ف.تايمز: تشكيل إدارة بايدن يؤشر إلى نهج جديد مع إيران

الخميس 4 فبراير 2021 07:40 م

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" تشكيل إدارة الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" وتسميته لمبعوثه الجديد إلى إيران مؤشرا على نهج جديد يتعاطى مع إحياء الصفقة النووية مع طهران بجدية.

وأورد المعلق السياسي "ديفيد جاردنر"، في مقال نشره بالصحيفة البريطانية، أن تعيين "روبرت مالي" يمثل تحولا مفاجئا عن المدخل الذي تبنته إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" مع طهران، مشيرا إلى أن "مالي" كان مستشارا بارزا للرئيس الأسبق "باراك أوباما" في شؤون الشرق الأوسط.

ولفت "جاردنر" إلى تحول آخر في نهج "ترامب"، فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فرغم دعمه المعروف والطويل لإسرائيل إلا أن "بايدن" عين عربا أمريكيين في مناصب حساسة، وأرسل رسائل لدول الخليج من خلال تعليقه لصفقة الطائرات المقاتلة أف-35 للإمارات وصفقات أسلحة للسعودية، ما عزز مخاوف دوائر صناعة القرار الخليجية من العودة إلى مرحلة "أوباما".

أنصار "مالي" حاولوا مواجهة حملة شديدة من الجماعات اليمينية المتطرفة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، لكن فريق "أوباما" استسلم لاحقا وتخلى عنه بعدما التقى مسؤولين في حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وإزاء ذلك فإن اختيار "بايدن"، الذي كان نائبا لـ "أوباما"، مبعوثه إلى إيران بالغ الدلالة، خاصة مع تكرار تعرض "مالي" لحملة سخرية ونقد من اليمين المؤيد لإسرائيل والمسؤولين في الخليج وبعض الإيرانيين الأمريكيين الذين زعموا أنه متحيز ضد إسرائيل وأنه "مرشح إيران المثالي لمنصب المبعوث الأمريكي".

ردت إدارة "بايدن" بشكل حاسم على حملات التشهير التي استهدفت "مالي"، وفشلت المحاولة لتخريب تعيينه.

وينحاز "مالي" إلى العودة إلى اتفاقية 2015 مع إيران، التي وقعت عليها الولايات المتحدة وخمس دول أخرى لتخفيض معظم ملامح المشروع النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

وكان "ترامب" قد أعلن انسحابا أحاديا من الاتفاقية، ما دفع طهران للتخلي عن التزاماتها والوصول إلى نسبة تخصيب لليورانيوم تجاوزت الـ 20%، ما يعني اقتراب طهران من الإمكانية اللازمة لإنتاج قنبلة نووية.

و بعد خسارة "ترامب" الانتخابات الأمريكية كتب "مالي" تغريدة مفادها أن استراتيجية "أقصى ضغط"، التي تبنتها إدارة الرئيس السابق، أدت لزيادة ترسانة إيران من اليورانيوم إلى 2.5 طنا من 102 كيلوجراما عندما التزمت ببنود الاتفاقية.

ويرى "جاردنر" أن مهمة "بايدن" وفريقه ستكون صعبة حالة حاولت واشنطن الحصول على اتفاقية للحد من نشاطات الجماعات الوكيلة لإيران الراغبة بتحويل العراق وسوريا ولبنان واليمن إلى شبه محميات ومواصلة تهديد دول الخليج في الوقت نفسه.

لكن يظل تعيين بايدن لـ "مالي" وعدد من الدبلوماسيين المجربين مثل "أنتوني بلينكن" كوزير للخارجية و"ويليام بيرنز" كمدير لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CNN) إشارة قوية عن نيته لإحياء الملف النووي مع إيران.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بايدن إيران

وزراء خارجية أمريكا ودول أوروبية يجتمعون لمناقشة إحياء الاتفاق النووي

فرنسا تعلن إجراء محادثات مع بريطانيا وألمانيا وأمريكا حول إيران

هل يؤدي تباطؤ بايدن بشأن الاتفاق النووي إلى إشعال المنطقة؟