هل تستخدم تركيا جيشها للرد على التطورات العسكرية في إدلب؟

الجمعة 6 نوفمبر 2020 11:09 م

دائما ما تشير تركيا إلى استعدادها لاستخدام حلفائها لتأمين مصالحها في محافظة إدلب السورية، لكن تمركز قوات النظام السوري والقوات الروسية سيحد من احتمالية تدخل عسكري تركي أعمق.

وفي خطاب أمام المشرعين الأتراك في 28 أكتوبر/تشرين الأول، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن الهجوم الأخير على مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا في إدلب يعد دليلا على أن روسيا لم تكن مهتمة بالسلام، حيث انتهكت عمدا وقف إطلاق النار الهش بين أنقرة وموسكو الذي كان قد تم الاتفاق عليه في مارس/آذار.

وأعاد "أردوغان" التأكيد على السياسة التي تنتهجها حكومته في سوريا والتي تهدف إلى طرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني بعيدا عن الحدود التركية.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول، استهدفت غارات جوية روسية معسكرا في شمال غرب سوريا يديره "فيلق الشام"، أحد فصائل المعارضة الرئيسية المدعومة من تركيا، والذي ورد أنه أرسل قوات إلى أذربيجان للمساعدة في قتال القوات الأرمينية المتحالفة مع روسيا في نزاع ناغورني قرة باغ.

ولطالما استهدفت تركيا المسلحين الأكراد في سوريا في محاولة لإضعاف تمرد حزب العمال الكردستاني المستمر منذ عقود داخل تركيا نفسها. وتسعى تركيا أيضا إلى إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا في إدلب، حيث يمكنها الفصل بين الأكراد في سوريا والمسلحين الأكراد المتمركزين في تركيا.

وأدى انسحاب تركيا من المواقع العسكرية المصممة لتأمين موقعها في إدلب إلى تقويض مجال نفوذها في شمال سوريا.

ويعد الأمن أحد الركائز الأساسية لقوة حزب العدالة والتنمية، وعادة ما تحظى الحملات ضد حزب العمال الكردستاني بشعبية لدى الأتراك القوميين الذين يعتمد عليهم الحزب للحصول على الدعم.

ومن المرجح أن تستخدم تركيا حلفائها في المعارضة السورية للرد على الهجوم الأخير في إدلب، لكن المزيد من الاستفزازات من قبل القوات السورية والروسية قد تدفع تركيا في النهاية إلى استخدام جيشها.

وتحتفظ تركيا بشبكة من الوكلاء قادرة على مضايقة المواقع الروسية والسورية على طول الخطوط الأمامية، وقد تكون أنقرة على استعداد لدعم المزيد من الهجمات واسعة النطاق التي تضغط على وقف إطلاق النار مع موسكو.

ومع ذلك، فإن الاستياء الروسي من السلوك التركي في المسارح الأجنبية الأخرى، وبالتحديد في الصراع الأذربيجاني الأرمني، قد يشجع حلفاء موسكو في سوريا على تقويض وقف إطلاق النار بأنفسهم، مع حجم هجمات قد يعيد القوات التركية إلى مواجهة كبيرة أخرى في المحافظة.

وفي السابق، كانت قوات النظام السوري مقيدة برغبة موسكو في الحفاظ على وقف إطلاق النار مع تركيا في سوريا بعد مواجهة في مارس/آذار أدت إلى سلسلة من الاشتباكات المباشرة بين البلدين. ومع ذلك، تصاعد التوتر بين أنقرة وموسكو نتيجة الحرب الأرمينية الأذربيجانية والتي تدعم فيها تركيا وروسيا الأطراف المتحاربة.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إدلب وقف إطلاق النار ناغورني قرة باغ العلاقات التركية الروسية

مقتل وإصابة العشرات في قصف روسي للمعارضة بإدلب

تعثر مفاوضات أنقرة وموسكو وراء التصعيد الروسي في إدلب

رتل عسكري ضخم للجيش التركي يصل إلى إدلب السورية