بالتزامن مع احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف، تظل نكهة الاحتفال في مصر مختلفة، حث يرتبط المولد النبوي بطقوس لا توجد إلا هناك، أبرزها صناعة وشراء حلوى المولد، التي تتكون من أصناف مختلفة، ويقبل عليها المصريون في تلك المناسبة بشكل كبير.
وبتلك المناسبة، تداولت وسائل إعلام وناشطون مصريون إحصاء غريبا صدر، قبل سنوات، عن الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، مفاده أن مصر تحتفل سنويا بـ 2850 مولدا لشخصيات صوفية ودينية للمسلمين والمسيحيين، لتحتل بذلك صدارة الدول التي تقيم "الموالد الشعبية".
ويرتبط بالموالد عادات وطقوس غريبة جعلت لها طابعا خاصا في مصر، وترتكز على تقديس أشخاص، لاعتقادهم أنهم يمتلكون كرامات، تستمر حتى بعد وفاتهم، وأنهم يمكن أن يغيروا الأوضاع للأحياء مثل شفاء الأمراض وحل المشكلات وإزاحة الهموم.
ويتجمع المصريون في تلك الموالد بجوار الأضرحة أو المساجد التي يعتقدون أن من يحتفلون بمولدهم مدفونين بها، حيث يقيمون "حفلات ذكر جماعي" وينشدون الأشعار الصوفية، ويوزعون الطعام والشراب بسخاء، إكراما لمريديهم.
وسواء كان المولد مسيحيا أو إسلاميا فهناك طقوس شبه ثابتة في الاحتفالات، أشهرها حلقات الذكر، الأغاني الشعبية والوفاء بالنذور، أو ترانيم الكهنة والشماسين في المواكب المسيحية، كما يعد المصريين أكلات خاصة، تحتوى غالبا أصناف من الحلويات، وتتفنن متاجر الحلوى في عرض أشكال مختلفة منها.