حرب إيران.. هل تجهز الإدارة الأمريكية لتفجير مفاجأة قبل الانتخابات؟

الأحد 20 سبتمبر 2020 02:26 م

مع بقاء أقل من 7 أسابيع على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يبدو أن الفصيل المتحالف مع وزير الخارجية "مايك بومبيو" داخل إدارة "ترامب" يمهد الطريق لمفاجأة في أكتوبر/تشرين الأول، وهي مواجهة مع إيران سيتم الترويج لها على أنها قانونية وتأتي من باب الدفاع عن النفس. 

وأعلنت الولايات المتحدة، الأحد، بشكل أحادي، إعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وفق آلية "سناب باك"، مهددة كافة الدول التي ستحاول خرق تلك العقوبات.

وقال "بومبيو" إن العقوبات الأممية ضد إيران دخلت حيز التنفيذ مرة أخرى.

وباستثناء جمهورية الدومينيكان، أكد مجلس الأمن بأكمله أن الولايات المتحدة ليس لديها صفة لاستخدام آلية "سناب باك" الواردة في الاتفاق النووي الإيراني؛ لأن الولايات المتحدة لم تعد طرفا في الاتفاقية.

ويستلزم تنفيذ القرار الأمريكي قيام السفن الحربية الأمريكية بمهاجمة ومصادرة سفن الشحن الإيرانية في المياه الدولية، وكذلك السفن غير الإيرانية المشتبه في نقلها بضائع إيرانية.

وسوف يخرج "بومبيو" ليؤكد أن هذه الإجراءات ليست قانونية فحسب، بل ضرورية أيضا لدعم القرارات الأممية، وهو الأمر الذي يفتقد لأدنى درجات المصداقية.

وسيرفض الغالبية العظمى من المجتمع الدولي، وكذلك الدول الأخرى في مجلس الأمن التابع، فكرة أن تتصرف الولايات المتحدة نيابة عن المجلس، وسوف تعتبر سلوك الولايات المتحدة بمثابة عمل عدواني غير قانوني.

لكن هذا لن يوقف "بومبيو". وقد استولت الولايات المتحدة بالفعل على 4 ناقلات نفط، يُزعم أنها تحمل نفطا إيرانيا من الخليج العربي إلى كاراكاس. وقد أطلق على ذلك "جوليان لي"، من وكالة "بلومبرج"، مصطلح "القرصنة التي ترعاها الدولة".

ومع ذلك، تم الاستيلاء على هذه السفن في المحيط الأطلسي وبحر العرب، من أجل تقليل مخاطر الاشتباك العسكري.

وإذا بدأت إدارة "ترامب" في استهداف السفن الإيرانية في الخليج العربي أو بالقرب من مضيق هرمز، فلن يكون خطر المواجهة مع القوات البحرية الإيرانية ضئيلا.

وحتى إذا قررت الولايات المتحدة، بتوجيه من "بومبيو"، البقاء بعيدا عن المياه القريبة من إيران، فقد تستمر طهران في الرد على السفن الأمريكية أو تلك التابعة لحلفائها في الخليج العربي.

وإذا ردت إيران على الإجراءات الأمريكية، فسيحصل "بومبيو" على فرصة لتفجير مفاجأة أكتوبر/تشرين الأول التي ينشدها. وسوف يتم الترويج لتصرفات إيران على أنها عمل عدواني يتطلب ردا حازما وحاسما. وسيقول "بومبيو" إن تصعيد إدارة "ترامب" الذي سبق الرد الإيراني كان إنفاذا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفجأة، قبل أقل من 6 أسابيع من انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الحاسمة، ستكون الولايات المتحدة في حرب جديدة. ولا يمكن أن يكون التوقيت أكثر ملاءمة.

