قبيل تصعيد إيراني مرتقب.. اجتماع أوروبي أمريكي يبحث إحياء الاتفاق النووي

الخميس 18 فبراير 2021 03:29 م

يبحث وزراء خارجية الدول الأوروبية الكبرى والولايات المتحدة، الخميس، مسألة إعادة إحياء اتفاق 2015 المبرم مع إيران بشأن برنامجها النووي، قبل أيام من انقضاء مهلة نهائية حددتها طهران ستفرض من بعدها قيودا على عمليات التفتيش.

ويستضيف وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" نظيريه الألماني والبريطاني في باريس، بينما ينضم إليهما وزير الخارجية الأمريكي الجديد "أنتوني بلينكن" عبر الفيديو، وفق ما أعلنت الخارجية الفرنسية الأربعاء.

وفي تشديدها على الطريق الصعب المقبل في هذا الصدد، أعربت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" عن "قلقها" حيال فشل إيران في الإيفاء بالتزاماتها وذلك خلال اتصال هاتفي أجرته مع الرئيس الإيراني "حسن روحاني"، وفق بيان صدر عن الناطق باسمها.

ويشير محللون إلى أنه لا تزال هناك فرصة لإنقاذ الاتفاق التاريخي، الذي تلقّى ضربة قاضية تقريبا عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب" انسحاب بلاده منه عام 2018.

لكن إدارة خلفه "جو بايدن" أفادت أنها مستعدة للانضمام مجددا إلى الاتفاق، والبدء برفع العقوبات إذا عادت إيران للإيفاء بكامل التزاماتها المنصوص عليها فيه، وهو شرط بدت إيران غير راضية عنه.

وقبيل الاجتماع، أجرى "بايدن" ليلا محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ناقشا خلالها "التهديد الإيراني والتحديات الإقليمية"، حسب نص الاتصال الذي نشره البيت الأبيض.

بدورها، تخطط إيران لفرض قيود على بعض عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال لم ترفع واشنطن عقوباتها التي فُرضت منذ 2018، بحلول 21 فبراير/شباط، وذلك بناءً على بنود قانون أقرّه برلمان الجمهورية الإسلامية في ديسمبر/كانون الأول.

"دور مهم" لأوروبا

ويتوجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافايل غروسي"، السبت، إلى طهران لعقد محادثات مع السلطات الإيرانية تهدف إلى إيجاد حل يمكن الوكالة من مواصلة عمليات التفتيش في إيران، حسب الهيئة الأممية.

وحذرت الهيئة من "التداعيات الخطيرة" للخطوة التي تهدد بها إيران على "أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق والمراقبة في البلاد".

وفي واشنطن، صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس" أن على إيران أن "تتعاون بشكل كامل وفي الوقت المناسب" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال: "على إيران التراجع عن خطواتها والامتناع عن اتخاذ خطوات أخرى من شأنها التأثير على تطمينات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لا تعتمد عليها الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا في المنطقة فحسب، بل العالم بأسره"، مشيرا إلى أن "بلينكن" يرى أنه بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يلعب "دورا مهما".

وفي هذا السياق، أشارت المحللة البارزة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية "إيلي جيرانمايه" إلى أنه من "المستبعد" أن يفضي الاجتماع الأمريكي الأوروبي، الخميس، إلى أي خطوة سياسية أو اقتصادية مهمة تمنع إيران من المضي قدما بفرض القيود.

وقالت لـ"فرانس برس": "كانت المهلة النهائية مطروحة على مدى شهور، وفي غياب أي تخفيف (للعقوبات) الاقتصادية، يشعر قادة إيران أنهم مجبرون على المضي قدما" بخطتهم".

وتم توقيع الاتفاق النووي الإيراني في فيينا عام 2015 على أساس منح إيران ضمانات بأنها لن تطور قنبلة ذرية، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها تدريجيا.

لكن طهران كثفت نشاطها النووي في انتهاك للاتفاق بعدما أعيد فرض العقوبات الأمريكية عليها في إطار سياسة ترامب القائمة على ممارسة "أقصى درجات الضغط" على الجمهورية الإسلامية في مسعى لإضعاف نظامها.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي أن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المعدني في انتهاك جديد للاتفاق؛ ما دفع القوى الأوروبية للتحذير من أن طهران "تقوض فرص إعادة إحياء الدبلوماسية".

وفي محادثاتها مع "روحاني"، قالت "ميركل" إن "الوقت حان لصدور مؤشرات إيجابية قادرة على خلق الثقة وزيادة فرص التوصل إلى حل دبلوماسي".

إلا أن الرئاسة الإيرانية قالت إن "روحاني"، "انتقد" خلال الاتصال "أداء أوروبا" في ما يتعلق بالتزاماتها بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق.

"نافذة زمنية قصيرة"

وبينما يحدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية "علي خامنئي" السياسة الإيرانية في نهاية المطاف، إلا أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة في يونيو/حزيران تفاقم الضغط من ناحية الوقت.

ومن المنتظر أن يغادر "روحاني"، المدافع عن الدبلوماسية مع القوى الكبرى، منصبه بعد انقضاء ولايتيه، وهو الحد الأقصى الذي يمكن أن يقضيه أي رئيس في المنصب. ويتوقع أن تخلفه شخصية أكثر تشددا.

وقالت "جيرانمايه": "هناك نافذة زمنية قصيرة للغاية للحد من الأضرار التي قد تنجم عن خطوات إيران المقبلة، مثلا عبر التخفيف من تداعيات خطوات كهذه على نوعية عمليات التفتيش التي يجريها المراقبون الدوليون".

وأشارت إلى أن على واشنطن أن تتحرك سياسيا وعمليا بشكل يظهر للإيرانيين بأن "إدارة بايدن تنأى بنفسها عن سياسة الضغوط القصوى التي شهدتها حقبة ترامب".

وشدد "خامنئي"، الأربعاء، على أن إيران تنتظر بأن تتحرك الإدارة الأمريكية بشكل من شأنه أن يساعد اقتصادها.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

إيران فرنسا أمريكا بريطانيا ألمانيا الاتفاق النووي الإيراني

بيان أوروبي أمريكي يدعو إيران لتجنب أي خطوة تصعيدية تجاه الاتفاق النووي

عقب بيان أوروبي أمريكي.. إيران تصر على موقفها: رفع العقوبات أولا

هل تفتح المفاوضات الإيرانية الأمريكية الباب لحوار إقليمي أوسع؟