اندلعت مواجهات عنيفة بين متظاهرين مصريين وقوات الشرطة، ليل الأربعاء، في قرية العوامية بمحافظة الأقصر، جنوبي البلاد، بعد مقتل شاب من القرية على يد ضابط بقطاع الأمن الوطني، حينما حاول الضحية الاعتراض على اعتقال شقيقه بتهمة المشاركة في التظاهرات التي شهدتها قرى مصرية، على مدار الأيام الماضية، والتي نادت برحيل الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

وعلى "تويتر"، دشن ناشطون مصريون وعرب وسوما للتضامن مع أهالي القرية التي تحولت، حتى الساعات الأولى من صباح الخميس، إلى ساحة حرب بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي حاولت تفريقهم بالرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز.

واحتل وسما "#الشرطه_في_خدمه_الكلب"، و "#الداخليه_بلطجيه"، قمة التداولات في "تويتر" بمصر وعدة دول عربية، حتى كتابة تلك السطور، فجر الخميس.

وقال شهود عيان إن الأحداث بدأت عندما اقتحمت قوات الداخلية القرية، مساء الأربعاء، وبدأت بشن حملات اعتقال بحق عدد من شبابها ورجالها، عقابا لهم على خروج مظاهرات معارضة لـ"السيسي" بالقرية، قبل أيام.

وأضافوا أن أحد الشبان، ويدعى "عويس الراوي"، اعترض على محاولة الداخلية اعتقال شقيقه بشكل مهين، فأطلق ضابط بقطاع الأمن الوطني النار عليه ليرديه قتيلا، ما أشعل الأمور.

وأكد الشهود أن الداخلية هاجمت رجال القرية خلال تشييعهم جنازىة "الراوي"، فتفاقم الوضع بعد إقدام شباب القرية على الاشتباك مع الشرطة، التي ردت بإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم، إضافة إلى التصويب عليهم بطلقات الخرطوش وقنابل الغاز.

وتسبب استخدام الشرطة المكثف لقنابل الغاز والخرطوش في اشتعال النيران ببعض منازل القرية، وفق ما أوضحته مقاطع فيديو.

وخرجت، خلال الأيام الماضية، تظاهرات غاضبة في عدد من القرى بمصر، لاسيما بمحافظة الجيزة والقليوبية والقاهرة وعدد من محافظات الصعيد، طالبت برحيل الرئيس المصري، ومبدية اعتراضها على استمرار إصداره قرارات تسببت في إفقار المصريين والضغط عليهم معيشيا واقتصاديا بكل السبل، قبل شروعه في فرض مبالغ باهظة على بيوت المواطنين، مقابل التصالح معهم، بزعم كونها بنيت دون تراخيص، والبدء في هدم بعضها.

ودعا المقاول والفنان المصري المعارض "محمد علي" إلى استمرار التظاهرات ضد "السيسي"، ونادى بتوسيع دائرة التظاهر، الجمعة المقبل 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تحت شعار "جمعة النصر".