خبراء: السعودية تخلت عن دبلوماسية دفتر الشيكات مع باكستان ولبنان

الأربعاء 2 سبتمبر 2020 02:55 م

اعتبر خبراء بالشأن السعودي، أن المملكة تخلت عن دبلوماسيتها التاريخية الشهيرة، المعروفة بـ"دفتر الشيكات"، التي تتمثل في منح دولارات البترول مقابل النفوذ، لأنها لم تحقق سوى القليل من المكاسب الملموسة.

فعلى مدى عقود، قدمت المملكة الغنية المليارات من المساعدات إلى حلفائها وأعداء أعدائها في محاولة لتعزيز مكانتها كقوة عربية وزعيمة للعالم الإسلامي، لكنها بات تعيد التفكير في تحالفاتها القديمة، خاصة في الوقت الذي أدى انخفاض الطلب إلى استنفاد عائدات النفط.

وبعدما ساهمت المملكة بالمليارات في إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية، أعربت عن إحباطها من فشلها في كبح جماح "حزب الله"، وكتب كاتب العمود السعودي "خالد السليمان" مؤخرًا لصحيفة "عكاظ" المقربة للحكومة: "السعودية لن تستمر في دفع فواتير حزب الله، وعلى اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه بلدهم".

وخلال الأسابيع الماضية، عبرت الرياض عن إحباطها من باكستان بعد إعلان الأخيرة اللجوء إلى المنظمات والدول الإسلامية الأخرى مثل تركيا (خصم الرياض) لاتخاذ موقف حازم في قضية إقليم كشيمر المتنازع عليه مع الهند، وهو ما اعتبرته الرياض تهديدا مقلقا.

وإزاء ذلك، صرح مصدر دبلوماسي أن السعودية سحبت مؤخرا مليار دولار من قرض بقيمة 3 مليارات دولار من باكستان التي تعاني من ضائقة مالية، ولم يتم تجديد تسهيل ائتماني نفطي منتهي الصلاحية لإسلام أباد بمليارات الدولارات، وفقا لما نقلته وكالة "فرانس برس".

وكتب المحلل السعودي "علي الشهابي" عبر "تويتر": "لدى النخب الباكستانية عادة سيئة في أخذ الدعم السعودي كأمر مسلم به، بالنظر إلى ما فعلته السعودية لباكستان على مدى عقود"، مضيفا: "حسنًا، انتهت الحفلة، وتحتاج باكستان لتقديم قيمة لهذه العلاقة، لم تعد وجبة غداء مجانية أو شارعًا ذا اتجاه واحد".

وفي الاتجاه ذاته، قال الأمير السعودي "طلال بن محمد الفيصل" إن علاقات الرياض مع باكستان كانت تاريخياً "دافئة للغاية"، لكن العلاقة كانت غير متوازنة، وكتب عبر "تويتر": "لقد أفادت جانبًا واحدًا. هذا الجانب هو باكستان".

وزاد من إحباط الرياض من دبلوماسية "دفتر الشيكات" رفض باكستان ومصر، بعدما تلقتا مساعدات بمليارات الدولارات، الدعوة للمشاركة في الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين المرتبطين بإيران.

ومما زاد من إثارة الذعر في الرياض، تسجيل صوتي تم تسريبه عام 2015، أظهر الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" وهو يسخر من القوى الخليجية بما في ذلك السعودية، قائلاً: "الفلوس عندهم زي الرز".

وردد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الفكرة ذاتها في 2018 عندما استضاف ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في المكتب البيضاوي، وعلق رسمًا بيانيًا يُدرج مبيعات معدات عسكرية بمليارات الدولارات للرياض.

وفي هذا الإطار، ترى الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "ياسمين فاروق" أن التأثير الاقتصادي المزدوج لفيروس "كورونا" وانخفاض أسعار النفط، قد يدفع السعودية إلى إعادة هيكلة وترشيد مساعداتها باتجاه إنهاء مفهوم كونها "ماكينة صراف آلي"، وفقا لما نقله موقع قناة الحرة الأمريكية.

وأكدت "فاروق" أن السعوديين مستاءون بشكل متزايد من الحلفاء "الجاحدين"، مشيرة إلى أن الدول التي استفادت تقليديا من الهبات السعودية، تم تجميد مساعداتها أو خفضها أو قطعها.

وأشارت إلى أن الرياض تكافح من أجل كسب الاحترام مع تقديم الكثير من علاقاتها الدبلوماسية الحالية إلى المعاملات التجارية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

كارنيغي دونالد ترامب

لهذا السبب تدخل الجيش الباكستاني لإدارة التوترات مع السعودية

مصالح متباينة.. هل انتهى شهر العسل الطويل بين السعودية وباكستان؟

خلال اتصال هاتفي مع ماكرون.. بن سلمان يرفض مساعدة لبنان

السفير السعودي لدى بيروت: لن نتخلى عن الشعب اللبناني وسنبقى داعمين له

جنبلاط يعتذر عن الإساءة للسعودية والكويت والإمارات

سفير السعودية بباكستان يكشف تطورات جديدة بقضية مقتل القحطاني في إيران