تراشق إعلامي بين عون والحريري يجمد تشكيل الحكومة اللبنانية

السبت 30 يناير 2021 04:12 م

قاد تراشق إعلامي مباشر بين رئيس الجمهورية اللبنانية "ميشال عون"، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة "سعد الحريري" إلى وضع تسمية الوزراء في ثلاجة الانتظار في بلد يرزح تحت أزمة اقتصادية-اجتماعية غير مسبوقة.

وتفجرت الأزمة بعد مقال نُشر في صحيفة الأخبار اللبنانية اتهم "عون" فيه "الحريري" بأنه يريد التعدي على صلاحيته وينفرد بتشكيل الحكومة بشكل مخالف للدستور، الذي تنص المادة 53 منه على أن رئيس الجمهورية شريك أساسي في تشكيل الحكومة مع رئيس الوزراء.

وأضاف أن "الحريري" يريد أن يكون شريكا في تسمية الوزراء المسيحيين، وهو ما لن يقبله "لأنه سيخل بالتوازن الحكومي"، بحسب تعبير المقال، الذي كشف عن انقطاع التواصل والتشاور بين الرئيسين.

ومن جانبه، استنكر مكتب "الحريري" مقال "عون"، وأصدر بيانا جاء فيه: "من المؤسف والمؤلم جداً أن يصدر الكلام المنقول عن فخامة رئيس الجمهورية في إحدى الصحف، فيما البلاد تواجه سيلاً من الأزمات الصحية والأمنية والسياسية وتشهد العاصمة الثانية طرابلس هجمة منظمة تثير الريبة في أكثر من اتجاه".

وأضاف أن "دوائر قصر بعبدا تريد توجيه الاشتباك الحكومي نحو مسارات طائفية، وهي تنزع بذلك عن رئيس الجمهورية صفة تمثيل اللبنانيين بمختلف أطيافهم، لتحصر هذا التمثيل بمسؤوليته عن حصص المسيحيين في الدولة والسلطة والحكومة".

وتابع البيان: "الخلاف السياسي إلى ساحة التطييف، محاولة غير موفقة ومرفوضة ولن تمر، لتنظيم اشتباك إسلامي-مسيحي، يفترض البعض انه أقصر الطرق الموحلة لتعويم من يريدون تعويمه وتعبيد طريق بعبدا للإرث السياسي".

ورد "عون" على بيان "الحريري" ببيان رئاسي جاء فيه: "إنّ البيان الذي صدر اليوم عن المكتب الإعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري، احتوى على ردود مغلوطة ومعلومات في غير موقعها الحقيقي. وحرصاً على عدم الدخول في سجال لا طائل منه، نكتفي بالإشارة إلى أنّ الرئيس المكلف من خلال ما جاء في ردّه، مصمّم على التفرّد بتشكيل الحكومة، رافضاً الأخذ بملاحظات رئيس الجمهورية".

ويشبه المحلل السياسي "أسعد بشارة" هذا الخلاف بأنه "سجال بين متخاصمين على سطح باخرة غارقة"، مضيفا أن ما يحدث هو عنوان للمأساة اللبنانية المتمثلة في هذه "المنظومة الفاسدة"، وفقا لما أورده موقع قناة الحرة الأمريكية.

وأضاف "بشارة" أن الرئيس اللبناني يريد من هذا السجال توريث صهره "جبران باسيل"، والمحافظة على نفوذه.

أما الكاتبة والمحللة السياسية "منى فياض" فأكدت أن هذا السجال أصبح سمة السياسة في لبنان، وأن هذا التراشق الإعلامي وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرة إلى أن "عون" أصبح يستخدم ألفاظا لم تكن تستخدم في قاموس السياسة اللبنانية من قبل.

وأضافت أن هذا السجال بين الرئيسين ما هو إلا "تمثيلية لتمرير الوقت، وتأخير تشكيل الحكومة".

وتعود تلك التمثيلية، حسبما يرى "بشارة"، إلى ما سماه "المايسترو حزب الله"، الذي لا يريد تشكيل الحكومة في الفترة الحالية، "حتى تكون ورقة ضغط في يد إيران عندما تبدأ المفاوضات مع الولايات المتحدة".

وأوضح أن "هذه المنظومة هي واجهة لسيطرة حزب الله وإيران على لبنان"، مشيراً إلى أن لبنان لن يقوم إلا من خلال حكومة إنقاذ حقيقية تتكون من مستقلين.

بينما، ألمحت "منى فياض" إلى أن التيار الوطني الحر ورئيسه يسعى إلى إظهار السجال وكأنه خلاف بين السنة والمسيحيين، وأنه يعمل للحفاظ على حقوق الطائفة (المسيحية)، ليظل محافظا على أصواتهم الشعبوية والاستفادة منها في صناديق الاقتراع.

وأكدت أن الطرفين يتصارعان تحت سقف "حزب الله"، الذي "سيتدخل بعد فترة للتوفيق بين الطرفين" حسب قولها.

وكان "عون" قد كلف "الحريري" بتشكيل الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد تقديم حكومة "حسان دياب" استقالتها في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، الذي راح ضحيته أكثر من 200 شخصا وأصيب الآلاف.

وعلى مدار 4 أشهر، فشل "الحريري" في التوصل إلى اتفاق مع القوى السياسية حول تشكيل الحكومة، في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة اقتصادية ومعيشية صعبة وتفاقم لفيروس "كورونا".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عون الحريري الحكومة اللبنانية انفجار مرفأ بيروت حزب الله

الحريري يصل إلى القاهرة لبحث أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية

كشرط للدعم.. فرنسا وأمريكا تطالبان بتشكيل حكومة لبنانية ذات مصداقية

صحيفة: فرنسا قد تسمي وزيري العدل والداخلية في الحكومة اللبنانية

الرئاسة اللبنانية: الحريري يحاول فرض أعراف خارجة عن الأصول عبر حكومته