إيكونوميست: بايدن يضع الشرق الأوسط في القائمة الدنيا لأولوياته

الجمعة 5 مارس 2021 06:34 م

قالت مجلة "إيكونوميست"، إن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يريد وضع منطقة الشرق الأوسط في القائمة الدنيا من أولوياته، لافتا إلى أنها "مهمة ليست سهلة" ولكن هناك ما يساعده على ذلك.

وفي مقالها الافتتاحي، الجمعة، فإن "بايدن" لديه سبب وجيه للانسحاب، فلدى أمريكا آلاف الجنود في الدول العربية، إلا أن التدخلات العسكرية أدت لنتائج صارخة.

ويرى الكثير من الأمريكيين أن على بلادهم توجيه نظرها لمواجهة الصين وتأثيرها العالمي.

والسؤال الذي يواجه "بايدن"، حسب المجلة، يتعلق بكيفية تخفيف العبء الأمريكي في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه العمل على حماية مصالح واشنطن الحيوية فيه، وهذه "مهمة ليست سهلة".

وما يساعده في هذا هو أن المصالح التي يريد حمايتها لم تعد كما كانت في الماضي.

وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة ركزت في سياستها على نفط الخليج ونجاة إسرائيل.

وفي العام الماضي، كانت أمريكا مصدرا مهما للنفط والغاز الطبيعي، في وقت عقدت إسرائيل الأكثر تسليحا بالمنطقة، اتفاقيات تطبيع مع عدد من الدول العربية.

ومع ذلك فالمصالح الحيوية باقية، فقد وجدت الجماعات الإرهابية ملاجئ آمنة في العراق وسوريا واليمن، وربما حاولت ضرب الغرب.

ولو حصلت إيران على القنبلة النووية، سيؤدي ذلك إلى سباق تسلح في المنطقة ويضعها على حد السكين، ويمزق نظام الحد من انتشار السلاح النووي، حسب المجلة.

والحل بالنسبة للمجلة، هو ضرورة "توقف أمريكا عن التأرجح بين الحرب والسلام"، حيث يريد "بايدن"، من حلفائه في المنطقة التعوّد على الانعزال الأمريكي الجديد.

ولم يخف "بايدن" إحباطه بالسعودية التي اعتبرها "منبوذة" و"بقيمة اجتماعية قليلة مستردة"، كما وصف حكومتها في 2019.

وكان أول عمل قام به كرئيس، هو الدعوة لوقف الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

كما أصدر قبل أيام، التقرير الاستخباراتي الذي أشار لتورط ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، في جريمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي" عام 2018.

وفي الوقت نفسه تصادمت مُثل "بايدن" مع المصالح القومية الأمريكية، وربما كان "بن سلمان" غاشما، إلا أنه يسيطر على دولة حليفة لأمريكا.

وقرر "بايدن" في النهاية أن ثمن معاقبة ولي العهد قد يكون باهظا.

وأوقف "بايدن"، صفقات الأسلحة للسعودية، وطلب مراجعة للصفقات مع الإمارات، ولم يظهر اهتماما بإحياء المحادثات السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي الكأس المقدسة التي لاحقها أسلافه.

وبدأ وزير دفاعه "لويد أوستن" بمراجعة انتشار القوات الأمريكية في الخارج، والذي قد يؤدي إلى التفكير بالتحول عن الخليج.

وترى المجلة أن هذا هو جزء من التحليل الذي يدور في واشنطن حول الثمن ومنافع العلاقة الأمريكية مع الشرق الأوسط.

ففي الماضي، حاولت أمريكا فرض حلول سحرية، وحاول "جورج دبليو بوش" فرض الديمقراطية على العراق، وفرض "دونالد ترامب" العقوبات على إيران لدفعها إلى الاستسلام وتغيير النظام فيها.

وفي الوقت الذي فشل فيه النهجان، ظلت السياسة الأمريكية تتأرجح بين المصلحة واللامبالاة والحرب والانسحاب.

