تعتزم المنطقة الكردية المستقلة في سوريا افتتاح بعثة دبلوماسية في موسكو وسط تنامي الدلائل علي توثيق العلاقات بين الأكراد وروسيا، حسبما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية.

وقد التقى ممثلون عن حزب «الاتحادي الديمقراطي الكردي» السوري وحزب «الشعوب الديمقراطي» أكبر حزب مؤيد للأكراد في تركيا بنائب وزير الخارجية الروسي في موسكو لبحث فتح مكتب تمثيل لهم هناك.

وجاء في تصريح أصدرته وزارة الخارجية الروسية أن نائب الوزير «ميخائيل بوغدانوف» اجتمع بالرئيسة المشتركة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، «آسيا عبدالله» ورئيس الإدارة المدنية لمدينة عين العرب/كوباني «أنور مسلم».

تأتي هذه التطورات فيما يواصل الطيران الحربي الروسي غاراته في سوريا، وعقب الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس النظام السوري «بشار الأسد» لموسكو أول أمس الثلاثاء.

وفي سياق متصل، صرح مسؤول كردي أمس الأربعاء بأن الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال سوريا أعلنت عن إقليم جديد يضم بلدة على الحدود مع تركيا كانت قوات «حماية الشعب الكردية» قد انتزعتها من تنظيم «الدولة الإسلامية» في يونيو/حزيران الماضي.

وكانت قوات «حماية الشعب» قد سيطرت على بلدة تل أبيض بدعم من ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة، ويعتبر الإقليم الإداري الجديد الذي يطلق عليه «كانتون» هو الرابع الذي تعلنه الإدارة الكردية بشمال سوريا.

وقال «دليل عثمان» المسؤول الإعلامي بالإدارة التي يقودها الأكراد إنه تم الإعلان رسميا عن «كانتون» جديد، ولم يذكر وقتا لهذا الإعلان.

وكانت تركيا قد حذرت الأسبوع الماضي الولايات المتحدة وروسيا من أنها لن تقبل أن يحقق مقاتلو فصيل كردي مكاسب على الأرض قرب حدودها في شمال غرب سوريا.

وقال مسؤول تركي متحدثا عن إمكانية عبور قوات كردية سورية نهر الفرات لتوسع نطاق سيطرتها في مناطق على الحدود التركية انطلاقا من كردستان العراق صوب مناطق ساحلية مطلة على البحر المتوسط «هذا خط فاصل بالنسبة لنا، لا مزاح في هذا».

وتخشى تركيا من أن التقدم الذي تحققه «وحدات حماية الشعب» -التي يدعمها الجناح السياسي في تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي- على الجانب السوري من حدودها سيذكي التطلعات الانفصالية بين الأكراد الأتراك في جنوب شرق البلاد، لكن واشنطن أيدت «وحدات حماية الشعب الكردية» كقوة فعالة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال أحد المسؤولين إن «حزب الاتحاد الديمقراطي» يتقرب مؤخرا من الولايات المتحدة وروسيا، نعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي جماعة إرهابية ونريد من كل الدول التمعن في تبعات تعاونها».

وتشك تركيا أن روسيا التي تشن غارات جوية في سوريا بدأتها منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي تقدم الدعم أيضا لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» و«حزب الاتحاد الديمقراطي».

وقال المسؤول: «مع تأييد روسيا يحاول حزب الاتحاد الديمقراطي السيطرة على أراض تقع بين جرابلس واعزاز إلى الغرب من الفرات، ولن نقبل بهذا مطلقا».

وصرح بأن تركيا عبرت عن مخاوفها هذه خلال اجتماعات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة و«الاتحاد الأوروبي» وروسيا.