وبالطبع، يعد الذهاب إلى حرب خطوة سياسية محفوفة بالمخاطر. فبالرغم أن الجمهور يميل إلى الالتفاف حول الرئيس الحالي في بداية الحرب، إلا أن تأثير ذلك قد يكون قصير المدى إذا ظهرت أسئلة حول الضرورات الدفاعية لهذه الحرب. فكلما زاد النظر إلى إيران على أنها المعتدي، زاد عدد الأشخاص الذين يلتفون حول "ترامب"، وكلما زاد استفادته الانتخابية.

ويبدو أنه جرى تهيئة الرأي العام الأمريكي بالفعل أن إيران هي المعتدي الذي يجب مقاومته. وربما كان هذا هو القصد من التسريب الغريب حول مؤامرة إيرانية مزعومة لاغتيال السفير الأمريكي في جنوب أفريقيا ردا على اغتيال "ترامب" للجنرال "قاسم سليماني" في وقت سابق من هذا العام.

ونشرت "بوليتيكو" نبأ هذه المؤامرة المزعومة، التي ورد أن الاستخبارات الأمريكية قد توصلت إليها. لكن القصة قوبلت بشكوك كبيرة، ويرجع ذلك أساسا إلى افتقار إدارة "ترامب" للمصداقية، والتوقيت الغريب للتقرير.

وفي الواقع، بالرغم أن إيران لديها تاريخ من الاغتيالات على أرض أجنبية، إلا أن جوانب القصة لم تكن منطقية.

على سبيل المثال، فكرة أن سيدة أعمال غير معروفة إلى حد كبير تحولت إلى سفيرة ستكون الهدف المناسب للانتقام لجنرال إيران الأول هي فكرة غير مقنعة.

كما يبدو من غير المحتمل أن يتم تنفيذ ذلك في جنوب أفريقيا، الدولة التي تتمتع بعلاقات حميمة مع إيران، والتي تحتاج إيران إلى دعمها السياسي.

لكن ربما الأهم من ذلك، أن سلوك إدارة "ترامب" نفسه يثير كل الشك. فقدأعلنت شرطة جنوب أفريقيا في اليوم التالي لتقرير "بوليتيكو" أنها علمت بالمؤامرة المزعومة في نفس اليوم، ما يعني أن إدارة "ترامب" تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن سفيرها كان موضوع مؤامرة اغتيال، وبدلا من أن تقوم الإدارة بإخطار شرطة جنوب أفريقيا على الفور لضمان سلامتها وحمايتها، سرب مسؤولو "ترامب" المؤامرة المزعومة إلى وسائل الإعلام.

ثانيا، غرد "ترامب" عن القصة بعد 24 ساعة من تسريبها، في صورة تهديد صارم ضد إيران. ولكن بدلا من الإشارة إلى الاستخبارات الأمريكية فيما يتعلق بالمؤامرة، استشهد بتقارير صحفية، ما يشير إلى أنه ربما سمع عن القصة من خلال وسائل الإعلام وليس من خلال إحاطته استخباراتيا.

وإذا كان الأمر كذلك، فقد يشير ذلك إلى عدم وجود معلومات استخبارية، أو ربما بشكل أكثر منطقية، لم يتم فحص المعلومات الاستخباراتية ولم يتم اعتبارها موثوقة.

وسواء كانت موثوقة أم لا، فإن تسريب المؤامرة المزعومة يؤمن الترويج لفكرة العدوان الإيراني الوشيك ضد الولايات المتحدة. وهو ما يهيئ للجمهور الأمريكي الحاجة إلى "الرد"، ويمهد الطريق لمفاجأة أكتوبر/تشرين الأول التي يحضر لها "بومبيو".

المصدر | تريتا بارسي - ريسبونسيبل ستيت كرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المواجهة الأمريكية الإيرانية الانتخابات الرئاسية الأمريكية مايك بومبيو

رسميا.. أمريكا تعلن إعادة جميع العقوبات الأممية على إيران وتهدد المخالفين

لعبة الانتظار.. استراتيجية إيران لمواجهة التصعيد الأمريكي

هكذا تؤثر الانتخابات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية