كشفت وكالة "بلومبرج" أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أبلغ نظيره التركي "رجب طيب أردوغان"، بأنه يعتزم الإعلان عن اعترافه بما يعرف بـ"إبادة الأرمن" المزعومة، إبان الخلافة العثمانية.

وقال مسؤولون لـ"بلومبرج" إن "بايدن" سيستخدم مصطلح "الإبادة الجماعية" في بيان له سيصدر في ذكرى إبادة الأرمن السبت المقبل، ليكون أول رئيس أمريكي يصف أحداث عام 1915 التي قتلت فيها أعداد كبيرة من الأرمن "إبادة جماعية".

ولم يتضمن بيان البيت الأبيض الصادر في أعقاب الاتصال الهاتفي بين "بايدن" و"أردوغان" أي ذكر لهذا الموضوع.

واتصل "بايدن"، مساء الجمعة بنظيره التركي، "رجب طيب أردوغان"، واتفقا على عقد لقاء على هامش قمة الناتو يونيو/حزيران المقبل.

وكان "بايدن" قد تعهد، خلال حملته الانتخابية، بالاعتراف بإبادة الأرمن مؤكدا أن قضايا حقوق الإنسان ستكون أولوية سياسات إدارته.

وتعليقا على التقارير حول نية "بايدن" الاعتراف بإبادة الأرمن، قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" في حديث للتليفزيون التركي، إن إعلان بايدن "لن تكون له قوة قانونية"، محذرا من أنه سيعقّد العلاقات بين البلدين.

وكان الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجان" قد استخدم مصطلح "الإبادة الجماعية" في الحديث عن تلك الأحداث عام 1981، لكنه تراجع عن تصريحاته لاحقا بعد رد فعل غاضب من تركيا.

كما وعد الرئيس الأسبق "باراك" أوباما الذي كان "بايدن" نائبا له في 2008 باعتبار اضطهاد الأرمن "إبادة جماعية"، لكنه لم ينفذ وعده خلال السنوات الثماني من رئاسته.

وكانت مصادر إعلامية ذكرت في وقت سابق، إنه من المتوقع أن يعترف الرئيس الأمريكي رسميا بأن ما يعرف بـ"مذبحة الأرمن على أيدي الإمبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى" كانت عملا من أعمال الإبادة الجماعية، في خطوة من المرجح أن تثير حنق تركيا وتفاقم توتر العلاقات بين الدولتين الشريكتين في حلف شمال الأطلسي.

لكن المصادر حذرت من أن "بايدن" قد يؤثر في اللحظة الأخيرة عدم استخدام هذا التعبير في ضوء أهمية العلاقات الثنائية مع تركيا.

وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة العرقية" على أحداث 1915، بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيداً عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة"، الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.

كما تقترح تركيا عمل أبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمينية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراكاً وأرمن، وخبراء دوليين.