قضت محكمة مصرية، السبت، بحبس 9 شرطيين، لمدة 3 سنوات، بعد إدانتهم بتعذيب مواطن حتى الموت، في حكم انتقده ناشطون وعدوه مخففا ولا يتناسب مع حجم الجرم.

ولقي "مجدي مكين"، وهو بائع أسماك، مصرعه، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، داخل مقر احتجاز شرطي وسط القاهرة.

وآنذاك، قالت أسرته إن عناصر شرطية أوقفته خلال تجواله بعربة لبيع الأسماك دون سبب واضح، وتم تعذيبه حتى الموت، خلال يوم واحد.

فيما قالت مصادر أمنية بقسم شرطة الأميرية، حيث لقي "مكين" حتفه، إن الأخير مات نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، بعد القبض عليه، وبحوزته أقراص مخدرة.

ونسبت النيابة للمتهمين، 3 اتهامات هي: تعذيب أفضى إلى الموت، والتزوير في محضر الواقعة، والإضرار العمدي بجهة عملهم "وزارة الداخلية"، وبمواجهتهم أنكر المتهمين في التحقيقات، اعتدائهم على "مكين" داخل قسم شرطة الأميرية عقب القبض عليه وزميليه.

وكشف تقرير الطب الشرعي عن تعرض "مكين" للتعذيب، وتساند مع أقوال زملاء "مكين" في التحقيقات، وأن سبب الوفاة الوقوف على ظهره؛ ما أحدث له صدمة عصبية في الوصلات العصبية بالنخاع الشوكي، نتج عنه حدوث جلطات في الرئتين، وتسببت في وفاته.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، أحالت النيابة 10 متهمين في القضية للمحاكمة، بينهم ضابط و9 أمناء شرطة (درجة أقل من ضابط)، ولاحقا جرى إطلاق سراحهم على ذمة القضية، قبل أن يصدر القضاء حكمه اليوم.

وقالت صحيفة "أخبار اليوم (حكومية)، إن محكمة جنايات القاهرة قضت، بالحبس 3 سنوات لـ9 شرطيين وبراءة آخر في قضية مقتل "مكين".

وأدانت المحكمة المتهمين، وهم ضابط يدعى "كريم مجدي" و8 أمناء شرطة، بتهم بينها "تعذيب أفضى إلى الموت، والإضرار العمدي بجهة عملهم وهي: وزارة الداخلية".

وشهدت الجلسة حضور المتهمين المُخلى سبيلهم على ذمة القضية، وفور النطق بالحكم ألقت قوات الأمن القبض على المتهمين التسعة.

ووفق القانون المصري، يعد الحكم الصادر أوليا، ويمكن للمتهمين الطعن عليه.

وانتقد ناشطون، عبر مواقع التواصل، الحكم، وعدوه غير متناسب مع بشاعة الجريمة.

وقال الحقوقي المعارض المقيم بالخارج "هيثم أبو خليل"، في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر": "3 سنوات ثمن قتل وتعذيب عم مجدي مكين".

وأضاف: "في انتظار اسم الضابط كريم مجدي في قوائم العفو (الرئاسية) بعد عدة أسابيع".

وأثارت واقعة قتل "مكين" جدلا، ما استدعى لتأكيد "شريف إسماعيل" رئيس الوزراء آنذاك، بأن "الحكومة لا تتستر على أحد، وأن المخطئ سيعاقب".