«ضمانات» أمريكية لموقع الأكراد في مستقبل سوريا

الثلاثاء 2 فبراير 2016 05:02 ص

رفعت إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» مستوى اتصالاتها السياسية مع رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» «صالح مسلم» لدى تلقيه اتصالا هاتفيا من نائب وزير الخارجية الأمريكي «طوني بلينكين» تضمن «ضمانات سياسية» بأن «الاتحاد الديموقراطي» سيكون جزءا من مفاوضات السلام التي أطلقها المبعوث الدولي «ستيفان دي ميستورا» في جنيف.

وكشف «مسلم» في تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية أمس، أن القرار عن «موعد وطبيعة» انخراط الحزب مرتبط بنتائج المؤتمر الوزاري لـ«المجموعة الدولية لدعم سوريا» في ميونيخ في ١١ من الشهر الجاري، مؤكدا أن «وحدات حماية الشعب» هي «العمود الفقري لجيش سوريا الديموقراطي الجديد».

وقال إن اتصال «بلينكين» جاء بعد لقائه المبعوث الأمريكي إلى سوريا «مايكل راتني» مع مسؤول أمريكي آخر في لوزان قبل أيام، لبحث احتمال انضمام «الاتحاد الديموقراطي» وحلفائه العلمانيين إلى مفاوضات جنيف، خصوصا أن «دي ميستورا» وجه دعوتين: واحدة إلى وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» لتسمية وفد مفاوض من ١٥ عضوا، وأخرى الى المنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة» «رياض حجاب» بتسمية وفده من ١٥ عضوا لإجراء «مفاوضات لإنجاز عملية انتقالية» في سوريا.

وتابع «مسلم»، أن نائب وزير الخارجية الأمريكي أبلغه «إننا نعرف أن المسار السياسي لا يمكن أن يسير من دونكم ونضع كل جهدنا وثقلنا كي تكونوا إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة».

وقبل الاتصال أبلغ «مسلم» «راتني» ومسؤولا أمريكيا آخر أن العملية السياسية السورية يجب ألا تتم من دون مشاركة القوة الكردية الرئيسية وأن الحزب «لن يقبل نتائج أي مؤتمر للمعارضة لا نشارك فيه»، على حد قوله.

وكان المبعوث الدولي دعا، إضافة الى وفدي الحكومة والهيئة التفاوضية، شخصيات معارضة أخرى بينها رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» «قدري جميل ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» «هيثم مناع، لإجراء «مشاورات» في جنيف، لكن أعضاء هذه الكتلة تمسكوا بطلبهم تلقي دعوة لتشكيل وفد «مماثل من حيث الصلاحيات والعدد» لوفد «الهيئة التفاوضية»، وحسمت اتصالات أمريكية - روسية الأمر لمصلحة بدء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة اليوم على أن يجتمع دي ميستورا وفريقه غدا مع «الشخصيات السياسية» الأخرى، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والنساء.

أما بالنسبة إلى قادة «الاتحاد الديموقراطي» و«وحدات حماية الشعب»، فقد أسفرت الاتصالات الأمريكية - الروسية ودول إقليمية عن دعوة ممثليهم في «مرحلة لاحقة»، وسط معارضة من فصائل معارضة بينها «الهيئة التفاوضية» و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي يتخذ من اسطنبول مقراً، إضافة إلى معارضة أنقرة مشاركة «الاتحاد الديموقراطي» مع تلويحها بمقاطعة المفاوضات إذا تمت دعوته.

وكان «مسلم» وصل إلى لوزان مع حلفائه السياسيين وقياديين في «مجلس سورية الديموقراطي»، وأوضح أنه لم يتلق دعوة لسببين: «الأول، الكوردفوبيا، إذ إن بعض الأطراف يخاف أن يكون للأكراد وضع قانوني، هذا يشمل النظام السوري وتركيا وايران، وهذه الأطراف تترأس هذا التيار الثاني: الخوف من النموذج الذي يقدمه الأكراد، نموذج ديموقراطي يحترم كل المكونات والمساواة بين المرأة والرجل، نظام جذري في ديموقراطيته. بالتالي، فإن الديكتاتوريات تخاف من هذا النموذج».

وقبل أيام، أكد مجلس الأمن القومي التركي، ضرورة عدم مشاركة النظام السوري وأي من التنظيمات التي وصفها بـ«الإرهابية» مثل «الدولة الإسلامية»، وحزب «الاتحاد الديمقراطي» (كردي سوري) وذراعه العسكري، «وحدات حماية الشعب» (الكردية)، في بناء مستقبل سوريا.

وذكر بيان صادر عن المجلس، في ختام اجتماعه الذي عقد مساء الأربعاء الماضي، برئاسة الرئيس «رجب طيب أردوغان»، في العاصمة أنقرة، أن المجلس شدد على عزمه مواصلة الكفاح ضد كافة أشكال الإرهاب.

وكان وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» قد أعلن أن تركيا ستقاطع المحادثات إذا دعي «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إليها ضمن فريق التفاوض.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» هو «منظمة إرهابية» وليس له مكان مع المعارضة على طاولة المفاوضات.

والأربعاء لماضي أيضا، قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية «هيثم مناع» في تصريحات له، إنه لن يشارك في محادثات السلام المقررة في جنيف إذا لم يتلق أيضا الزعيمان الكرديان «صالح مسلم» و«إلهام أحمد» دعوة للحضور.

وأضاف «مناع»: «إما أن أذهب مع أصدقائي أو لا أذهب، لا حل وسط في هذه المسألة».

وتابع: «يقترحون علينا الآن وفدا يمكننا فعليا أن نسميه الوفد الروسي، ولست مستعدا لأن أكون عضوا في الوفد الروسي، من حقنا أن يكون لدينا وفدنا الخاص».

يأتي هذا بعد إعلان وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس»، الأربعاء، أن مبعوث «الأمم المتحدة» إلى سوريا «ستيفان دي مستورا» أبلغه بأنه لن يوجه الدعوة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري لحضور محادثات السلام في جنيف وبأن هيئة معارضة تشكلت في الرياض ستقود المفاوضات.

وأضاف أن «دي مستورا» أكد له أيضا أن هيئة معارضة تشكلت في الرياض ستقود المفاوضات حتى وإن شارك في المحادثات معارضون آخرون.

  كلمات مفتاحية

أكراد سوريا الأكراد سوريا مفاوضات جنيف ضمانات أمريكية

«الأمن القومي التركي» يجدد رفضه مشاركة الأكراد الانفصالين في مستقبل سوريا

«ورقة الأكراد» .. عبوة لتفخيخ أي حل في سوريا

زعيم كردي يدعو لمشاركة الأكراد في اجتماع المعارضة السورية بالسعودية

أكراد سوريا يعتزمون فتح بعثة دبلوماسية في موسكو

أكراد سوريا يعلنون إقامة إقليم جديد على حدود تركيا

وزير الخارجية الألماني يطالب السعودية وإيران بدور محوري في حل النزاع السوري

«الأسد» يدعم «الأكراد» بأسلحة في «كوباني» لمواجهة «الدولة الإسلامية»

الأكراد السوريون يفتتحون مكتبا تمثيليا في موسكو

الجيش التركي يقصف مواقع لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» شمال حلب

«ستراتفور»: المناورات السياسية حول الأكراد .. من تركيا إلى كردستان العراق

أوباما يدعو تركيا و«أكراد سوريا» لضبط النفس