بابا الفاتيكان في النجف للقاء تاريخي مع السيستاني

السبت 6 مارس 2021 08:32 ص

يشهد العراق، السبت، لقاءً غير مسبوق يجمع بين بابا الفاتيكان "فرنسيس"، الزعيم الروحي لـ1.3 مليار مسيحي في العالم، والمرجع الشيعي الأعلى "علي السيستاني" بمدينة النجف، في واحدة من أهم محطات زيارة البابا التاريخية إلى البلاد.

وبعدما كان التقى البابا زعماء الطوائف الكاثوليكية الجمعة في بغداد، يمدّ اليد إلى المسلمين الشيعة بزيارته "السيستاني" البالغ من العمر 90 عاما، والذي لا يظهر في العلن أبدا في منزله المتواضع في النجف على بعد 200 كلم إلى جنوب بغداد.

وسيعقد الرجلان لقاء مغلقا لمدة ساعة يأتي بعد عامين من توقيع "فرنسيس" وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر، إحدى أبرز المؤسسات التابعة للمسلمين السنة ومقرها مصر.

ويشكل السنة 90% من مسلمي العالم، بينما يشكل الشيعة 10% يتركز معظمهم في العراق وإيران.

ولن يسمح للإعلام بحضور اللقاء الذي يبدأ الساعة الثامنة صباحا (06.00 بتوقيت جرينتش)، إلا أنه مع ذلك يشكل مصدر فخر للعديد من الشيعة في بلد يعيش منذ 40 عاما أزمات ونزاعات، من ضمنها حرب أهلية دامية بين المسلمين السنة والشيعة.

ورفعت في بعض شوارع النجف لوحات عليها صور البابا "فرنسيس" و"السيستاني" مع عبارة بالإنجليزية "اللقاء التاريخي".

"بعدٌ آخر" 

ويقول رجل الدين الشيعي "محمد علي بحرالعلوم"، لوكالة "فرانس برس"، أن هذه الزيارة تشكل مصدر "اعتزاز"، مضيفا: "نثمن هذه الزيارة التي بلا شك ستعطي بعدا آخر للنجف الأشرف".

في مطار بغداد الدولي الذي نزل به البابا "فرنسيس"، الجمعة، رُفعت لافتة كبرى فيها دعوة إلى التعايش والحوار بين الأديان تتضمن اقتباسا من أحد أقوال الإمام "علي" الشهيرة "فإنهم صنفنان: إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق".

ويعد "السيستاني" أعلى مرجعية بالنسبة لغالبية الشيعة البالغ عددهم 200 مليون في العالم، والذين يعدون أقلية من 1.8 مليار مسلم بالإجمال.

ويمثل "السيستاني" المولود في إيران مرجعية النجف التي تؤيد أن يكون دور المرجعية استشاريا للسياسيين وليس مُقرّرا، مقابل مرجعية قم في إيران التي تؤكد أن لرجال الدين دورا في إعطاء توجيهات سياسية على غرار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية "علي خامنئي".

ويرى الكادرينال الإسباني "ميجيل أنخيل أيوسو"، الذي يرأس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، أن "مدرسة النجف الفقهية أكثر علمانية من مدرسة قم التي لها اتجاه أكثر تدينا"، مضيفا أن النجف "تعطي أهمية أكبر للبعد الاجتماعي" أيضا.

"مصالح خارجية"

وألقى "السيستاني" بثقله في العام 2019 لإسقاط الحكومة حينها بعد أشهر من تظاهرات قادها شباب احتجاجا على الفساد والتردي في الأوضاع الاجتماعية في بلادهم.

وينحو البابا كما "السيستاني"، إلى إطلاق مواقف سياسية غالبا.

لكن كلاهما يعتمدان أسلوبا موزونا في إطلاق مثل هذه المواقف.

وفي خطابه الجمعة في بغداد، تطرق البابا إلى مواضيع حساسة وقضايا يعاني منها العراق خلال لقائه الرئيس "برهم صالح".

فقال: "لتصمت الأسلحة! ولنضع حدا لانتشارها هنا وفي كل مكان! ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام!".

وأضاف: "كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامح! ليعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معا هذا البلد في الجوار وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة".

ودعا أيضا إلى "التصدي لآفة الفساد وسوء استعمال السلطة، وكل ما هو غير شرعي".

وتجري زيارة البابا وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي ظل إغلاق تام سببه ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مع أكثر من 5 آلاف إصابة في اليوم.

وتلقى البابا لقاحا مضادا للفيروس، فيما لم يشر مكتب "السيستاني" إلى أن الأخير حصل على لقاح من جهته.

بعد النجف، يتوجه البابا "فرنسيس" جنوبا أيضا إلى أور، الموقع الأثري الذي يعتقد أنه مكان مولد النبي "إبراهيم" عليه السلام.

وسيشارك هناك في صلاة مشتركة مع رجال دين شيعة وسنة وأيزيديين وصابئة.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

العراق فرنسيس السيستاني

لقاء تاريخي.. صراعات المنطقة واضطهاد المسيحيين تتصدر نقاشات فرنسيس والسيستاني

السيستاني اشترط عدم حضور أي مسؤول عراقي لقاءه مع البابا

من مهد النبي إبراهيم بالعراق.. بابا الفاتيكان يؤكد براءة الأديان من الإرهاب

العراق يعلن يوم زيارة بابا الفاتيكان يوما وطنيا للتسامح

في آخر أيام زيارته التاريخية للعراق.. البابا فرنسيس يصل إلى أربيل

استغلال سياسي.. لماذا لم يلتق بابا الفاتيكان سُنة العراق؟