قال رئيس وزراء أرمينيا "نيكول باشينيان"، إنه وقع الاتفاق الثلاثي لوقف إطلاق النار في قره باغ، بسبب عدم وجود قوات قادرة على خوض معارك في العمق، لتؤثر على الوضع، وخوفا من أسر 20 ألف مقاتل أرميني.
وجدد "باشينيان"، في خطاب إلى الشعب، الخميس، عبر الفيديو، تأكيده أنه وقع الاتفاق حول وقف الحرب في قره باغ "مضطرا لإنقاذ جيشه".
وأضاف: "لم تكن هناك، في العمق، قوات قادرة على خوض معارك لتؤثر حقًا على الوضع، وبالتالي، قد حان الوقت للقائد أن يعرض حياته للخطر، جسديًا وسياسيًا من أجل هؤلاء العسكريين".
وتابع: "لقد حان الوقت للوطن الأم أن يضحي من أجل العسكريين الذين لم يبخلوا بشيء في سبيل وطنهم والتوقيع على هذه الوثيقة لهذا الوعي".
وقال "باشينيان" في خطاب توجه به إلى مواطنيه: "لو لم أوقع الاتفاق على وقف الأعمال القتالية في قره باغ، لوقع أكثر من 20 ألف جندي أرمني في الأسر".
وأضاف: "الوثيقة الموقعة بشأن قره باغ، لا تعني حلا نهائيا للقضية.. في الوضع الحالي، كان قبول الشروط المقدمة هو السبيل الوحيد لتجنب خسارة أرتساخ (التسمية الأرمينية لقره باغ) بأكملها وآلاف الوفيات البشرية".
وتابع: "لقد اتخذت هذا القرار بعد أن أصر الجيش (الأرميني) في الواقع على اتخاذ مثل هذا القرار.. تتخيل الموقف عندما يقول لك الجيش توقف".
والإثنين، أعلن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق بعد حرب امتدت عدة أسابيع.
وينص إعلان وقف إطلاق النار على بقاء القوات الأرمينية والأذربيجانية في مواقعها الحالية، ونشر قوات حفظ سلام روسية على امتداد خط التماس في قره باغ والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وقره باغ.
وبناء على الاتفاق الثلاثي بدأت قوات حفظ السلام الروسية انتشارها على خطوط التماس في إقليم قره باغ، صباح الثلاثاء الماضي.
فيما أعلن الرئيس الأذربيجاني "إلهام علييف"، أن الاتفاق بمثابة نصر لبلاده، وأن الانتصارات التي حققها الجيش أجبرت "باشينيان" على قبول الاتفاق مكرها.
وبيّن "علييف"، أن الاتفاق ينص على استعادة أذربيجان السيطرة على 3 محافظات تحتلها أرمينيا، خلال فترة زمنية محددة، وهي كلبجار حتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأغدام حتى 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
بدوره، علق "باشينيان" على الاتفاق بقوله: "لم يكن لدي خيار إلا التوقيع، والقرار الذي اتخذته يستند إلى تقييم أشخاص على علم بالواقع العسكري على الأرض".
