أعلنت "باي بال" أن العملاء سيكونون قادرين على تخزين وإنفاق عملات "البيتكوين" وغيرها من العملات المشفرة من خلال منصتها عبر الإنترنت، مما تسبب في ارتفاع سعر "البيتكوين" إلى أعلى سعر له منذ يوليو/تموز 2019.

ووصلت العملة المشفرة الأكثر شهرة في العالم إلى 12 ألفا و800 دولار بعد إعلان الأربعاء، بزيادة أكثر من ألف دولار عن سعرها قبل يوم واحد فقط.

ويفتح دعم "باي بال" طريق العملات المشفرة لعملائها البالغ عددهم 346 مليون عميل في جميع أنحاء العالم، مما يسمح لهم بالتسوق عبرها مع 26 مليون تاجر على شبكة "باي بال".

تجعل هذه الخدمة الجديدة "باي بال" واحدة من أكبر الشركات الأمريكية التي توفر للمستهلكين قدرة الوصول إلى العملات المشفرة، مما قد يساعد "البيتكوين" والعملات المشفرة المنافسة على اكتساب اعتماد أوسع كطرق دفع قابلة للتطبيق.

وقال "دان شولمان"، الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، إن الخدمة ستشجع الاستخدام العالمي للعملات الافتراضية وتجهز شبكتها للعملات الرقمية الجديدة التي قد تطورها البنوك المركزية والشركات.

وأضاف: "نحن نعمل مع البنوك المركزية ونفكر في جميع أشكال العملات الرقمية وكيف يمكن أن تلعب باي بال دورًا".

وقالت الشركة إن أصحاب الحسابات في الولايات المتحدة سيكونون قادرين على شراء وبيع والاحتفاظ بالعملات المشفرة في محافظهم على "باي بال" خلال الأسابيع المقبلة.

وتخطط "باي بال" لتوسيع الخدمة لتشمل تطبيق الدفع الخاص بها "Venmo" وبعض البلدان الأخرى في النصف الأول من عام 2021.

وقالت الشركة إن القدرة على إجراء المدفوعات بالعملات المشفرة سيكون متاحًا اعتبارًا من أوائل العام المقبل.

تسمح شركات تكنولوجيا مالية أخرى للمستخدمين بشراء وبيع العملات المشفرة، لكن إطلاق "باي بال" جدير بالملاحظة نظرًا لحجمها، فهي تمتلك 346 مليون حساب نشط في جميع أنحاء العالم وعالجت مدفوعات بقيمة 222 مليار دولار في الربع الثاني.

وارتفعت أسهم "باي بال" بنسبة 4% بعد الإعلان، لتصل إلى أفضل يوم لها منذ شهر، كما بلغت عملة "بيتكوين" أعلى مستوياتها منذ يوليو/تموز 2019.

وقال مراقبو سوق العملات المشفرة إن حجم "باي بال" يعني أن هذه الخطوة ستكون إضافة لأسعار "البيتكوين".

وكافحت عملة "البيتكوين" والعملات الافتراضية الأخرى لترسخ نفسها كطرق دفع مستخدمة على نطاق واسع، على الرغم من وجودها لأكثر من عقد من الزمان.

ومع أن تقلبات العملات المشفرة جذابة للمضاربين، إلا أنها تشكل مخاطر للتجار والمتسوقين، كما إن المعاملات أيضا أبطأ وأكثر تكلفة من أنظمة الدفع السائدة الأخرى.

ولكن، تعتقد "باي بال" أن نظامها الجديد سيعالج هذه المشكلات حيث سيتم تسوية المدفوعات باستخدام العملات التقليدية، مثل الدولار الأمريكي.

هذا يعني أن "باي بال" ستتولى إدارة مخاطر تقلبات الأسعار وسيتلقى التجار مدفوعات بعملات افتراضية، وقال "شولمان": "نحن نقوم بذلك بطريقة مختلفة تمامًا للتأكد من أننا نقدم أقصى قدر من الأمان لتجارنا".

وتأتي خدمة "باي بال" في الوقت الذي أعلنت فيه بعض البنوك المركزية عن خطط لتطوير إصدارات رقمية من عملاتها، في أعقاب مشروع العملة المشفرة "ليبرا" بقيادة "فيسبوك" في عام 2019، والذي قوبل بضغط شديد من الحكومات.

وكانت "باي بال" من بين الأعضاء المؤسسين لهذا المشروع لكنها انسحبت بعد بضعة أشهر.

وقال "نايجل جرين"، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المالية "مجموعة فير": "إن القرار الذي اتخذته إحدى أكبر شركات الدفع في العالم بالسماح للعملاء بشراء بيتكوين وبيعها والاحتفاظ بها هو مثال آخر يكشف أن الساخرين من بيتكوين والمنكرين لها على الجانب الخطأ من التاريخ. لنكن واضحين: هذه خطوة رئيسية إلى الأمام نحو التبني الجماعي للعملات الرقمية."