تراشق بالألفاظ في أول اجتماع أمريكي صيني بعهد بايدن

الجمعة 19 مارس 2021 05:58 م

شهد الاجتماع الرفيع الأول في عهد الرئيس "جو بايدن" بين الولايات المتحدة والصين، توجيه كل جانب توبيخا حادا لسياسات الآخر، في مشهد علني نادر، يسلط الأضواء على حجم التوتر بين الطرفين.

واتسمت الفترة التي سبقت الاجتماع، الذي انعقد بمدينة أنكوراج في ولاية ألاسكا الأمريكية، بموجة تحركات من جانب واشنطن كشفت عن اتخاذها موقفا متشددا وبتصريحات حادة من بكين.

وجاء الاجتماع في أعقاب زيارات مسؤولين أمريكيين للحليفتين اليابان وكوريا الجنوبية.

واختيرت مدينة أنكوريج المطلة على المحيط الهادئ مع حرارتها القطبية، كأرض محايدة أكثر من واشنطن وبكين لإجراء الجلسات.

وخلال الاجتماع، قال وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، لنظرائه الصينيين: "سنناقش مخاوفنا العميقة إزاء أفعال الصين، بما في ذلك إجراءاتها في شينجيانغ وهونج كونج وتايوان والهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة والضغوط الاقتصادية على حلفائنا".

وأضاف: "كل تصرف من هذه التصرفات يهدد النظام القائم على القواعد والذي يحافظ على الاستقرار العالمي".

وأوضحت إدارة "بايدن" أنها تتطلع لتغيير في سلوك الصين التي عبّرت عن أملها في إعادة ضبط العلاقات التي تدهورت بشكل كبير في عهد الرئيس السابق "دونالد ترامب".

ورد الدبلوماسي الصيني الكبير مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية بالحزب الشيوعي "يانغ جيه تشي"، بخطاب باللغة الصينية على مدى 15 دقيقة، بينما كان الجانب الأمريكي ينتظر الترجمة.

وانتقد ما وصفه بـ"الديمقراطية الأمريكية المتعثرة" وسوء معاملة الأقليات وسياسات واشنطن الخارجية والتجارية.

وقال "يانغ" إن "الولايات المتحدة تستغل قوتها العسكرية وسطوتها المالية لفرض وصاية طويلة الأمد وقمع الدول الأخرى".

وأضاف: "إنها تسيء استخدام ما يسمى بمفاهيم الأمن القومي لعرقلة التعاملات التجارية الطبيعية وتحريض بعض الدول على مهاجمة الصين".

وطيلة حديث "يانغ"، كان مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان"، ومسؤولون آخرون في الوفد يتبادلون الملحوظات.

وفي النهاية أبقى "بلينكن" الصحفيين في القاعة، إلى أن يتمكن من الرد.

وبدلا من الدقائق المعدودة التي يبقاها الصحفيون عادة في افتتاح اجتماع بهذا المستوى، استمر حضورهم لأكثر من ساعة، وتجادل الوفدان حول متى سيتم إبلاغ ممثلي وسائل الإعلام بترك القاعة.

وبعد ذلك اتهمت الولايات المتحدة الصين "بالاستعراض"، في حين ألقت وسائل الإعلام الصينية الرسمية باللوم على المسؤولين الأمريكيين لتحدثهم لفترة طويلة و"لعدم حسن الضيافة".

كما تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك البروتوكول الدبلوماسي بالتحدث لفترة طويلة في الكلمات الافتتاحية.

ويعود الاجتماع الأخير بين البلدين الخصمين إلى يونيو/حزيران الماضي، ولم ينجح في تبديد أجواء الحرب الباردة الجديدة التي سادت في نهاية رئاسة "ترامب".

ويواصل الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن" سياسة الحزم التي كان يعتمدها سلفه.

لكن فريق "بايدن" الذي يأخذ على صقور إدارة "ترامب" عزلتها على الساحة الدولية واعتماد دبلوماسية متشددة وفوضوية في بعض الأحيان، يؤكد أنه يريد أن يكون منهجيا أكثر "للتعاون" في مواجهة التحديات المشتركة، وهي الاحترار والوباء وحظر انتشار الأسلحة، خصوصا من أجل كسب معركة المنافسة الاستراتيجية مع الصين التي تعتبر "أكبر تحد جيوسياسي في القرن الحادي والعشرين".

ويقول الفريق إنه يعتمد في ذلك على تحالفات الولايات المتحدة التي أهملها الملياردير الجمهوري أو حتى أساء معاملتها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التوتر الصيني الأمريكي تراشق بالألفاظ استعراض قوة

أمريكا تتهم الصين بتهديد الاستقرار العالمي.. وبكين تتوعد

لردع الصين.. وزير الدفاع الأمريكي يبدأ جولة في آسيا

بعد تراشقه مع مسؤولين صينيين.. بايدن فخور ببلينكن

محذرا من صراع خطير.. كيسنجر: على أمريكا التفاهم مع الصين