رفض خجول.. مجلة فرنسية ترصد تحول موقف قيس سعيد من التطبيع

الاثنين 5 أكتوبر 2020 11:48 ص

كشفت مجلة فرنسية أن هناك تحولا لافتا في موقف الرئيس التونسي "قيس سعيد" من مسألة التطبيع مع دولة الاحتلال.

وأوضحت مجلة "جون أفريك" أن موقف "سعيد" حاليا يمكن أن يطلق عليه "الرفض الخجول" للتطبيع، بعد أن كان يصفه بـ"الخيانة العظمى".

وأشارت المجلة إلى موقف "سعيد" إبان حملته الانتخابية وفي الأشهر الأولى من توليه الرئاسة قبل سنة حيث كان رافضا بشدة للتطبيع، وصولا إلى التحوّل الذي طبع موقفه مع بدء بعض الدول العربية كسر الحاجز مع إسرائيل.

ورصدت المجلة موقف الرأي العام التونسي منتصف أغسطس/آب الماضي حين تمت إضاءة مبنى في مدينة تل أبيب بألوان علم الإمارات للاحتفال بتوقيع "اتفاق سلام"، حيث كان هذا الأمر مرفوضا بشدة.

وأوضحت أنه على مدار أيام تم استنكار التطبيع مع إسرائيل من قبل بعض الأحزاب السياسية في تونس، وأخيرا في البرلمان الذي اعتبر هذا الإعلان "انتهاكا لحقوق الشعب الفلسطيني".

وبعد شهر طرح الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر المنظمات النقابيّة، فكرة قانون يجرم إقامة علاقات مع دولة الاحتلال، مذكرا بأنه في عام 2012 تم رفض مشروع مادة في الاتجاه ذاته من قبل غالبية النواب المسؤولين عن وضع دستور تونسي جديد، وفق "إرم نيوز".

وأضاف: "في مواجهة هذا الاضطراب كان رد فعل الرئيس قيس سعيد طال انتظاره، إذ إن الرجل يدافع بشدة عن القضية الفلسطينية، فقد جعلها نقطة مركزية خلال حملته الانتخابية عام 2019، ولكنه -أيضا- موضوع متكرر إلى حد ما في خطاباته في أقل من عام من توليه الرئاسة".

وأكمل: "لكن في الأيام التي أعقبت إعلان الـ13 من أغسطس/آب (بين إسرائيل والإمارات) التزم هو ووزارة الخارجية الصمت، وبقي سعيد غامضا وحذرا".

وبعد ذلك، استقبل "سعيد" السفير الفلسطيني "هائل الفاهوم" في قصر قرطاج وكرر دعمه للفلسطينيين لكنه حرص على عدم إدانة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي وقال: "نحن لا نتدخل في خيارات الدول الأخرى، إنه عملهم الخاص أمام شعوبهم".

ووفق المجلة، كانت هذه الكلمات بعيدة كل البعد عن تلك التي سُمِعت خلال 99 يوما من توليه الحكم حين صرّح في القناة التلفزيونية الرسمية (الوطنية الأولى) بأنّ "تطبيع العلاقات مع إسرائيل مظلمة القرن وخيانة عظمى".

وقال المحلل السياسي "يوسف الشريف" لـ"جون أفريك" إنّه "في البداية ربما أراد تغيير الأمور والأوضاع، لكن بعد عام من انتخابه بدأ سعيد يتعوّد تدريجيا على دوره كرئيس للجمهورية"، وفق تعبيره.

وأضاف: "لقد فهم أنه من الأفضل التمسك بالدبلوماسية التقليدية، ربما لذلك اختار وزير خارجية ينتمي إلى تلك المدرسة".

وقد بدأ وزير الخارجية في الحكومة التونسية "عثمان الجرندي"، المعين حديثا في 2 سبتمبر/أيلول الماضي، حياته المهنية كدبلوماسي في عهد الرئيس التونسي الأول "الحبيب بورقيبة"، كما أن لديه العديد من المستشارين غير الرسميين الذين هم سفراء سابقون من زمن الرئيس الراحل "زين العابدين بن علي"، والرجل يجسد إلى حد ما الخط الدبلوماسي التونسي التقليدي؛ الذي لا تتورط بموجبه تونس في النزاعات الخارجية، وفق المجلة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قيس سعيد اتفاق التطبيع اتفاق التطبيع الإماراتي اتفاق التطبيع البحريني

سعيد عن التطبيع: الحق الفلسطيني لن يضيع مادام هنالك أحرار

مستشار نتنياهو يسخر من قيس سعيد.. وردود تونسية غاضبة