فورين بوليسي: هكذا تنظر إدارة بايدن لانفجار الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين

الخميس 20 مايو 2021 12:48 ص

أثارت أحداث حي الشيخ جراح في القدس الشرقية مواجهة عسكرية في غزة هي الأعنف منذ سنوات، كما أجبرت الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على القيام بشيء كان يأمل في تجنبه وهو الانخراط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

لفهم ما يعنيه القتال الأخير بالنسبة لواشنطن، تحدثت "فورين بوليسي" إلى "إيلان جولدنبرج"، الذي شغل منصبا رفيعا في وزارة الخارجية في إدارة "أوباما" وشارك في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بقيادة وزير الخارجية آنذاك "جون كيري".

وكان من الواضح أن "بايدن" تولى منصبه وهو يقول لنفسه "سأتجنب التورط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". ولكن كيف يغير هذا التصعيد نهج "بايدن"؟ يقول "جولدنبرج": "أعتقد أن هذه الإدارة كانت مصممة حقًا على التركيز أولاً على المحيطين الهندي والهادئ والصين، بدلاً من الانغماس في الشرق الأوسط. هذا هو سبب وجود مبعوثين خاصين لإيران واليمن وليس، لإسرائيل وفلسطين. لكن في رأيي، من المحتمل أنهم سيحتاجون إلى التركيز على هذا الأمر بدرجة أكبر".

وبسؤاله عن خيارات إدارة "بايدن" بخلاف إصدار البيانات، قال"جولدنبرج": "قبل كل شيء، يمكن التراجع عن بعض الأضرار التي سببها ترامب. سيكون من المفيد إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية من أجل التواصل مع الفلسطينيين. (أغلقت إدارة "ترامب" القنصلية التي كانت لسنوات بمثابة التمثيل الأمريكي الفعلي لدى الفلسطينيين) وهذا يضر حقًا بتقاريرنا على الأرض".

وأضاف: "بعد ذلك بإمكان إدارة بايدن دفع كلا الجانبين إلى اتخاذ خطوات في الاتجاه الصحيح، وتقييد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، وربما محاولة تشكيل نوع من الوحدة السياسية بين فتح وحماس. والتركيز على المساعدة الإنسانية الفورية في غزة".

"فورين بوليسي": لقد ذكرت المستوطنات، وبالطبع هذا التصعيد الأخير مرتبط بمستوطنة يهودية في القدس. وغالبًا ما يُمنع رؤساء الولايات المتحدة سياسيًا من فرض قدر كبير من الضغط على إسرائيل بشأن قضية المستوطنات. كان هذا هو الحال مع "باراك أوباما"، الرئيس الذي خدمت في عهده. لكن هل نسمع نغمة مختلفة من "الحزب الديمقراطي" هذه الأيام عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟

"جولدنبرج": أعتقد أن الأمور تتحرك لتأخذ موقفا أكثر تحفظا تجاه الإسرائيليين. وهناك دلائل عديدة على ذلك، من بينها المواجهة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" و"أوباما" في عام 2015 بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وما تلاه من احتضان قوي للغاية من قبل "نتنياهو" للرئيس "ترامب". كلا الأمرين خلق مساحة أكبر بكثير لانتقاد "نتنياهو" وبالتالي إسرائيل. لكن ما يزال هناك جزء كبير من الديمقراطيين يدعمون إسرائيل بغض النظر عن أي شيء.

"فورين بوليسي": أعطني مثالاً على شيء فعله "بايدن" اليوم (بسبب هذا الاستعداد الكبير داخل حزبه لانتقاد إسرائيل) لم يستطيع "أوباما" فعله.

"جولدنبرج": "قبل شهر واحد فقط، عندما قررت إدارة "بايدن" إعادة التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كان هناك بالفعل معارضة أقل بكثير من الديمقراطيين. كما أن إدارة "بايدن" تحاول منذ اللحظة الأولى عدم إعطاء ضوء أخضر مفتوح لـ"نتنياهو" بشأن العملية العسكرية في غزة، وقد تدرج الأمر حتى وصل للطلب الصريح بإنهاء الحرب".

وأضاف: "لكن أكبر أولويات السياسة الخارجية للإدارة في الوقت الحالي، لم تكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بل كانت إيران، والتي تمثل مصلحة أمنية قومية أكثر أهمية للولايات المتحدة. وفي الوقت الذي تجري فيه إدارة "بايدن" محادثات صعبة للغاية مع الإسرائيليين بشأن إيران، لا ترغب في تعقيد الأمر أيضا من خلال إجراء محادثات صعبة للغاية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

"فورين بوليسي": بدا أن "نتنياهو" على وشك خسارة السلطة الأسبوع الماضي. كان خصومه عبر الطيف السياسي قريبين جدًا من صفقة تقاسم السلطة التي كانت ستنهي وجوده بعد 12 عامًا في المنصب. ثم اندلع القتال. ماذا يعني هذا "لنتنياهو"؟

"جولدنبرج": يبدو أن كل هذا قد تم تعليقه، على الأقل في الوقت الحالي. في خضم نزاع مثل هذا، سيكون من الصعب على السياسيين الإسرائيليين ذوي الميول القومية عقد صفقة مع أحزاب الوسط. سوف ينظر إليها اليمين على أنها خيانة. لكنني لا أعتقد أن أيًا من هذا يجعل من المستحيل أن  تشكل حكومة جديدة لأنهم مصممون على ذلك. إذا كان هناك شيء واحد يربطهم جميعًا معًا، فهو الرغبة في التخلص من "نتنياهو" والخطر الذي يمثله على الديمقراطية الإسرائيلية في هذه المرحلة.

"فورين بوليسي": ماذا عن الجانب الفلسطيني وكيف يؤثر هذا الوضع على على الانقسام بين "فتح" و"حماس"؟

"جولدنبرج": "لقد اتخذت حماس زمام المبادرة بصفتها المدافع عن القدس في هذه الجولة من القتال، وهذا يساعدها كثيرًا. لكن المواجهة بدأت في القدس، وكل ما حدث في القدس لا يتعلق بفتح أو حماس. لقد كان قادمًا إلى حد كبير من الشارع الفلسطيني ومن سكان شرق القدس العاديين.

المصدر | دان ايفرون/ فورين بوليسي – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القضية الفلسطينية الحرب على غزة بايدن نتنياهو

هآرتس: حرب غزة فضحت الجيش والحكومة وعلى نتنياهو وقفها والتنحي

بايدن يدعو لوقف إطلاق النار.. ونتنياهو متمسك باستمرار الحرب

بايدن لنتنياهو: آمل بانتهاء الصراع عاجلا وليس آجلا ولإسرائيل حق الدفاع عن نفسها

وزير الدفاع الأمريكي لنتنياهو: ندعم حق إسرائيل الراسخ بالدفاع عن نفسها

وقف التصعيد.. وفد مصري زار رام الله وسط ضغوط أمريكية على إسرائيل

680 شخصية عالمية تدعو بايدن لإنهاء القمع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين

ملك الأردن عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: السلام بعيد المنال