استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الشقاق الملكي في بيت «آل سعود»

السبت 17 أكتوبر 2015 11:10 ص

منذ يناير/ كانون الثاني المنصرم، تعاني القيادة في المملكة العربية السعودية حالة من الاضطراب عندما أصبح الأمير «سلمان بن عبد العزيز» ملكاً للسعودية خلفاً للعاهل الراحل «عبد الله بن عبد العزيز»؛ وعلى الفور رقّى الملك «سلمان» ابنه محمد البالغ من العمر تسعة وعشرين عاماً لمنصب وزير الدفاع. وتم تعزيز مكانة «محمد بن سلمان» بشكل أكبر بعد ثلاثة أشهر من ترقيته عندما عيّنه الملك في منصب مستحدث هو ولي ولي العهد. ويُعتبر نجل شقيق الملك «سلمان»، ولي العهد ووزير الداخلية الأمير «محمد بن نايف» البالغ من العمر ستة وخمسين عاماً، الخلف الاسمي المحتمل لمنصب العاهل السعودي.

ولكن من الواضح أن «محمد بن سلمان» هو الأقرب إلى والده وهناك اعتقاد واسع النطاق بأن يكون هو الخليفة المُعد الحقيقي للعاهل السعودي. وتُثير التوترات الناتجة عن ذلك، قلق الجمهور والعائلة المالكة الأوسع، وقد تفاقَم هذا الشعور بسبب المخاوف بشأن تكلفة حرب اليمن وانخفاض أسعار النفط، حيث أن كليهما يرغمان الحكومة على تقليص الإنفاق.

إن كيفية تأثير التوترات على الوضع القائم تُعد مسألة تكهنات. فالأمير «محمد بن نايف» المعروف باقتضابه في الكلام، هو المفضل بالنسبة لواشنطن بسبب تعاونه في مكافحة الإرهاب؛ ويعكس أحياناً شخصية مكتئبة مقارنة بالأمير «محمد بن سلمان» المندفع والواثق من نفسه، والذي سافر في الأسبوع الماضي إلى روسيا لإجراء مفاوضات مع «فلاديمير بوتين» حول سوريا، وحول السياسة النفطية كما يُرجح. وعلى الرغم من أنه كان يبدو في البداية أنه يراعي الاحترام لإبن عمه، إلا أن «محمد بن سلمان» بدأ حالياً يستخف بـ«محمد بن نايف» (على سبيل المثال، إن الصورة الرسمية للاجتماع الذي ترأسه الأمير محمد بن نايف في مكة المكرمة بعد وقوع كارثة تدافع الحج الأخيرة، أظهرت الأمير محمد بن سلمان وهو يقرأ مجلة).

وفي غضون ذلك، تناقلت وسائل الإعلام على نطاق واسع رسالتان تم تعميمهما من قبل أمير سعودي مجهول الهوية، كانتا قد دعتا أفراد العائلة المالكة إلى القيام بانقلاب ضد الملك «سلمان»، بينما ادّعتا أيضاً أن السياسات التي يتبعها نجله تقود المملكة إلى كارثة سياسية واقتصادية وعسكرية. إن الأمير الذي لم يُكشف عن اسمه، وتُعد هويته مسألة تكهنات كثيرة، قد يتصرف أيضاً كواجهة لأفراد الأسرة الآخرين. ونُقل عنه في إحدى التقارير أيضاً، تفضيله للأخ الشقيق الأصغر سناً من الملك، الأمير «أحمد»، لتولي العرش، على الرغم من أن مؤهلاته تبدو متدنية. وُينظر إلى «أحمد» على نطاق واسع بأنه شخص عديم التأثير وتم التغاضي عنه ولم يؤخذ في الحسبان لتولي منصب ولي العهد من قبل كل من الملك «عبد الله» والملك «سلمان» .

وهناك شق آخر من الأزمة وهو الحالة الصحية المعتلة للعاهل السعودي. فحيث هو في التاسعة والسبعين من عمره، ويعاني من العديد من الأمراض، ويسير بمساعدة عصا، فإن الملك «سلمان» يُظهر تدهوراً في قدرته العقلية، وهذه حقيقة تم الإعتراف بها حاليا على نطاق واسع، وإن ليس بصورة علنية، من قبل العديد من المسؤولين الغربيين. ويقال أن العاهل السعودي يمر بأيام جيدة وأيام سيئة. وقد أفادت بعض التقارير أيضاً أن حديثه يتكرر [في كل لقاء]، ويذهب الديوان الملكي إلى حد بعيد وبصورة دقيقة لتغطية هذا النقص، ويتم ذلك في كثير من الأحيان من خلال تثبيت ملقّن أمامه، محجوب بزهور منسّقة بعناية ودقة.

أربعة سيناريوهات

وفي ضوء هذه العوامل، هناك عدة سيناريوهات ممكنة الحدوث في المستقبل غير البعيد:

أولها قيام الملك سلمان بعزل الأمير «محمد بن نايف» من منصبه كولي للعهد وتعيين محله الأمير «محمد بن سلمان». وقد يؤدي ذلك إلى قيام مواجهة عسكرية بين الجيش السعودي، تحت قيادة «محمد بن سلمان»، والقوات شبه العسكرية الكبيرة التابعة لوزارة الداخلية تحت قيادة «محمد بن نايف»، وربما يتم دعم هذا الأخير من قبل «الحرس الوطني السعودي»، الذي يقوده الأمير «متعب بن عبد الله»، نجل العاهل الراحل الذي يُنظر إليه كحليف لـ«محمد بن نايف».

