حلقت قاذفات قنابل أمريكية في أجواء إسرائيل في طريقها إلى الخليج العربي، وذلك للمرة الثالثة خلال 5 أسابيع، في رسالة واضحة لإيران بعد تهديدات باستهداف مصالح أمريكية بالمنطقة.

ونشرت القوات الجوية الأمريكية، صباح الأربعاء، في تغريدة على حسابها بـ"تويتر" صورة القاذفات.

وفي التغريدة ذاتها، قالت القوات الجوية الأمريكية: "من أجل تعزيز الأمن والاستقرار العالميين، أقلعت القاذفة B-52، المرتبطة بقاعدة القوات الجوية الأمريكية في لويزيانا، بعد تزويدها بالوقود في مهمة للقاذفات استمرت عدة أيام فوق جنوب غرب آسيا".

وفي ذات السياق؛ قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، إن قاذفتين من نوع B-52 حلقتا فوق إسرائيل الساعة الثامنة صباحا، وكانتا في طريقهما من الولايات المتحدة إلى الخليج.

وأضافت أنه بعد بضع ساعات مرت قاذفتان أخريان فوق الأجواء الإسرائيلية وتم تزويدهما بالوقود جوا فوق سواحل مدينة تل أبيب، على يد طائرات أمريكية مخصصة لهذا الغرض.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في المرة السابقة رافقت مقاتلات من السعودية والبحرين وقطر القاذفات أثناء مرورها عبر أراضيها أيضا، فيما أشار مسؤولون أمريكيون في السابق إلى الأمر وقالوا إنه رسالة ردع واضحة لطهران"، وفق وكالة "سبوتنيك".

ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الطائرة B-52، التي دخلت الخدمة في عام 1955، تعتبر القاذفة الرئيسية للجيش الأمريكي، ولديها مدى طيران ضخم يزيد عن 14 ألف كيلومتر بدون إعادة التزود بالوقود في الجو، وبإمكانها حمل ذخائر وزنها 32 ألف كجم.

من جانبها، كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، الأربعاء، أن قاذفتين أمريكيتين من طراز "B-52"، قامتا بمهمة جديدة في الشرق الأوسط.

وقالت الشبكة إن القاذفتين حلقتا لمدة 30 ساعة أو أكثر في مهمة ذهاب وإياب من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط لتوجيه تحذير جديد إلى إيران.

ونقلت الشبكة، عن مسؤول عسكري رفيع قوله، إن هذه المهمة تأتي على خلفية اكتشاف تهديدات حديثة، وذلك في إشارة إلى "الهجمات المعقدة" المحتملة ضد الأمريكيين في المنطقة، مع اقتراب ذكرى قتل الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني".

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان، إن القاذفات التي انطلقت من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا، صباح الثلاثاء، للمرة الثالثة خلال الـ45 يوما الماضية، تقوم بمهام ردع فوق الخليج العربي برفقة حراسة مقاتلة.

وأشار البيان إلى أن القاذفات الأمريكية حلقت دون وقوع أي حوادث.

والإثنين، حذرت إيران من تجاوز "خطوط حمراء" متعلقة بأمنها، بعد تقارير إعلامية كشفت عن تحركات لغواصة أمريكية باتجاه المنطقة.

وأعلنت البحرية الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن غواصة نووية أبحرت في مضيق هرمز، في خطوة اعتبرت عرضاً للقوة مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني "قاسم سليماني" بضربة أمريكية في العراق.

وبعيد ذلك، نقلت تقارير صحفية أجنبية عن وسائل إعلام إسرائيلية، أنباء عن تحرك غواصة إسرائيلية إلى الخليج أيضا.

وسبق أن اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلف عمليات عدة استهدفتها، آخرها اغتيال العالم النووي "محسن فخري زاده"، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قرب طهران.

وتستعد إيران هذا الأسبوع لإحياء ذكرى الجنرال "قاسم سليماني"، بينما تترافق مع اتهام واشنطن لطهران بالوقوف خلف هجوم صاروخي استهدف سفارتها في العراق، وهو ما نفته إيران، مجددة رفضها استهداف البعثات الدبلوماسية.

وشهدت العلاقات المقطوعة منذ نحو 4 عقود بين طهران وواشنطن، توتراً متزايداً في عهد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وقام عام 2018 بالانسحاب أحادياً من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.