ويحاول "بايدن" بدلا من ذلك جلب الاستقرار، عبر دفعه المنطقة لتحمل المسؤولية عن نفسها، وتقليل اعتماد قادتها على القوة العسكرية.

فصفقات السلاح الأمريكية للديكتاتوريين هي مصدر المشاكل، ولا تفعل الكثير لمساعدة شعوب المنطقة الذين يعانون من سوء الحكم والأنظمة القمعية والتي تعزز بدورها التطرف.

ووفق "إيكونوميست"، فقد صُدمت السعودية والإمارات بسبب عدم مسارعة "ترامب" لنجدتهما بعدما تعرضتا لهجمات من الجماعات الوكيلة عن إيران في المنطقة.

وعادة ما تنجح القوة الناعمة عندما تكون القوة الصلبة حاضرة في الإطار الخلفي.

فالغارات الأمريكية الشهر الماضي، على الجماعات الموالية لإيران في العراق، كانت رسالة لحكومة طهران أن "بايدن" لن يبدأ المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي.

وتقول المجلة، إن الحديث ليس سهلا، لكن لو أرادت أمريكا التركيز أقل على هذه المنطقة المضطربة من العالم، فهذا هو "الطريق للأمام".

وتقول "إيكونوميست"، في المقال الذي ترجمه موقع "القدس العربي"، سيحاول "بايدن" تقليل اهتمامات أمريكا بالشرق الأوسط.

فقد انتظر طويلا لكي يتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، حتى 16 فبراير/شباط، حيث دافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض "جين ساكي" عن التأخير، وأنه ليس متعمدا.

من جانبه، قال "مارتن إنديك" من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية: "هذا شيء كبير لا يمكن لقادة المنطقة هضمه".

وهذا أمر غير متوقع من الخبراء أصحاب الميول اليسارية.

ففي العام الماضي، كتب "إنديك" الذي عمل سفيرا في إسرائيل، مقالا بصحيفة "وول ستريت جورنال"، بعنوان: "لم يعد الشرق الأوسط مهما".

وترى المجلة، أن أولويات السياسة الأمريكية تغيرت، فلم تعد تهدف إلى تأمين النفط من دول الخليج، فأمريكا تستورد النفط من المكسيك أكثر من دول الخليج، وتنتج المزيد منه عبر النفط الصخري.

كما أن نجاة إسرائيل لم تعد أولوية بعد اتفاقيات التطبيع الأخيرة، ولم يعد الشرق الأوسط ممزقا بسبب النزاع العربي- الإسرائيلي أكثر من تمزقه بسبب الصراع السني- الشيعي، والذي اصطفت فيه إسرائيل مع الدول العربية السنية ضد إيران.

ورأى مقال مشترك، نشرته دورية "فورين أفيرز"، العام الماضي، وكتبه مستشار الأمن القومي الأمريكي الحالي "جيك سوليفان"، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الجزيرة العربية "دانيال بينيم"، أن التحول عن الشرق الأوسط لا يعني الخروج منه؛ ولكن دبلوماسية ذكية تسمح بتخفيض مستمر للقوات العسكرية.

"وفي النهاية تجد الإدارات الأمريكية المتعاقبة سهولة في الحديث عن حرف الانتباه عن الشرق الأوسط أكثر من عمله"، كما يقول "كريس ميرفي"، السناتور الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

وأضاف: "دائما هناك أزمة.. وهناك دائما شيء جديد ومثير يحدث في الشرق الأوسط في وقت يظل فيه المسار الصيني بطيئا وثابتا".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جو بايدن إدارة بايدن الشرق الاوسط العلاقات الأمريكية السعودية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التوتر الأمريكي الإيراني

الشرق الأوسط معلق بحبال سياسة بايدن الجديدة

7 مسؤولين جدد في فريق بايدن المسؤول عن سياسة الشرق الأوسط

بايدن ينتقد طريقة تفويضات استخدام القوة العسكرية الأمريكية بالخارج

محاور وتكتلات.. هكذا يتلاشى أمل الاستقرار في الشرق الأوسط