السياسي «محمد اليزيدي» على ما قاله هؤلاء المشائخ في وثيقة المطالبة بانضام حضرموت للسعودية قائلًا إن «فضل المملكة على اليمن لا يُنكره إلا جاحد، أمّا كون حضرموت كانت تابعة للمملكة فهذا تزييف للتاريخ».

وغرد عضو مجلس إدارة مجلس الغرف السعودية وغرفة جدة، د.«عبدالله بن محفوظ»، وهو من أصول حضرمية، مؤيدًا هذا المطلب؛ حيث قال: «أبارك لـ شيوخ الربع الخالي طلب انظمام حضرموت تحت حكم السعودية وبحكم من 80 عام ونحن جزء من نسيجها الاجتماعي»، مضيفا «ومن المؤكد أن كافة شيوخ وداي دوعن حضرموت سوف تدعم هذا المطلب الديني والاجتماعي ولا يهمنا الرأي الدولي ولن ننتظر لنصبح سوريا أو العراق».

وفي حديث لصحيفة «العربي الجديد»، قال الناشط السياسي «أشرف العوبثاني» إنّه تفاجأ بهذه الوثيقة أو المعاهدة الموقعة من قبل مشايخ حضرموت من دون الرجوع إلى كافة الشعب الذي يملك حق القرار.

وأشار «العوبثاني» إلى أنّ الوثيقة اقتصرت على فئة معيّنة، هي «القبيلة»، وتركت الأطراف السياسية الأخرى. لذلك؛ هي تفتقد إلى الإجماع وتبدو «عقيمة»، ولا تمثّل كامل شعب حضرموت. ولفت النظر إلى أن «بعض مفردات الوثيقة حملت الكره والحقد تجاه إخواننا العلويين المتصوفين الذين نكنّ لهم في حضرموت كل معاني الاحترام ولم نر منهم تعاونًا مع الحوثيين».

 ووفقًا لـ«العوبثاني»، فإنّ الوثيقة تهدف إلى توسيع الانشقاق بين أبناء حضرموت.

لكنه عاد وتوقع أن يكون طلب هؤلاء المشايخ جاء ضمن إطار طلب المساعدة في مواجهة المدّ الحوثي في المنطقة ومشاركة التحالف في ذلك.

وإلى هذه اللحظة، لم تعلق الحكومة الشرعية برئاسة «بحاح»، المقيمة في الرياض، على صحة هذه الوثائق  أو إبداء رأيها في انضمام محافظة حضرموت إلى المملكة العربية السعودية.