وصل قائد الجيش الباكستاني، الجنرال "قمر جاويد باجواه"، اليوم الإثنين، إلى السعودية في زيارة تهدف لتخفيف حدة خلاف (له تبعات مالية) بين البلدين بشأن السياسات المتعلقة بمنطقة كشمير المتنازع عليها.
جاء ذلك حسبما أفادت سفارة باكستان في الرياض، دون تحديد موعد محدد للوصول، وفق موقع "فرانس24".
وعلى أثر ذلك الخلاف، طالبت الرياض إسلام آباد، بسداد مبكر لقرض قيمته 3 مليارات دولار كانت منحته للأخيرة عام 2018؛ لمساعدتها في تجاوز أزمة ميزان المدفوعات.
وقال مصدر عسكري إن رئيس المخابرات الداخلية الباكستانية الجنرال "فائز حميد" يرافق "باجواه".
ونقلت وكالة "رويترز"، عن متحدث باسم الجيش الباكستاني قوله إن زيارة "باجواه" "تركز بالأساس على المسائل العسكرية".
غير أن مسؤولين في الجيش والحكومة في باكستان قالوا إن "باجواه" سيعمل جاهدا على تهدئة الموقف الذي قد يؤدي، إن لم يتغير، إلى الإضرار كثيرا بالاحتياطات الأجنبية للبنك المركزي الباكستاني.
ومنحت السعودية حليفتها التقليدية باكستان قرضا قيمته 3 مليارات دولار وتسهيلات ائتمانية لشراء النفط بقيمة 3.2 مليار دولار لمساعدتها على تجاوز أزمة ميزان المدفوعات أواخر عام 2018.
وبدافع الاستياء من مطالبات باكستانية للرياض بعقد اجتماع رفيع المستوى لإلقاء الضوء على الانتهاكات الهندية في إقليم كشمير المتنازع عليه، أجبرت السعودية باكستان على رد مليار دولار قبل حلول الموعد وتطلب استرداد مليار آخر من القرض.
وقال مسؤول عسكري باكستاني كبير: "أعتقد أن الهدف هو إقناعهم بعدم وجود تحول في السياسة الخارجية".
ولم تعقد منظمة التعاون الإسلامي التي تقودها السعودية سوى اجتماعات على مستويات منخفضة بشأن كشمير على الرغم من مطالب إسلام آباد.
ويقول المحللون إن السعودية لا تريد المخاطرة بمصالحها التجارية في الهند من أجل دعم باكستان في مسألة كشمير.
وأضافوا أن الرياض قد يكون لها تحفظات كذلك على احتمال انضمام إيران إلى الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وقال وزير الخارجية الباكستاني، "شاه مسعود قرشي"، الأسبوع الماضي، إنه إذا لم تعقد السعودية اجتماعا بشأن كشمير فإن باكستان قد تدعو لاجتماع للدول الإسلامية التي تدعم موقفها من القضية.
وانسحبت إسلام آباد العام الماضي من منتدى للدول الإسلامية في اللحظة الأخيرة بناء على إصرار الرياض التي اعتبرت الاجتماع محاولة لتحدي زعامتها لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأبدى "حافظ طاهر أشرفي"، رجل الدين الباكستاني البارز الذي ذهب إلى الرياض قبل زيارة قائد الجيش، تفاؤله، قائلا: إن العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، وولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" لهما تاريخ طويل من العلاقات الطيبة مع باكستان.
وقال "أشرفي": "لا أعتقد أن الأمور وصلت إلى مستوى الخلاف الشديد".