تحقيق لنيويورك تايمز: نقص الأكسجين سبب وفاة مرضي كورونا الحسينية بمصر

الثلاثاء 19 يناير 2021 12:33 ص

خلص تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن نقص الأكسجين اللازم لدعم أجهزة التنفس الصناعي، كان هو السبب الرئيس وراء وفاة ثلاثة، وربما أربعة، من مصابي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، خلال تلقيهم للعلاج بمستشفى الحسينية الواقعة في محافظة الشرقية المصرية، قبل أيام.

وذكرت الصحيفة أن وزارة الصحة المصرية نفت أن تكون الواقعة - التي وثقها أحد المتواجدين بكاميرا جواله، وانتشرت على موقع التواصل الاجتماعي - لها علاقة بنقص الأكسجين، مشيرة إلى أن وفاة المرضى جاءت نتيجة معاناتهم من مضاعفات طبيعية.

وفى المقابلات التي أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، قال شهود عيان، بمن فيهم الطاقم الطبي، وأقارب المرضي، إن ضغط الأكسجين هبط إلى مستويات منخفضة للغاية.

وقالوا إن ثلاثة مرضى على الأقل وربما الرابع، توفوا نتيجة نقص الأكسجين اللازم لدعم أجهزة التنفس الصناعي بالمستشفى.

ووفق الصحيفة الأمريكية، فقد أظهرت نتائج تحليل دقيق للفيديو أجراها أطباء في مصر والولايات المتحدة الأمريكية أن المشهد الفوضوي، الذي تم تصويره بوحدة العناية المركزة، يؤشر بحدوث انقطاع في إمدادات الأكسجين.

ووفق تحقيق الصحيفة الأمريكية، فإن نقص الأكسجين الذي تسبب في وفاة الحالات الأربعة المذكورة، كان نتيجة سلسلة من المشاكل في مستشفى الحسينية.

وبحلول الوقت، حينما كان مرضي كورونا يعانون من مشاكل تنفسية بوحدة العناية، تأخرت عملية توصيل الأكسجين التي تم طلبها بالفعل لساعات، وفشل المخزون الاحتياطي في انقاذهم.

وقال طبيب في المستشفى، تحدث للصحيفة شريطة عدم كشف هويته: "لن ندفن رؤوسنا في الرمال ونتظاهر بأن كل شيء على ما يرام".

وأضاف: "كل العالم يعترف أنه يواجه مشكلة؛ بسبب فيرس كورونا إلا نحن من ينكر ذلك".

وقالت الصحيفة إن مسارعة الحكومة لنفي الحادثة هو واحد من الأمثلة الأخيرة عن غياب الشفافية في طريقة تعاملها مع أزمة (كوفيد -19) والتي قادت إلى السخرية وعدم الثقة بتأكيداتها العلنية بعد وجود صلة بنقص الاكسجين بالواقعة.

وذكرت الصحيفة أن مقطع الفيديو المتداول للحادث قدم صورة واقعية عن الحصيلة الحقيقية لضحايا الموجة الثانية من وباء فيروس كورونا.

واعترفت الحكومة بوفاة أربعة داخل غرفة العناية الفائقة بالمستشفى المذكورة في 2 يناير/ كانون الثاني، لكنها نفت أن تكون وفاتهم مرتبطة بنقص الأكسجين.

 وبررت وزارة الصحة ما جرى بأن الأربعة ماتوا بظروف لا علاقة لها (بكوفيد-19) وفي أوقات متفرقة.

 وللتأكيد على استبعاد نظرية نقص الأكسجين، قالت إن مرضى آخرين بمن فيهم أطفال حديثو الولادة في حضانات لم يتأثروا وكانوا مرتبطين بشبكة الأكسجين نفسها.

وقالت إن هذا يؤكد عدم الربط بين الوفاة ونقص الأكسجين.

ضغط منخفض وعيوب فنية

وأكد الطاقم الطبي في المستشفى أن الكميات المتوفرة من الأكسجين لم تنفد بالكامل من المستشفى، ولكن الضغط كان منخفضا بدرجة خطيرة.

ووفق الطاقم الطبي فقد كان الوضع أسوأ في وحدة العناية المركزة، ولم تكن كافية لإبقاء المرضى على قيد الحياة.

وقال الأطباء إن خطوط العناية المركزة ربما كانت في آخر الشبكة أو كانت تعاني من عيوب فنية أخرى.

ولم ينجح الأطباء في معالجة النقص مما قاد إلى مشاكل أخرى.

ونقلت الصحيفة عن الأطباء قولهم إنهم عندما حاولوا تغيير خط الإمدادات لغرفة العناية المركزة من الخزان الرئيس للمستشفى إلى الخزان الاحتياطي لم ينجحوا بسبب الضغط الكبير عليه من مرضي كورونا الموجودون في المستشفى.

وأوضحت الصحيفة أن إدارة المستشفى طلبت في وقت مبكر من يوم الحادث إمدادات جديدة من وزارة الصحة، إلا أن الشاحنة التي كانت ستحضر أنابيب الغاز لم تصل في الموعد بل تأخرت ثلاث ساعات.

 وقال طبيب في المستشفى: "لو وصلت الشاحنة في الساعة السادسة مساء لم يكن ليحدث شيء من هذا القبيل".

واكتشف الخبراء الذين حللوا الفيديو، بمن فيهم ستة أطباء من الولايات المتحدة ومصر، أدلة تدعم فكرة الفشل في توفر الأكسجين.

وبدا أن أيا من المرضى لم يكن مرتبطا بالخط الرئيسي للأكسجين.

كما ظهر طبيب وهو يحمل عبوة أكسجين متحركة تستخدم للطوارئ.

وبدا عدد من الممرضين والممرضات وهم يحاولون إنعاش مريض بجهاز تنفس يدوي لم يكن مرتبطا بمصدر الأكسجين.

وراجع الفيديو دكتور "بشارة مينا"، المصري- الأمريكي والأخصائي البارز في أمراض الرئة بمستشفى لينوكس هيل، والذي استقبل مئات من مرضى (كوفيد-19) بنيويورك.

ولاحظ "مينا" حالة الطوارئ التي كان يحاول فيها الأطباء والممرضون "توفير الأكسجين العاجل أو ما يكمله للمرضى".

وأضاف أن الوضع قد يكون فوق القدرة حتى في الولايات المتحدة التي يتوفر فيها كل المصادر فكيف في مصر؟.

ولم يكن نقص الأكسجين فقط في مستشفى الحسينية بل وهناك إشارات عن أماكن أخرى.

وفي الوقت الذي نفت فيه الحكومة حادثة الحسينية إلا أنها بدأت اتخاذ الإجراءات لمعالجة الموضوع والاعتراف بوجود مشكلة، ولو بشكل تكتيكي.

واعترفت وزيرة الصحة "هالة زايد" بنقص شاحنات توصيل الأكسجين وتوزيعه.

وطلب الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" من الحكومة مضاعفة إنتاج الأكسجين.

واتخذت الحكومة إجراءً آخر بعد الحسينية وهو الطلب من الزوار ترك هواتفهم على الباب، خوفا من توثيق حوادث مماثلة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مستشفى الحسينية فيروس كورونا نقص الاكسجين نيويورك تايمز

أوراسيا ريفيو: مونديال كرة اليد لن يجمل صورة نظام السيسي

الصحة المصرية تؤكد تراجع نسب شفاء مرضى كورونا

رغم تطمينات المسؤولين.. معاناة المصريين للحصول على أسطوانة أكسجين لا تنتهي

الأردن ومصر في اختبار نقص الأوكسجين.. من يربح؟