روى اللاجئون الإثيوبيون الفارون من جحيم الحرب في إقليم تيجراي الإثيوبي أوضاعا مأساوية وقصصا وروايات مرعبة حول الأوضاع هناك، وذلك وسط تعتيم إعلامي رسمي ونفي حكومي لتلك الروايات بدعوى أنها مجرد أوهام غذتها البروباجندا التي روجتها تيجراي لشعبها على مدى عقود.
وقال لاجئون إثيوبيون عبروا الحدود باتجاه السودان إن غالبية القوات العاملة في منطقة تيجراي الإثيوبية هم من إريتريا، وإنهم اقتحموا قريتهم وأوسعوهم ضربا ووضعوا البنادق في أفواههم، وفقا لشهادتهم لـ"CNN".
وأضافوا أن من لديه الشجاعة الكافية ليتمالك نفسه ويهرب نجا من القتل، أما أولئك الذين شلهم الخوف فقد قتلوا بدم بارد.
وروى آخرون أن الجيش الإثيوبي بعد دخوله لقريتهم أخبرهم بأن المدنيين آمنون، لكنه خرج بعدها من القرية، ووصلت ميليشيات أمهرة وفانو التي تقاتل إلى جانب الحكومة المركزية، وقد ارتكبوا انتهاكات وحشية في القرية.
وقال أحد الفارين إن عناصر الميليشيات أطلقوا النار تجاهه، وإنه أصيب في قدمه وسقط وسط أكوام الجثث، وإن المسلحين تركوه ليموت، لولا أن عثر عليه لاجئون في طريقهم للحدود السودانية وأخذوه معهم.
امرأة إثيوبية تحمل رضيعها روت باكية كيف أنها اضطرت لوضع مولودها في أحد الحقول بعدما فرت من قريتها التي استولى عليها المسلحون الموالون للحكومة الإثيوبية.
وعرض بعض اللاجئين إصاباتهم بالطلقات النارية أو الفؤوس على أطرافهم وآثار التعذيب على ظهورهم.
وتقول روايات الفارين المتطابقة إنهم استهدفوا بسبب عرقهم وإن القوات الإريترية وميليشيا أمهرة العرقية هاجمتهم دون هوادة.
في المقابل تقول الحكومة الإثيوبية إن كل تلك الروايات هي عبارة عن مخاوف وأوهام متداولة بسبب روايات الخوف التي روجتها جبهة تحرير تيجراي لشعبها على مدى عقود.
ونفت الحكومة وجود أي ميليشيات بهذه الأسماء، لكنها اعترفت في تناقض مربك بأن ميليشيات أمهرة تساعد في تأمين بعض القرى والمناطق الحدودية دون الإشارة لمسؤوليتها عن أي انتهاكات.
وبينما لا يمكن التحقق من تلك الروايات من مصدر مستقل بسبب التعتيم الحكومي الرسمي، فإن قصص اللاجئين الفارين على الحدود الإثيوبية تطابقت في رسم أوضاع مأساوية للحرب هناك، بحسب فريق من "CNN" قضى على الحدود السودانية - الإثيوبية أيامًا في جمع شهادات من اللاجئين.
