فايننشال تايمز: هل يفقد اقتصاد عمان مكانته كسويسرا الشرق؟ 

الاثنين 19 أكتوبر 2020 06:19 م

حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" من أن الأزمة الاقتصادية التي تواجه سلطنة عمان قد تجبرها على طلب العون من جيرانها، وهو ما قد ينتهي إلى تخليها عن حيادها، وفقدانها لقب سويسرا الشرق الأوسط في خضم أزمات فيروس "كورونا"، وتراجع أسعار النفط.

وعلى مدار عقود، تمسكت السلطنة المحاطة بالسعودية وإيران بحيادها، ما جعلها سويسرا الشرق الأوسط.

لكن سياسة الحياد العماني وقدرة مسقط على رسم مسارها الخاص في خضم النزاعات وصراع السلطة في المنطقة تواجه عقبات وتحديات مهمة، خاصة بسبب المعاناة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب انتشار فيروس "كورونا" وتراجع أسعار النفط.

وقال مراسل صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في دبي "سايمون كير" إن النقد الدولي يتوقع انكماشا اقتصاديا بنسبة 10% لهذا العام وهي نسبة حادة أكثر من معدل الشرق الأوسط.

ويرى "كير" أن الأزمة هي بمثابة تعميد بالنار للسلطان الجديد "هيثم بن طارق آل سعيد" الذي خلف قابوس "بن سعيد آل سعيد" في يناير/كانون الثاني الماضي بعد وفاة الزعيم الذي شكل عمان الحديثة أثناء نصف قرن من توليه عرش السلطنة.

وبينما يحاول السلطان الجديد (البالغ من العمر 65 عاما) مكافحة العجز المتضخم بالميزانية، فإنه يواجه معضلة تتمثل فيما إن كان سيطلب مساعدة من جيرانه الأثرياء أو يحاول الحفاظ على استقرار الميزانية بطرق أخرى بدون التأثير على الاستقرار الاجتماعي.

وفي حالة اللجوء إلى الجيران، فإن السلطنة ستجد نفسها وسط النزاع السام الذي وضع السعودية والإمارات ضد قطر بشكل يضعف من قدرتها على لعب دور الوسيط الإقليمي.

يعلق "سفاكيناكس"، الباحث في جامعة كامبريدج، على ذلك بالقول إنه "في ضوء الأعباء المالية فعلى عمان أن تلتفت إلى جيرانها للحصول على دعم مالي مباشر وغير مباشر".

واستدرك معترفا بأن "المأزق الحالي أن أخذ المال من الإمارات سيعرض حيادية عمان للخطر ويعني اصطفاف مسقط مع التحالف السعودي- الإماراتي، ونفس الأمر ينسحب على قطر" أي إذا التفت السلطان للدوحة طلبا للمساعدة.

الحياد العماني السابق سمح لها باستقلالية سياستها الخارجية، والحفاظ على علاقات جيدة مع السعودية وإيران، كما ساعدت قطر للتغلب على الحصار الذي قادته السعودية ضدها، ولعبت عمان دورا في المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن ملفها النووي، وقادت لاحقا إلى الاتفاقية التي وقعت عام 2015.

كما أنه لا ينبغي إغفال أن العلاقات الإماراتية - العمانية ظلت مشحونة، ليس فقط بسبب الكشف عن شبكة تجسس إماراتية في البلاط السلطاني قبل عقد تقريبا، بينما ترغب أبوظبي بتحسين العلاقات مع الحاكم الجديد الذي يحاول إدارة أكثر اقتصاديات دول الخليج الغنية بالنفط هشاشة.

وكشف مسؤول غربي أن هناك احتمالا في استثمار الإمارات في مشاريع عمانية بدلا من تقديم ودائع مالية، لكن هناك شكوكا واسعة بشأن نوايا الإمارات سواء من السكان والقيادة، وقد تتراجع عن قبول أي دعم مشروط يحرم عمان من استقلاليتها.

ويقول المصرفيون إن هناك محادثات حذرة مع قطر للحصول على دعم مالي، خاصة أن الدوحة راغبة برد الجميل لعمان ولما قدمته لها من دعم لوجيستي لهزيمة الحصار.

طرف آخر ممكن للمساعدة، وهو الصين، إذ يشير الأستاذ المساعد في جامعة زايد بأبوظبي،  "جوناثان فولتون" إلى أنه "في ضوء العلاقات الاقتصادية العميقة، يمكن أن تكون الصين فرصة جيدة، لكنه ومن المحتمل اعتراض الولايات المتحدة".

وأيا ما كان اختيار عمان الطرف لطلب المساعدة منه فستكون الأزمة الاقتصادية بمثابة امتحان للسلطان الجديد الذي ترك بصماته على البيروقراطية التي أعاد تشكيلها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سلطنة عمان سويسرا الشرق الشرق الأوسط سياسة الحياد اقتصاد عمان

هيثم بن طارق وسياسة الحياد العمانية.. إجماع عائلي بدوافع اقتصادية

عمان تدرس طلب دعم مالي من دول خليجية

سلطان عمان يقر خطة للتوازن المالي حتى 2024

كورونا.. تحديات جديدة تواجه الإصلاحات الاقتصادية في سلطنة عمان

سلطان عمان: ماضون على ثوابتنا في التعايش السلمي 

عمان.. تراجع الناتج المحلي 4.3% والعجز يرتفع إلى 76.2 مليار دولار

سلطنة عمان تطرح أذون خزانة حكومية جديدة بـ202 مليون دولار

عمان تبحث مع سويسرا سبل تعزيز التعاون الثنائي