وثائق سرية بريطانية: إسرائيل أول من تنبأ بسقوط شاه إيران

الخميس 11 فبراير 2021 10:03 ص

كشفت وثائق سرية بريطانية أن إسرائيل هي أول من تنبأ بقرب انتصار الثورة الشعبية على نظام الشاه في إيران قبل 42 عاما، فيما أخفقت دول أخرى، بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا وروسيا، في التنبؤ مبكرا بذلك.

ويحتفل الإيرانيون الخميس بذكرى انتصار الثورة الإسلامية بسقوط آخر حكومة في عهد الشاه "محمد رضا بهلوي" بقيادة المهندس "شهبور باختيار". وكان قد سبق ذلك، مغادرة "بهلوي" البلاد يوم 16 يناير/كانون الثاني 1979.

وفي الأول من فبراير/شباط من العام نفسه، عاد "الخميني" من منفاه في باريس لينذر ذلك بانتصار الثورة الشعبية، وتبدأ ما يسميها الإيرانيون عشرة الفجر، وهي الأيام العشرة "التي بزغ بعدها فجر الثورة".

وكانت إسرائيل حليفا قويا لنظام الشاه في وقت كانت تعاني قطيعة من محيطها العربي باستثناء عملية سلام لم تكن قد اكتملت مع نظام الرئيس المصري "أنور السادات".

وتقول وثائق بريطانية سرية إن البريطانيين تأكدوا من أنه كان لدى إسرائيل توقعات بسقوط الشاه "قبل أن يدرك الغرب ذلك"، وفق "بي بي سي".

مراجعة بريطانية

وكانت بريطانيا أجرت مراجعة شاملة لسياساتها تجاه إيران لمعرفة أسباب الفشل في عدم التنبؤ بقدرة المعارضة الإيرانية، بقيادة التيار الإسلامي، على إسقاط الشاه، وتغيير مسار البلاد.

الإمام الخميني ينزل من الطائرة في طهران في الأول من شهر فبراير/شباط عام 1979

وكشفت المراجعة، التي أجراها "نيقولاس براون"، الدبلوماسي البريطاني المخضرم بأمر من وزير الخارجية، أن "إسرائيل"، التي كانت حريصة على استمرار نظام الشاه، هي الدولة الوحيدة التي تنبأت، بفعل المتابعة وجمع المعلومات، بأن المكون الديني في المعارضة هو الخطر الأكبر.

وحسب الوثائق، فإن "براون"، اطلع على كل الوثائق السرية البريطانية، والتقى بمسؤولين بوكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي أيه" لإجراء المراجعة.

ويقول تقرير "براون" النهائي "هناك دلائل على أن الحكومة الإسرائيلية تبنت رؤية متشائمة بشأن مستقبل الشاه قبل وقت من توصل الغرب إلى ذلك".

ويشير إلى أنه "وفقا لرئيس البعثة الإسرائيلية في طهران في الفترة من 1973 إلى 1978، فإن بعثته بدأت في نصح الحكومة في أوائل عام 1974 بأنها يجب أن تخفض اعتمادها الكثيف على إمدادات النفط الإيرانية".

مظاهرة ضد إسرائيل في إيران

وذهبت نصيحة رئيس البعثة إلى حد دعوة رجال الأعمال الإسرائيليين إلى "ضرورة تجنب الاستثمارات طويلة المدى" في مشروعات بإيران.

وتكشف الوثائق أن سير "أنطوني بارسونز"، السفير البريطاني في طهران في ذلك الوقت، قدم نصيحة مماثلة لرجال الأعمال البريطانيين. غير أنه ظل حتى شهور قليلة قبل سقوط الشاه يؤكد لحكومته أن نظامه مستقر بفضل دعم القوات المسلحة وعدم قدرة المعارضة على الإطاحة به.

ولم يتوقع السفير الإسرائيلي انتصار الثورة فحسب، بل تنبأ مبكرا بأن رجال الدين هم الخطر الأكبر على نظام الشاه.

وفي شهر مارس/آذار عام 1978، أي قبل سقوط الشاه بعشرة أشهر، رفع السفير التحذير من قرب انتصار الثورة إلى مستوى أعلى في الحكومة الإسرائيلية.

فقد "اعتقد (في ذلك الوقت) أن التنبؤ أصبح أقرب" إلى الواقع؛ ولذا فإنه حذر وزير الخارجية الإسرائيلي "موشيه ديان" نفسه.

ورغم التحالف الأمريكي الإسرائيلي القوي، فإن تل أبيب لم تحط واشنطن علما بما كان لديها من معلومات استخباراتية أو بتقييمها للموقف، وفق الوثائق.

إذ ناقش الإسرائيليون ما إذا كان يجب عليهم أن يبلغوا الأمريكيين كي يفعلوا شيئا ما، غير أنهم، في النهاية، لم يتخذوا أي إجراء.

مواقف الدول الأخرى

أجرى الأمريكيون هم أيضا مراجعة شاملة لسياستهم تجاه إيران لتحديد سبب فشلهم في التنبؤ بسقوط حليفهم الشاه.

ويكشف "براون" أن الوثائق التي اطلع عليها تقول إن الأمريكيين توصلوا إلى أنه كان هناك "نقص في المعلومات عن فئتي رجال الدين والتجار، وسوء فهم لتبعات النكسات الاقتصادية".

ورغم اهتمامهم الكبير بالشاه، فإن أحد أخطاء المسؤولين الأمريكيين كان "عدم تقديرهم لشخصية الشاه".

كارتر والشاه

ولم تكن تقديرات فرنسا وألمانيا أفضل من تقييم البريطانيين، كما تقول المراجعة البريطانية.

وقال "براون" إن الاتصالات، التي جرت بين الفرنسيين والسفارة البريطانية في باريس في ذلك الوقت "تشير إلى أن وجهة نظرهم كانت في الواقع حتى العشرين من سبتمبر/أيلول 1978، أن الشاه سوف يجتاز الأزمة".

أما فيما يتعلق بالألمان فقد "تبعوا إلى حد بعيد التقييم الأمريكي ولم يشككوا فيه".

لم يختلف موقف الاتحاد السوفيتي كثيرا. وتشير المراجعة البريطانية إلى أن "الأدلة تقول إنه حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1978، كان السوفييت يتوقعون نجاة الشاه واستمراره في السلطة".

المصدر | أ ش أ

  كلمات مفتاحية

إسرائيل إيران شاه إيران

نجل شاه إيران السابق: الجمهورية على وشك الانهيار وعلى الغرب المساعدة