استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

احتلال مقابل احتلال؟ المغرب وإسرائيل والمقارنة المسمومة!

الأحد 13 ديسمبر 2020 10:00 ص

احتلال مقابل احتلال؟ المغرب وإسرائيل والمقارنة المسمومة!

لا تدعوا لُعابكم يسيل بانتظار القنصلية الأمريكية فينسيكم سموما أخرى في "هدية" ترامب!

أُمّ المفارقات أن تنشر صحيفة هآرتس تحليلا بعنوان: السلام مقابل السلام؟ صفقة إسرائيل–المغرب هي احتلال مقابل احتلال! 

ربما فكّر المسؤولون بالرباط مليّا فيما سيقدمون عليه مع ترامب ونتنياهو خلال العامين الأخيرين بمنطق صفقات ومكاسب مقابل تنازلات.

لكن ما لم يرد بخلدهم أن يذهب الخطاب الإسرائيلي حدّ اعتبار الوجود المغربي في الصحراء مساويا للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

*     *     *

قضيتُ أغلب يوم الخميس في مقابلات تلفزيونية مع دوتشفيله والحرة وغيرهما في توضيح ما أعتبره منطقة رمادية تنتابها الضبابية في تأويل، وليس بالضرورة تفسير، الموقف المغربي بقبول إعادة فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي في الدار البيضاء بدء حركة الطائرات بين الدار البيضاء وتل أبيب.

وأيضا تحديد القيمة الحقيقية للإعلان الرئاسي Presidential Proclamation الذي وقعه الرئيس ترمب، وما يعنيه، وضعف دلالته القانونية والسياسية في السياق الأمريكي لسهولة إلغائه نظرا لكونه مجرّد "أداة عملية" في السياسة العامة، ويعدّ أمرًا #رمزيا أو #احتفاليا. ولا يرقى إلى مستوى #معاهدة أو #صيغة_قانونية_ملزمة يقرّها مجلس الشيوخ في الكونغرس.

لكن الإعلام الأمريكي وأيضا الإسرائيلي هرولا معا إلى اعتباره #تطبيعا_كاملا على غرار التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.  وأوضحتُ أيضا أن ما يقدمه الرئيس ترمب بمثابة ملعقة تجتمع فيها جرعتان مختلفتان:

- جرعة_حلوة_التذوّق بعزمه فتح قنصلية أمريكية في الداخلة قد يروّج لها مسؤولو الخارجية والجهات المركزية بأنها فتح مبين في استمالة الموقف الأمريكي، 

- وجرعة_علقمية_المذاق تحشر مشروع التطبيع مع إسرائيل في حلق المغرب عنوة!

فيما يثير ترمب لعابهم السياسي بتقديم "اعتراف" أمريكي بمغربية الصحراء في هذه المرحلة. ومما يزيد في تحلية الصفقة قبول واشنطن بدء المحادثات بشأن تزويد المغرب أربع طائرات من دون طيار.

لا يكمن قياس ما يعد به ترمب المغاربة بقنصلية في الداخلة، بل في ما إذا كانت واشنطن ستضع ثقلها لاستصدار قرار في مجلس الأمن في نيويورك. وينبغي أن يستحضر المرء أن هذا الغزل السياسي مع الرباط لصالح نتنياهو يأتي قبل #أربعين_يوما من موعد تسلم بايدن الرئاسة، وتولي ليندا توماس غرينفيلد منصبها على رأس البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، والتي ستوضح مجددا أن موقف واشنطن يدعم #مبدأ_تقرير_المصير، ويحث جميع الأطراف: المغرب والبوليساريو والجزائر على التفاوض  #بحسن_نية_ودون_شروط، كما جاء في تقرير مجلس الأمن 2548 الصادر قبل أربعين يوما.

لكن أمّ المفارقات أن تنشر صحيفة هآرتس مقالة تحليلية بعنوان: السلام مقابل السلام؟ صفقة إسرائيل–المغرب هي احتلال مقابل احتلال.

Peace for Peace? Israel-Morocco Deal Is Occupation in Exchange for Occupation!

ولا يخفى المعنى المقصود بموازنة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مع ما تعتبره الصحيفة "الاحتلال" المغربي للأراضي الصحراوية. وتقول هآرتس إن "احتمال أن يهتم أي شخص في إسرائيل بحق الصحراويين في تقرير المصير بالطبع أقل من الصفر." لكن المسألة ليست الصحراويين كما تقول الصحيفة، "ولكن حقيقة أن إسرائيل، الدولة الفتية التي تأسست على أساس الاعتراف الدولي بحقها في تقرير المصير ، تنضم مرة أخرى إلى الحركة التاريخية لأولئك الذين يرغبون في تخريب وتفكيك النظام متعدد الأطراف."

ربما فكّر المسؤولون في الرباط مليّا في ما كانوا سيقدمون عليه مع ترمب ونتنياهو خلال العامين الأخيرين بمنطق الصفقات والمكاسب مقابل التنازلات. لكن ما لم يرد في خلدهم على ما يبدو أن يذهب الخطاب الإسرائيلي إلى حدّ اعتبار الوجود المغربي في الصحراء مساويا للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. 

لا تدعوا لُعابكم يسيل بانتظار القنصلية، فينسيكم سموما أخرى في "هدية" ترمب!

* د. محمد الشرقاوي أكاديمي مغربي، أستاذ النزاعات الدولية بجامعة جورج ماسون

المصدر | facebook.com/hashtag/المغرب_وإسرائيل_والمقارنة_المسمومة

  كلمات مفتاحية

مغاربة ضد التطبيع.. ناشطون ينددون بموقف العدالة والتنمية

هذه مخاطر اعتراف الولايات المتحدة بتبعية الصحراء الغربية للمغرب

اغتيالات ورشاوى وهجرة يهود.. تفاصيل مثيرة عن العلاقات السرية المغربية الإسرائيلية