يواجه سكان مأرب أسوأ نزوح جماعي منذ بداية حرب اليمن مع اشتداد هجوم الحوثيين على المحافظة من 3 جبهات، ما أدى إلى محاصرة أكثر من مليوني شخص.
ويقترب خط المواجهة والقتال من مأرب في تطور يهدد بتفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب توصيف الأمم المتحدة، وقد يقوض بشدة أي مباحثات سلام مزمعة بين الأطراف المتحاربة، حسبما أوردت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ومأرب، منطقة صحراوية غنية بالنفط وتبعد نحو 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء، كانت موطناً لنحو 400 ألف شخص قبل الحرب.
ومنذ أن تمكنت القوات المتحالفة مع الحكومة الشرعية من صد هجوم أولي للحوثيين في عام 2015، كان يُنظر إلى المحافظة على أنها ملاذ آمن لأولئك الفارين من القتال في أماكن أخرى من البلاد، وليصل عدد سكانها إلى حوالي 2.7 مليون.
وتعرضت مأرب لهجمات متقطعة من قوات الحوثيين على مدار العام الماضي، فيما تجددت الهجمات العنيفة في أوائل الشهر الماضي لتتحول تلك المنطقة إلى أحد أشد المناطق عنفا وضراوة في الحرب المستمرة منذ 7 سنوات.
ويوجد حاليا في المحافظة 138 مخيماً للنازحين ولكنها لا تحظى بالخدمات الإنسانية والضرورية في حدها الأدنى.
وفي السياق، قال محافظ مأرب "سلطان العرادة" إن المحاور التي شنت ميلشيات الحوثي هجوم مأرب من خلالها هي: حدود محافظة صنعاء، وحدود محافظة الجوف، وحدود محافظة البيضاء، مؤكداً تصدي القوات الحكومية المسنودة برجال القبائل ومقاتلات التحالف لتلك الهجمات، وفقا لما أورده موقع قناة "الحرة" الأمريكية.
وأشار "العرادة" إلى أن توقف الحرب في الجبهات الأخرى، في الساحل وتعز والضالع والبيضاء وصعدة وغيرها أتاح للحوثيين تجميع كل قواههم لخوض حرب شاملة على مأرب، لكنه أكد أن القوات الحكومية مسنودة بفصائل بالمقاومة الشعبية، وأن قبائل المحافظة ستقف "سدا منيعا" أمام تلك الهجمات.
وتحدث محافظ مأرب عن آلاف القتلى والجرحى نتيجة هذه الحرب، مشيراً إلى عدم التكافؤ في الآليات والمعدات العسكرية حيث استولى الحوثيون على ترسانة كبيرة من الأسلحة الثقيلة بعد استيلائهم على صنعاء، لكنه قال إن "مقاتلات التحالف أحدثت فارقًا في المعارك، ولذلك يسعى الحوثيون لوقف عمليات التحالف لكي يتسنى له ترتيب قواته والهجوم من جديد"، حسب قوله.
يشار إلى أن القتال بمأرب يأتي في الوقت الذي تضغط فيه إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" من أجل استئناف المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع باليمن.