ثاني هذه السيناريوهات هو تنحّي الملك «سلمان» عن منصبه الآخر كرئيس للوزراء وتعيينه الأمير «محمد بن سلمان» لهذا المنصب، وجعل نائب رئيس الوزراء الأمير «محمد بن نايف» مَرْؤُوساً من قبل ابن عمه الأصغر سناً. وفي الواقع، يعاني الأمير الأكبر سناً من معاملات مهينة مماثلة في أماكن أخرى في الحكومة: وعلى الرغم من ترؤس «محمد بن نايف» لـ «مجلس الشؤون السياسية والأمنية» ذو الأهمية، إلا أن «محمد بن سلمان» يشغل مقعد في هذا المجلس أيضاً؛ وفي الوقت نفسه، يرأس نجل العاهل السعودي هيئة صنع القرار الرئيسية الأخرى «مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية»، الذي يسيطر على حقيبة وزارة النفط الكبيرة الأهمية، والذي استبعد منه الأمير «محمد بن نايف».

السيناريو الثالث هو محاولة كل من «محمد بن نايف» و«محمد بن سلمان» الإطاحة الواحد بالآخر. إن نقطة ضعف «محمد بن نايف» هو عدد القتلى الكبير خلال موسم الحج الشهر الماضي، والذي كان تنظيمه تحت مسؤوليته المباشرة. ويمكن أن يكون« محمد بن سلمان» مستضعفاً بسبب حرب اليمن، وهي مبادرة يبدو أنها لا تزال تتمتع بشعبية في المملكة ولكن يُنظر إليها من قبل واشنطن على أنها مغامرة عسكرية. على كل حال، يبدو أن تحقيق نجاح عسكري ودبلوماسي واضح هو أمر بعيد المنال.

ربما أيضا يتم إجبار آل سعود على التنازل عن بعض أو كامل السلطة لصالح كبار الشخصيات العسكرية غير الملكية التي تحظى بدعم القوات التي تحت إمرتها، والتي قد ترى حرب اليمن بأنها عمل أحمق. وكانت تلك الشخصيات قد ضاقت ذرعاً من قلة الخبرة التي تتمتع بها قيادة العائلة المالكة وعدم كفاءتها.

ربما يكون دور كبار الأمراء في «هيئة البيعة» العامل الحاسم في جميع هذه السيناريوهات باستثناء الأخير منها. ويتعلق دور «هيئة البيعة» بالخلافة، وتم تهميشها خلال ترقية «محمد بن سلمان» من قبل العاهل السعودي الملك «سلمان». يجب على الهيئة موازنة إحساسها حول مستقبل العائلة المالكة على المدى الطويل مقابل نظرتها على المدى القصير المتمثلة بأن القيادة تُعرّض للخطر ميراث الحكم والآفاق المستقبلية لحكم العائلة في المملكة.

وبالنسبة للولايات المتحدة، فكما هو الحال دائماً، يشكل التأثير المحتمل على إمدادات وأسعار النفط العالمية العامل الحاسم في أي أزمة سعودية. وقد غيّرت الزيادة في إنتاج الولايات المتحدة من الصخر الزيتي من إحساس واشنطن بالضعف، على الرغم من أن الفوضى السعودية التي تؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط سوف تستمر في إلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي. وقد يميل الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» إلى استخدام أي فرصة متاحة للترويج لفكرته حول التوازن الاستراتيجي بين السنة (بقيادة المملكة العربية السعودية) والشيعة (بزعامة إيران). بيد أن ذلك سيكون محفوفاً بالمخاطر: فقد تَصَدر الحجاج الإيرانيون قائمة المصابين في مأساة مكة المكرمة، كما تتخذ طهران موقف الإزدراء تجاه الأمير «محمد بن سلمان»، وتشير إليه بأنه «شاب عديم الخبرة».

وبقدر ما يمكن أن تؤثر واشنطن على النتائج، فبدلاً من ذلك ينبغي عليها أن تبحث عن الاستقرار في المملكة وعلى القيادة المقبولة الأوسع نطاقاً.

  كلمات مفتاحية

محمد بن نايف محمد بن سلمان آل سعود الملك سلمان الأمير أحمد بن عبدالعزيز

«واشنطن بوست»: ”عاصفة ملكية“ تختمر وصراع مكتوم بين ولي العهد ونائبه

«مجتهد» يسترجع حسابه على «تويتر» ويعيد نشر خطابات «نذير عاجل» مجددا

«الجارديان»: دعوة غير مسبوقة في العائلة المالكة لتغيير خط الخلافة السعودي

«ميدل ايست اي»: خطاب «نذير عاجل» يمثل صراع أجيال بين آل سعود

أميران يتمتعان بنفوذ كبير سيحددان مستقبل السعودية

«ديلي تايمز»: لماذا نتوقع تغييرا وشيكا في النظام السعودي؟

«هافينغتون بوست»: تغيير محتمل في السعودية يشير إلى نهاية الهيمنة الأمريكية

أمير سعودي يزعم: 8 من إخوة الملك «سلمان» يؤيدون تولي الأمير «أحمد» ولاية العهد

الملك يعين.. والمجتمع يتولى التقييم

«ناشيونال إنترست»: أين تتجه التغييرات داخل العائلة الحاكمة في المملكة؟

«رويترز»: الشقوق تُصيب الركائز الثلاثة العظمى للدولة السعودية